تلقى مبادئ العلوم في إحدى الكتاتيب ببني سويف ، ثم تلقى دراسته الأولى بالقاهرة في مدرسة حارة السقايين، فمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة، ثم مدرسة الأمير مصطفي فاضل – شقيق الخديوي إسماعيل وهي مدرسة الأمراء أبناء الأسرة المالكة، والأسر المصرية الكبيرة، وساعده على الالتحاق بها عمل والده ناظراً لتفاتيش الأمير المذكور ، كما درس أيضا في مدرسة اللغات (الألسن)، وأتقن اللغات العربية والفرنسية والتركية والفارسية، وتعلم اللغة القبطية ، ثم أتم دراسته في أوروبا، ولما عاد إلى مصر عين كاتباً بإحدى الدوائر الخاصة، ثم ألتحق بوظائف الحكومة كاتباً ومترجماً لمجلس التجارة بالإسكندرية، ثم صار رئيساً لكتابها، فسكرتيراً لها فى عام ١٨٧٩ ثم وكيلاً في ١٠ أكتوبر ١٨٨١ وانعم عليه برتبه الباشوية في العام التالي.
انتدبته الحكومة المصرية سكرتيراً للجنة الدولية التي سنت قانون التصفية لمالية مصر عام ١٨٧٦، وعين بعد ذلك وكيلاً للحقانية، فسكرتيراً لمجلس النظار، علاوة على وظيفته الأولى ، كان من أعضاء الوفد الذي أرسله أحمد عرابي – قائد الثورة العرابية للخديوي توفيق لطلب العفو بعد حوادث الثورة العرابية، وأدار باقتدار أهم الأعمال المالية والإدارية للحكومة المصرية.
عين ناظراً للمالية في نظارة حسين فخري الأولى (١٥ يناير ١٨٩٣)، وأيضا في نظار مصطفى رياض الثالثة (١٩ يناير ١٨٩٣)، ثم عين ناظراً للخارجية في نظارة نوبار باشا الثالثة (١٥ إبريل ١٨٩٤)، وتولى نفس المنصب في نظارة مصطفى فهمي الثالثة (١٢ نوفمبر ١٨٩٥-١١ نوفمبر ١٩٠٨).
وقع اتفاقية السودان مع إنجلترا في ١٩ يناير ١٨٩٩، وبها إجحاف بحقوق مصر في السيادة عليها، مما أدى إلى احتجاج الشعب المصري وعلى رأسه الزعيم الوطني محمد فريد. كما ترأس محكمة دنشواي عام ١٩٠٦، التي عقدت لمحكمة الفلاحين من أبناء الريف المصري الذين اتهموا ظلماً بقتل ضابطاً بريطانياً مات متأثر بضربة شمس، أثناء قيام مجموعة من جنود الاحتلال بالصيد داخل حقولهم.
تشكلت يوم ١٢ نوفمبر عام ١٩٠٨ نظارة برئاسة بطرس غالي ، ظل محتفظاً فيها بمنصب وزير الخارجية ، وأدى انحيازه للإنجليز إلى كراهية الشعب المصري له، حيث دخل في مفاوضات حول تمديد امتياز قناة السويس عام ١٩٠٩ لمدة أربعين عاماً على غير صالح مصر، حيث ظل مشروع مد الامتياز في طي الكتمان لمدة عام، حتى تمكن الزعيم الوطني محمد فريد من الحصول على نسخة من هذا المشروع في أكتوبر عام ١٩٠٩، وكشف النقاب عنه في جريدة "اللواء"، وطلب مناقشته قبل البت فيه، كما حاول أحمد لطفي السيد – أستاذ الجيل – إقناع بطرس غالي بعرض المشروع على الجمعية العمومية، ولكنه رفض مما دعاه إلى القيام بحملة ضده من خلال جريدة "حزب الأمة".
أعاد العمل بقانون المطبوعات الصادر عام ١٨٨١، لكبح جماح الصحف الوطنية التي تصدرت مشروع مد امتياز قناة السويس وذلك عام ١٩٠٩ وخصوصاً حملة الزعيم الوطنى محمد فريد فى جريدة اللواء ، وأستاذ الجيل أحمد لطفى السيد من خلال جريدة "حزب الأمة". ، رغم أنه تقرر إيقاف العمل بهذا القانون منذ عام ١٨٩٤.
من أعماله :
صاحب الفضل في وضع قانون المحاكم الأهلية، كما عمل على ترجمة القوانين.
وضع تقارير عن أراضي نصر وضرائبها كانت المادة الرئيسية لكتاب يعقوب أرتين عن: "الأحكام المرعية في شأن الأراضي المصرية".
في عهده تقرر توسيع اختصاصات مجلس شورى القوانين، بعرض مشروعات الحكومة على المجلس لإبداء الرأي فيها.
وفي ٢٠ فبراير عام ١٩١٠ أطلق إبراهيم ناصف الورداني ، الرصاص على بطرس غالي ، وهو خارج من ديوان الخارجية في الساعة الواحدة ظهرا ، حيث أطلق عليه ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته .
كان إبراهيم الورداني شابا في الرابعة والعشرين من عمره ، درس في سويسرا الصيدلة ، ثم سافر إلى إنجلترا وقضى بها عاما حصل خلاله على شهادة في الكيمياء ثم عاد إلى مصر في يناير 1909م ليعمل صيدلانيا، وكان عضوا في الحزب الوطني ، وعندما قبض عليه قال إنه قتل بطرس غالي لأنه " خائن للوطن"، وإنه غير نادم على فعلته .
|
نظارة بطرس باشا غالي ( ١٢ نوفمبر ١٩٠٨ – ٢١ فبراير ١٩١٠ )
خطاب من عباس حلمي الثاني إلى بطرس باشا غالي بتوجيه مسند رئاسة مجلس النظار لعهدته وتكليفه بتأليف هيئة نظارة جديدة في ١٢ نوفمبر ١٩٠٨:
صورة الإرادة السنية الصادرة في ١٨ شوال سنة ١٣٢٦ (١٢ نوفمبر ١٩٠٨) نمرة ٦ إلى صاحب السعادة بطرس غالي باشا بتوجيه مسند رئاسة مجلس النظار لعهدته وتكليفه بتأليف هيئة نظارة جديدة :
( سعادتلو بطرس غالي باشا حضرتلري : بناء على ما هو معلوم فيكم من الكفاءة والدراية، ووثوقنا بكم قد وجهنا لعهدتكم مسند رئاسة مجلس نظار حكومتنا، وعلى هذا نكلفكم بتشكيل هيئة نظارة جديدة، وكونوا على يقين من تعضيدنا ومساعدتنا إياكم في جلائل الأعمال التي عهدنا بها إليكم، ونسأل الحق جلت قدرته أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير البلاد ورفاهية العباد، إنه نعم المولى ونعم النصير." ) عباس حلمي
خطاب من بطرس باشا غالي إلى عباس حلمي الثاني :
صيغة الخطاب المرفوع من صاحب السعادة بطرس غالي باشا بتشكيل النظارة الجديدة ( قد تفضلت ذاتكم العلية بتوجيه رئاسة مجلس النظار إلى عهدتي، وكلفتني بتأليف هيئة نظارة جديدة، فأتشرف بأن أرفع إلى مقام سموكم أسماء من تشكل منهم هذه النظارة وهم :
سعادة سعد زغلول باشا.... لنظارة المعارف العمومية
سعادة حسين رشدي باشا.... لنظارة الحقانية
سعادة محمد سعيد بك..... لنظارة الداخلية
سعادة إسماعيل سري باشا.... لنظارة الأشغال العمومية وللحربية والبحرية
سعادة أحمد حشمت باشا..... لنظارة المالية
فإن حازت هذه التعيينات قبول لدى سدتكم العلية التمس صدور الأمر الكريم باعتمادها، وتقليدي نظارة الخارجية، كما تعطف جنابكم الرفيع وعهد إلى رئاسة مجلس النظار ، وإني بكل احترام وإجلال لمولاي عبده الخاضع الأمين ، ١٨ شوال سنة ١٣٢٦ (١٢ نوفمبر سنة ١٩٠٨ )" بطرس غالي
خطاب من عباس حلمي الثاني إلى بطرس باشا غالي بالموافقة على النظارة الجديدة :
أمر عال ( نحن خديوي مصر بعد الاطلاع على الأمر العالي الصادر في ٢١ سبتمبر سنة ١٨٧٩ وبناء على ما عرضه علينا رئيس مجلس النظار أمرنا بما هو آت :
عين:
سعادة بطرس غالي باشا..... ناظراً للخارجية
سعادة سعد زغلول باشا.... ناظراً للمعارف العمومية
سعادة حسين رشدي باشا.... ناظراً للحقانية
سعادة محمد سعيد بك..... ناظراً للداخلية
سعادة إسماعيل سري باشا.... ناظراً للأشغال العمومية وللحربية والبحرية
سعادة أحمد حشمت باشا.... ناظراً للمالية
على رئيس مجلس النظار تنفيذ أمرنا هذا. صدر بسراي عابدين في ١٨ شوال سنة ١٣٢٦ (١٢ نوفمبر ١٩٠٨ )"
عباس حلمي | بأمر الحضرة الخديوية | رئيس مجلس النظار | بطرس غالي
*** قرارات مجلس النظارة:
- قرر مجلس النظار في ٢٣ يونيه سنة ١٩٠٩ تكليف سعادة محمد سعيد باشا ناظر الداخلية بأعمال نظارة المعارف العمومية بالنيابة عن سعادة سعد زغلول باشا أثناء تغيبه بالإجازة ، القاهرة في ٢٣ يونيه سنة ١٩٠٩
- قرر مجلس النظار في ٨ جمادي الثانية سنة ١٣٢٧ (٢٦ يونيه ١٩٠٩) تكليف سعادة أحمد حشمت ناظر المالية بأعمال نظارة الحقانية بالنيابة عن سعادة حسين رشدي باشا أثناء تغيبه بالإجازة ، القاهرة في ١٢ جمادي الثانية سنة ١٣٢٧ (٣٠ يونيه ١٩٠٩).
- تفضل الجناب الخديوي المعظم فكلف سعادة سعد زغلول باشا ناظر المعارف العمومية بأداء أعمال رئاسة مجلس النظار وسعادة حسين رشدي باشا ناظر الحقانية بأعمال نظارة الخارجية أثناء غياب عطوفة بطرس غالي باشا بالإجازة ، في ١٧ سبتمبر سنة ١٩٠٩.
- قرر مجلس النظار في ١٥ ديسمبر سنة ١٩٠٩ تكليف سعادة أحمد حشمت باشا ناظر المالية بأعمال نظارتي الأشغال العمومية والحربية بالنيابة عن سعادة إسماعيل سري باشا أثناء غيابه ، القاهرة في ٢٨ ديسمبر سنة ١٩٠٩.
*** لم تقدم استقالة نظرا لمقتل بطرس غالي باشا في ٢١ فبراير سنة ١٩١٠.