ولد أحمد شوقي عبد السلام ضيف ، الشهير بشوقي ضيف في 13 يناير 1910 م في قرية اولاد حمام بمحافظة دمياط ، حفظ القرآن الكريم كاملا في أقل من عام ، وبعد أن أنهى تعليمه في مدارس الأزهر ، إلتحق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة فؤاد الأول - ليكون تلميذا لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، الذى أشرف بنفسه فى عام 1942 على رسالة الدكتوراه التى نال شوقي ضيف درجتها بإمتياز ، وكان موضوعها هو : الفن ومذاهبه في الشعر العربي ، مما دفع بالدكتور طه حسين إلى أن يشد على يديه و يوصيه باللغة العربية وكأنه عينه حارسا عليها .
وطوال حياته خاض شوقى ضيف العديد من القضايا الأدبية ، وكان يقارع خصومه الحجة بالحجة و يدحض أفكارهم و أرائهم ، و ظل يصدر الكتاب تلو الآخر ، حتى جاءت الغالبية العظمى منها في تاريخ النقد العربي والبلاغة والنحو واللغة والتفسير القرآني ، هذا بالإضافة إلى كتبه التي حملت عناوين (الفن ومذاهبه في النثر العربي) و(الأدب العربي المعاصر فى مصر ) و(البلاغة تطور وتاريخ ) و (محمد خاتم النبيين) و ( فى التراث والشعر واللغة ) و ( الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور ) و ( تحريفات العامية للفصحى ) و(فى الشعر والفكاهة في مصر) و (أدب الرحالات) و غيرها .
بالإضافة الى العديد من المؤلفات الإسلامية مثل تحقيقه لكتاب السبعة فى القراءات لإبن مجاهد ، كتابه الذى حمل إسم ( عالمية الإسلام ) و ( الوجيز فى تفسير القرآن الكريم ) .
في عام 1976 انتخب عضوا بمجمع اللغة العربية ، فأميناً عاماً له ، فنائباً للرئيس ، فرئيساً للمجمع ولاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية فى عام 1996م.
حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1979 ، وجائزة الملك فيصل العالمية في الآدب العربي عام 1983 ، كما منح وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ، والعديد من الجوائز الأخرى من الجامعات العربية .
ثمة أسباب أخرى كانت وراء هذا الإنجاز الموسوعي للرجل ، لعل من بينها دأبه ، وإخلاصه الشديد لعمله ، وتقديره لقيمة الوقت ، فضلاً عن منهجيته ، وصرامته العلمية ، وتجدده الدائم ، وقبوله للإختلاف ، وإيمانه بدوره كأحد حراس اللغة العربية ، وحُفَاظ التراث الأدبي العربي ، لذلك لم يكن غريباً أن ينسبه الكثيرون إلى تلك السلالة التي انتمي إليها العمالقة ، طه حسين وأمين الخولي وأحمد أمين وغيرهم ، ورغم رحيله عن عالمنا فى مساء الأحد 13 مارس 2005 ، إلا أن أعماله وإنتاجه سيبقى معنا ما بقيت اللغة العربية .