مثل كثير من المثقفين قبل الحرب العالمية الثانية ، روج لفكرة تحسين النسل (تطبيق أساليب ومفاهيم الانتقاء على الإنسان ، عبر تحسين خصائصه الوراثية ) ، وكان مسؤول المؤسسة الفرنسية لدراسة مشاكل الإنسان أثناء الاحتلال النازي لفرنسا إبان فترة حكومة فيشى المتعاونة مع النازية ، والتى سعت لتنفيذ سياسات تحسين النسل هناك ،  وأدى تعاونه وعمله مع هذه المنظمة الى اتهامه بالتعاون مع النازية بعد الحرب العالمية الثانية ، لما شاب هذه الدراسات من شبهات التطهير العرقى والإبادة الجماعية .

ولد أليكسى كاريل فى ليون بفرنسا فى 28 يونيو 1873 م ، كان والده رجل أعمال توفى وكاريل ما زال صبياً صغيراً ، قضى شقاً كبيراً من تعليمه فى البيت على يد أمه ( أنا ريكارد ) وأيضاً فى مدرسة القديس يوسف بليون ، وحصل على درجة البكالوريوس فى الأدب من جامعة ليون عام 1889 وحصل فى العام التالى 1890 على نفس الدرجة ولكن فى العلوم ، وبحلول عام 1900 كان قد حصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة .

عمل أليكسى فى مستشفى جامعة ليون وتعلم بها التشريح والجراحة  ، وعمل فى التشريح فى قسم البروفيسور تستو (Testut L.) فى الجامعة ، خاصة فى الجراحة ، وبدأ فى إجراء بعض الأبحاث التجريبية بحلول عام 1902 ، ثم ذهب الى شيكاغو فى عام 1904 ، وعمل فى قسم الفسيولوجى بالجامعة فى عام 1905 تحت قيادة البروفيسور ستيوارت (G. N. Stewart ) وبحلول عام 1906 انضم الى معهد روكفلر للبحوث الطبية فى نيويورك كعضو مشارك قبل أن يحصل على العضوية الكاملة فى عام 1912 ، وفى هذا المعهد اجرى العديد من الأبحاث التى قادته فى عام 1912 للحصول على جائزة نوبل فى الطب .

وخلال الحرب العالمية الأولى ( 1914 ـ 1919 ) عمل كاريل رائداً فى الفيلق الطبى للجيش الفرنسى ، وخلال هذه الفترة ابتكر ما يعرف باسم طريقة كاريل ـ داكين (Carrel-Dakin )لعلاج جراحات الحروب التى استخدمت على نطاق واسع .

اهتمت أبحاث كاريل بالجراحات التجريبة ونقل الأنسجة والأعضاء الكاملة ، وقد نشر فى وقت مبكر من عام 1902 وقت أن كان بجامعة ليون ، تقنية ربط نهايات الأوعية الدموية ، وفى عام 1910 أثبت أن الأوعية الدموية يمكن أن يتم تخزينها تحت درجات حرارة منخفضة لمدة طويله قبل أن يتم إستخدامها فى عمليات النقل أو الزراعة ، وفى عام 1908 كان قد ابتكر طريقة لنقل الأعضاء الكاملة ، ولاحقاً فى عام 1935 ابتكر آلة لتحل محل جهاز التنفس فى الإنسان أثناء إزالته من الجسد ، وذلك بالتعاون مع تشارلز ليندبرج  (Charles Lindbergh ) أول طيار يعبر المحيط الأطلنطى ، والذى ساعده فى حل المشاكل الميكانيكية للجهاز ، وقد ناقش فكرة وأهمية هذا الجهاز فى كتابه ( زراعة الأعضاء ) كما نشر كتابه الشهير ( الإنسان ذلك المجهول Man, the Unknown ) بالتعاون مع جورج ديبلى (Georges Debelly ) ويتناول طرق علاج الجروح ، وقد بدأه بقوله (لست فيلسوفا، ولكنني رجل علم فقط ، قضيت الشطر الأكبر من حياتي في المعمل أدرس الكائنات الحيه، والشطر الباقي في العالم الفسيح أراقب بني الإنسان، واحاول أن افهمهم , ومع ذلك فإنني لا أ دعي أنني اعالج أمورا خارج نطاق حقل الملاحظه العلميه ... )

وقد أجرى أيضاً مجموعة من عمليات ناجحة على صمامات القلب ، بالتعاون مع تيودور توفييه (Theodore Tuffier ) را€ئد جراحة الصدر الفرنسى ، كما تمكن من تنمية بعض الخلايا السرطانية ـ ساركوما sarcoma ـ فى نسيج تم زرعة بطريقة هاريسون .

كان كاريل أيضاً عضواً في عديد من المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية، اسبانيا، روسيا، السويد، هولندا، بلجيكا، فرنسا، الفاتيكان، ألمانيا، إيطاليا، واليونان. كما حصل على الدكتوراة الفخرية من عدد من الجامعات مثل جامعة الملكة في بلفاست بأيرلندا الشمالية، جامعة برينستون، جامعة كاليفورنيا، جامعة نيويورك، جامعة براون، وجامعة كولومبيا - نيويورك.

وقد تزوج من ( آنا مارى لاور ) لكنهم لم ينجبوا أى أولاد .

ومع إندلاع الحرب العالمية الثانية فى عام 1939 ، ذهب كاريل الى فرنسا كعضو فى مهمة خاصة لوزارة الصحة الفرنسية ، وظل لسنوات فى هذا العمل حتى أصبح مديراً لمؤسسة كاريل لدراسة مشاكل الإنسان التى أنشأتها حكومة فيشى الموالية للنظام النازى ، وقد توفى أثناء إدارته لهذه المؤسسة فى 5 نوفمبر من عام 1944 .

المصدر : الموقع الرسمى لجائزة نوبل