محمد بن أبى حذيفة العبشمي | 656 ـ 657 م

محمد بن أبى حذيفة محمد بن أبى حذيفة محمد بن أبى حذيفة

محمد بن أبى حُذيفة بن عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، وثب على مصر وملكها من غير ولاية من خليفة فى الفترة من ( 35 ـ 36 هـ )( 656 ـ 657 م )  ، فلذلك لم يعده المؤرخون من أُمراء مصر .

وكان من خبره أنه جمع جمعاً وركب بهم على عُقبة بن عامر الجُهنى خليفة عبد الله بن سعد بن أبى سرح وقاتله وهزمه وأخرجه من الفسطاط ، ثم دعا الناس لخلع عُثمان من الخلافة وصار يُعدد أفعاله بكل شئ يقدر عليه ، فاعتزله شيعة عُثمان وقاتلوه ، وهم : معاوية بن حُذيج وخارجة بن حُذافة السهمى ، ويُسر بن أرطأة ومسلمة بن مخلد الأنصارى ، وعمرو بن قحزم الخولانى ، ومِقسم بن بَجْرة ، وحمزة بن سرح بن كُلال ، وأبو الكُنود سعد بن مالك الأزدي ، وخالد بن ثابت الفهمي ، فى جمع كثير من الناس ، وبعثوا الى عُثمان بذلك ، وبينا أن يأتى الخبر من عثمان قويت شوكة محمد هذا ، ثم حضر من عند عثمان سعد بن أبى وقاص ليُصلح أمرهم ويتألف الناس ، فخرج اليه جماعة من أعوان محمد بن أبى حُذيفة وكلموه وخاشنوه ، ثُم قلبوا عليه فُسطاطه وشجوه ونهبوه ، فركب من وقته وعاد راجعاً ودعاً عليهم لما فعلوه به ، ثم عاد الى مصر عبد الله بن أبى سرح راجعاً فمنعه أن يدخل الى مصر وقاتلوه ، فكر راجعاً الى عسقلان ثم قُتل فى هذه الأيام بفلسطسن ، وقيل بالرملة ، ثم أراد محمد بن أبى حُذيفة أن يبعث جيشاً الى عُثمان فجهز اليه ستمائة رجل عليهم عبد الرحمن بن عُديس البلوى ، وكانوا ينقسمون الى جماعات عليهم : كنانة بن بشر بن سليمان التجيبى ، وعروة بن شُييم الليثى ، وأبو عمرو بن بُديل بن ورقاء الخُزاعى ، وسودان بن أبى رومان الأصبحى ، وذرع بن يشكر اليافعى .

وبينما هم فى ذلك إذ قدم عليهم خبر مقتل عثمان بن عفان رضى الله عنه فى ذى الحجة من السنة ( 35 هـ ) ، فلما وصل الخبر بذلك ثار شيعة عثمان بمصر وعقدوا لمعاوية بن حُديج وبايعوه على الطلب بدم عُثمان وساروا الى الصعيد ، فبعث إليهم محمد بن أبى حُذيفة جماعة كثيرة فتقاتلا ، ـ  والتقى الجمعان بدقناش من كورة البهنسا ، ومكانها اليوم حوض دقناش بأراضى ناحية ( مزورة ) من مركز ( ببا ) بمحافظة بنى سويف ـ فهزمت جيش محمد بن أبى حُذيفة وافترقا ، وتوجه معاوية بأصحابه الى جهة برقة فأقام بها مدة ثم عاد الى الأسكندرية ، فبعث محمد بن أبى حُذيفة بجيش آخر فاقتتلوا بخَرِبتْا ( هى اليوم قرية بمحافظة البحيرة مركز كوم حمادة ) أول شهر رمضان من سنة ست وثلاثين ، فانهزم جيش محمد بن أبى حُذيفة أيضاً .

وأقامت شيعة عُثمان بخربتا الى أن قدم معاوية بن أبى سفيان من الشام الى مصر فخرج اليه محمد بن أبى حُذيفة بأصحابه ومنعوه من الدخول الى الفسطاط ، ثم اتفقا على أن يجعلا رهناً ويتركا الحرب ، فاستخلف محمد بن أبى حُذيفة على مصر الحكم بن الصلت وخرج فى الرهن هو وأبو عُديس وكنانة بن بشر وأبو شمر بن أبرهة الصباح ، وعدة من قتلة عثمان ، فلما وصلوا الى معاوية قبض عليهم وحبسهم وسار الى دمشق ، فهربوا من السجن إلا أبا شمر بن أبرهة فقال : لا أدخله أسيراً وأخرج منه آبقاً ، فتتبعهم أمير فلسطين حتى ظفر بهم وقتلهم فى ذى الحجة سنة ست وثلاثين ، فلما بلغ الخبر أمير المؤمنين على بن أبى طالب بمُصاب محمد بن أبى حُذيفة ، ولّى على مصر قيس بن سعد بن عُبادة الأنصارى رضى الله عنه .

ـــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : النجوم الزاهرة فى أخبار ملوك مصر والقاهرة ، الجزء الأول طبعة وزارة الثقافة والإرشاد القومى

Read 4013 times