علي بن أبي طالب أميرًا للمؤمنين يحكم على ما تحت يديه من الحجاز والعراق واليمن ومصر ، ومعاوية يحكم على ما تحت يديه من الشام ، مع تفويض أعيان الصحابة السابقين في الإسلام للنظر في من يلي أمور المسلمين والاجتماع على رجل يكون خليفةً للمسلمين ، وذلك بعد أن اعتزل العديد من كبار الصحابة هذه الفتنة ، بعد هذه الواقعة نشأت فرقة الخوراج التى ارتبطت على مدى تاريخها الطويل بالتطرف ، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ، وسموا مارقة ، وذلك للحديث النبوي الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه ، ومحاولته إقناعهم بالحجة ، ولكنهم لم يستجيبوا ، وكان لهذه الفرق صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين .
فى الثالث من رمضان عام 350 هـ ، الموافق 16 اكتوبر 961 م ، تولى الحكم بن عبد الرحمن الناصر ، تاسع أمراء الدولة الأموية في الأندلس وثاني خلفاء الأندلس ، الحكم بعد أبيه عبد الرحمن الناصر لدين الله ، الذي أعلن الخلافة الإسلامية في الأندلس عام 316 هـ ، والتى استمرت حتى عام 422 هـ ، كان عصره امتدادًا لفترة زهوة الدولة الأموية في الأندلس الذي بدأ في عهد أبيه . وقد اشتهر الحكم بعشقه للعلم واقتناء الكتب ، حتى عجت مكتبته بنحو أربعمائة ألف مجلد ، بذل جهدًا في جمعها من مختلف الأقطار . وقد لُقب بالحكم المستنصر بالله .
فى الثالث من رمضان عام 1330 هـ ، الموافق 16 أغسطس 1912 م ، تمت مبايعة أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين سلطاناً على المغرب ، حيث عقدت معه قبائل السوس والصحراء البيعة كأمير للمقاومة ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي ، حيث ورث عن أبيه الشيخ ماء العينين تنظيم حركات المقاومة في بداية القرن العشرين ، كما ورث عنه مشيخته الصوفية ، بعد فرض فرنسا معاهدة فاس على المغاربة ، دخل أحمد الهيبة بقواته مدينة مراكش وأعلن سلطاناً على المغرب ، رفضت حكومة فرنسا الإعتراف بالشيخ أحمد الهيبة سلطانا على المغرب وأعلنت الحرب عليه بعد أن يئست من إستمالته ليقبل الخضوع لها ، وظل الكر والفر بين قوات الشيخ والجيش الفرنسي منذ سنة 1912 بداية من معركة سيدي بوعثمان التاريخية التى انسحب على إثرها الهيبة من مراكش التي دخلها الفرنسيون . وحل بأكردوس بجنوب المغرب حيث القبائل البربرية المتمنعة في الجبال. وبقيت القوات الفرنسية تطارد حركته حتى سنة 1919 تاريخ وفاته ، متأثرا بسم دسه له أحد عملاء المخابرات الفرنسية .