حدث فى 4 رمضان

حدث فى 4 رمضان السلطان الظاهر بيبرس يتمكن من إستعادة مدينة أنطاكية من أيدي الصليبيين

فى الرابع من رمضان من السنة الأولى للهجرة ، عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أوّلَ لواء فى الإسلام ، لسيد الشهداء  حمزة بن عبد المطلب على رأس ثلاثين صحابى من المهاجرين لاعتراض قافلة تجارية  لقريش وكان  يسير معها لحراستها كثير من أشراف قريش وسراتهم ، وكانت طريقهم إلى الشام تمر على دار الهجرة ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليهم طريقهم ، ويصادر تجارتهم ذاهبة وآيبة ؛ ليكون في ذلك عقاب لهم على إخراجهم لهم من ديارهم ، وما أخذوه من أموالهم ، فجهز لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "دورية قتال اعتراضية قوتها" ثلاثون مجاهدًا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد ، وعلى رأسهم أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

 تحركت السرية نحو الهدف المحدد لها وهو ساحل البحر الأحمر، حيث التقت بالقافلة القرشية ناحية العيص في منطقة نفوذ قبيلة جهينة "فالتفوا حتى اصطفوا للقتال". وقبل أن يشتبك الطرفان في مواجهة دامية ، تدخل رجل من كبار رجالات جهينة في وساطة سلام بينهم ، فقام بجولات من المفاوضات المباشرة مع كل طرف على حدة حتى تمكَّن أخيرًا من النجاح في مساعيه السلمية ، فرجع الفريقان كلاهما إلى بلادهم ، فلم يكن بينهم قتال.
وقد هزت هذه السرية كيان قريش وبثت الرعب في نفوس رجالها ، وفتحت أعينهم على الخطر المحدق بهم والذي أصبح يهدد طريق تجارتهم ، وبالتالي اقتصادهم . أما المسلمون فقد كانت نتائجها عليهم إيجابية ؛ حيث تصاعدت الروح الحماسية بينهم ، وأعطتهم بعدًا عميقًا من الثقة بالنفس والجرأة على عدوهم ، ذلك الذي استطاعوا ولأول مرة الوقوف في وجهه بقوة أبهرت قريش وأدهشتهم ، وكانت البداية لأول إنتصار حقيقى للمسلمين فى غزوة بدر الكبرى .

 فى الرابع من رمضان سنة 666 هـ 17 مايو 1268 م  ، تمكن الجيش المصري بقيادة السلطان الظاهر بيبرس من إستعادة مدينة أنطاكية من أيدي الصليبيين بعد أن ظلت أسيرة في أيديهم 170 عامًا، وكان لوقوعها صدى كبير، فقد كانت ثاني إمارة بعد الرها يؤسسها الصليبيون في الشرق سنة 491هـ الموافق 1097م. ، بعد وصوله اليها وحصارها فى الأول من رمضان ، وذلك ردا على تعاون الصليبيين مع المغول للقضاء على المسلمين فى معركة عين جالوت ، وهناك قسم جيوشه إلى ثلاث فرق وزعها حول المدينة ليحكم حصارها ويمنع وصول المدد إليها من البر والبحر. ولم يتمكن  الصليبيون المدافعون من المقاومة ، بسبب شدة الحصار وقوة المهاجمين ، ففتحت المدينة وتمكنت جيوش بيبرس من دخولها وغنموا غنائم كبيرة لا تعد ولا تحصى من الأموال والأسرى .  وقد كان سقوط تلك الإمارة الصليبية حدثا مهما في تاريخ الحروب الصليبية ، فقد انقطعت صلة الصليبيين في طرابلس وعكا بأرمينية الصغرى ، وبذلك غدت مصالح الصليبيين في الشام مهددة بشكل مباشر ولم يبق امامهم سوى مملكة قبرص الصليبية والتي توحدت مع مملكة طرابلس وعكا لأنهم انضموا إلى تاج الملك هيو الثالث ، والذي باشر حكمه بعقد هدنة مع السلطان بيبرس إلى حين وصول المساعدات من أوروبا .

Read 502 times