ولد روس في ألمورا بالهند في 13 مايو 1857 م ، وتوفي في لندن بإنجلترا في 16 سبتمبر 1932 م ، عن عمر ناهز 75 عاما ، كان روس الإبن البكر للسير كامبل كلاى جرانت روس (Sir Campbell Claye Grant Ross ) حيث كان جنرالاً بالقوات البريطانية الهندية ، ووالدته ماتيلدا شارلوت ( Matilda Charlotte Elderton ) ، أصيب جده ( الليفتنانت هيو روس ) بالملاريا ، مما جعل روس يفكر فى علاج لهذا المرض وهو ما زال طفلاً .
فى سن الثامنة ، تم إرساله لبريطانيا ليتلقى تعليمه هناك ، فدرس الطب بمستشفى المدرسة الطبية في سانت بارثلميو في إنجلترا ، عام 1875 م ، واجتاز الإمتحان النهائى له فى عام 1880 ، وعمره 23 سنة ، بعد حصوله على الدبلوم انتقل روس إلى ( مدراس ) فى الهند حيث زاول مهنة الطب هناك ، وعمل طبيباً عسكرياً بالخدمات الطبية الهندية في الفترة من 1881 الى 1899 م ، وبدأ بدراسة الملاريا من عام 1882 م ، الى 1899 م ، أثناء عمله فى مستشفى الرئاسة العامة بكلكتا ، وهناك قام ببناء منزل متواضع به معمل فى إحدى القرى ماهاناد ( Mahanad ) ، كان يقيم فيه من وقت لآخر ، حيث قام بجمع البعوض المسبب لمرض الملاريا لإجراء البحوث عليه .
فى عام 1883 م ، توصل إلى إمكانية التحكم فى بعوضة الملاريا بواسطة التحكم فى حصولها على المياه ، إلا أنه أصيب بالملاريا فى عام 1897 م ، فانتقل بعدها الى حيدر أباد ، حيث تقع الجامعة العثمانية ومدرستها الطبية هناك ، حيث اكتشف وجود طفيل الملاريا فى فصيلة محددة من البعوض ، من فصيلة الأنوفيليس ، أطلق عليه مبدئياً إسم (dapple-wings ) إذ تمكن من العثور على طفيل الملاريا فى بعوضة تم تغذيتها بشكل عمدى على دم مصاب بالملاريا يدعى ( حسين خان ) ثم انتقل إلى إنجلترا حيث عمل باحثاً وأستاذاً بمدرسة طب المناطق الحارة ( الاستوائية ) في ليفربول ، وذلك من سنة 1899م وحتى بلوغه الستين وتقاعده سنة 1917 م .
انتقل روس بعد ذلك إلى مستشفى الكلية الملكية التابعة لجامعة لندن حيث عمل هناك طبيباً وأستاذاً في الفترة بين عامي 1917 و 1923 ، وفي عام 1923 م ، أنشئ معهد باسم روس (معهد روس) يتبع مستشفى أمراض المناطق الحارة بلندن ، وعمل روس أول مدير للمعهد لمدة 9 سنوات انتهت عند وفاته عام 1932 م .
تم إختيار روس زميلاً فى الكلية الملكية للجراحين فى عام 1901 م ، وأصبح نائباً لرئيسها فى الفترة من ( 1911 الى 1913 ) ، وفى عام 1902 حصل على جائزة نوبل فى الطب لعمله على دراسة الملاريا ، وحصل مساعده ( كيشورى موهان بانديوبادياي ) على ميدالية ذهبية ، وفى نفس العام حصل على وسام من الملك جورج الخامس ، وحصل عام 1911 على لقب سير (فارس) من الحكومة البريطانية .
نشر روس أول بحوثه في هذا الموضوع عام 1897 في المجلة الطبية البريطانية في عددها الثاني بعنوان (حول بعض الخلايا الصبغية الغريبة التي وجدت في دم مصاب بمرض الملاريا ) وقد أثبت فيه روس أن بعوضة الأنوفيلس هي التي يتم بواسطتها نقل مرض الملاريا . انتقل روس بعد ذلك إلى اكتشاف وتطوير طرق للقضاء على بعوضة الأنوفليس التي تنقل جرثومة الملاريا ، وبذلك قام بتوفير إمكانية الوقاية من هذا المرض الخطير، ونشر روس كتابين حول هذا الموضوع نشرهما في لندن: الأول عام 1910 بعنوان ( الوقاية من الملاريا ) ، والثاني عام 1928 بعنوان (دراسات حول مرض الملاريا .
خلال مسيرته النشطه ، ساعد روس على مقاومة الملاريا فى العديد من البلدان ، وقام بعمل العديد من البحوث الإستقصائية فى أماكن مختلفة ، فى غرب أفريقيا ومنطقة قناة السويس ، وموريشيوس وقبرص ، والمناطق المتضررة من الحرب العالمية الأولى ، كما شارك مع بعض المؤسسات الجادة فى مقاومة الملاريا ، حتى أعلن يوم 20 أغسطس يوماً عالمياً لمقاومة الملاريا ، وقدم العديد من الإسهامات لمقاومة الوباء وطرق دراسته وتقييمه ، وقدم نموذجاً رياضياً لدراسة علم الأوبئة بدأه فى تقريره عن الوباء فى موريشيوس عام 1908 م ، ووضح فى عام 1911 م ، كيف يمكن الوقاية من الوباء فى شكل أكثر عمقاً ، ونشرت أبحاثه الجمعية الملكية فى عام 1915 و 1916 م ، استمر روس فى عمله حتى تمكن من اكتشاف كيفية انتقال طفيل الملاريا من البعوضة ، ولم يستفد علم الأوبئه فقط من نموذجه الرياضى ، بل أدى الى مساهمه ملموسة فى الرياضة البحتة والتطبيقية .
الجوائز والتكريمات
حصل روس على عدد من الأوسمة العلمية الرفيعة منها ميدالية بارك الذهبية للبحوث الطبية 1895 ، ميدالية كاميرون من جامعة إدنبرة باسكتلندا 1901 م ، الوسام الملكي من الجمعية الملكية البريطانية 1909 م .
كما وجد روس رغم إنشغاله بالبحث والعلم وقتاً كافياً ليكتب فيه الشعر وبعض الأعمال المسرحية والرسم ، واكتسب شهرة واسعه كونه شاعراً قبل أن يكون طبيباً وباحثا ً .
تزوج روس عام 1889 من روزا بيسى (Rosa Bessie Bloxam ) وأنجب منها إبنين هما ( رونالد وتشارلز ) وابنتين هما ( دوروثى وسيلفيا ) وقد توفيت زوجته فى عام 1931 م ، الى أن توفى بعدها بعام واحد بعد معاناة طويله مع الربو .