أسهم في الحركة الوطنية، وكان من أنصار الزعيم مصطفى كامل ، ورغم ذلك فقد وقف موقف المعارض للحزب الوطني عند وصوله للسلطة ، وكان صديقاً حميماً لشيتمي مستشار وزارة الخارجية البريطانية ، انضم إلى الحزب الوطني أثناء تأليف الوفد الذي يطالب باستقلال مصر عام ١٩١٨، وطالب بوفد ثان شكّله مع الأمير عمر طوسون لمواجهة وفد سعد زغلول وزملائه ، وأدى موقف السلطان الحازم منها إلى إنهاء طموحهما، وانتهى الأمر بتوحد الوفدان تحت رئاسة سعد زغلول.
تبوأ منصب رئيس الوزراء للمرة الثانية أثناء ثورة ١٩١٩ (٢٠ مايو ١٩١٩-٢٠ نوفمبر ١٩١٩)، وتولى فيها منصب وزير الداخلية ، عارض إرسال لجنة ملنر إلى مصر، وطلب من بريطانيا عدم الإقدام على هذه الخطوة إلا بعد توقيع تركيا معاهدة الصلح ، ولم تستجب بريطانيا له فقدم استقالته في ١٩ نوفمبر ١٩١٩ م ، وقدانتخب عضواً في مجلس النواب عن دائرة الجمرك بالإسكندرية، للهيئتين التشريعيتين الأولى والثانية ، كما عين وزيراً للمعارف في وزارة سعد زغلول (٢٨ يناير ١٩٢٤-٢٤ نوفمبر ١٩٢٤).
من أهم أعماله :
تم في عهده وضع الأساس للجامعة المصرية.
أبدلت الجمعية العمومية ومجلس شورى القوانين بالجمعية التشريعية.
أنشئت في عهده وزارتي الأوقاف والزراعة (١٩١٣)، كما أنشئت وزارة المواصلات عام ١٩١٩.
أصبح الإشراف على البعثات في الخارج لوزارة المعارف، وصدرت لائحة خاصة لتنظيمها.
تقرر عام ١٩٢٤ إلحاق البنات بمدارس رياض الأطفال، إذا وجدت أماكن خالية لمواجهة الإقبال على تعليم البنات.
كان أول من شكل لجنة لوضع النص الدستوري الخاص بمجانية التعليم (مادة ١٩ من دستور ١٩٢٣) موضع التنفيذ، وجعله إجباريا لكل المصريين في المرحلة الأولى منه، فأنشأ في بداية تنفيذ مشروعه (٢٤) مدرسة في المديريات والمحافظات وجعل التعليم فيها مجاناً.
أنصف الموظفين بتعديل كادر درجاتهم، لزيادة رواتبهم.
استبدل حكم الإعدام بالأشغال الشاقة في المحاكم العسكرية، وحول قضايا المصريين فيها إلى المحاكم الأهلية.
أول من عين مفتشين مصريين في وزارة الداخلية.
وزارته الأولى ( من 23 | 02 | 1910 الى 05 | 04 | 1914 ) جاء تكليف محمد سعيد باشا بالوزارة عقب إغتيال بطرس باشا غالى رئيس الوزراء الأسبق على يد إبراهيم ناصف الوردانى ، وكان خطاب التكليف الموجه إليه من الخديوى عباس حلمى الثانى ، وكان نص تشكيل الوزارة والخطابات المتعلقة بتشكيلها ، وطبقاً لعدد الخميس 24 فبراير م 1910 من جريدة الأهرام كالتالى :
( عطوفتلو محمد سعيد باشا حضرتلرى : إنه لوفاة المأسوف عليه المرحوم بطرس غالى باشا الذى كان رئيساً لمجلس النظار ، ولما هو معلوم لدينا فيكم من الكفاءة والدراية ، وبما لنا من الثقة بكم ، قد وجهنا إليكم رئاسة المجلس المشار إليه ، وعليه نكلفكم بتشكيل هيئة نظارة جديدة ، وكونوا على يقين من تعضيدنا ومساعدتنا إياكم ، ونسأل الحق جلت قدرته أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير البلاد ورفاهية العباد ، إنه نعم المولى ونعم النصير ) عباس حلمى .
فرفع عطوفته الى سموه فى الحال الخطاب التالى : مولاى ( قد تفضلتم ذاتكم العلية بتوجيه رئاسة مجلس النظار الى عهدة عبدكم ، وكلفتنى تأليف هيئة نظارة جديدة ، فمع رفع فروض الشكر لليد العليا على هذه العناية الكبرى والمنة العظمى ، ووثوقاً بتعضيدى من سموكم الفخيم ، أتشرف بأن أرفع الى المقام العالى أسماء الذين تؤلف منهم هذه النظارة ، وهم أصحاب السعادة ( سعد زغلول باشا للحقانية ، وحسين رشدى باشا للخارجية ، وإسماعيل سرى باشا للأشغال العمومية والحربية والبحرية ، وأحمد حشمت باشا للمعارف ، ويوسف سابا باشا للمالية ، فإن حازت هذه التعيينات القبول لدى الجناب السامى ، ألتمس صدور الأمر الكريم بإعتمادها ، وتقليدى نظارة الداخلية كما تعطف مولاى وعهد إلى فى رئاسة مجلس النظار ، وإنى بكل إحترام وإجلال العبد الخاضع ، والمحسوب المتواضع ) محمد سعيد ، وتلا ذلك الأمر العالى المختص بتأليف الوزارة ، وهذه صورته :
( بعد الإطلاع على الأمر العالى الصادر فى 21 سبتمبر سنة 1879 ، وبناء على ما عرضه علينا رئيس مجلس النظار ، أمرنا بما هو آت : المادة الأولى ـ عين محمد سعيد باشا ناظراً للداخلية ، وسعد زغلول باشا ناظراً للحقانية ، وحسين رشدى باشا للخارجية ، وإسماعيل سرى باشا للأشغال العمومية والحربية والبحرية ، وأحمد حشمت باشا للمعارف ، ويوسف سابا باشا للمالية .
المادة الثانية : على رئيس مجلس النظار تنفيذ أمرنا هذا " عباس حلمى " )
هذا وقد حضر النظار اليوم الى دواوينهم وتولى كل منهم عمله ، وأمس تشرفوا بمقابلة سمو الخديوى المعظم فى قصر القبة ، ورفعوا اليه فرائض الشكر ، والمرجح أن الوزارة السعيدية تعقد جلستها الأولى برئاسة سموه يوم الإثنين القادم )
وزارته الثانية فى الفترة من ( من 20 | 05 | 1919 الى 20 | 11 | 1919 ) فى عهد السلطان فؤاد الأول .
وفى عدد الخميس 22 / 5 / 1919 ، من جريدة الأهرام ، تم الإعلان عن تشكيل وزارته الثانية تحت عنوان ( تأليف الوزارة الجديدة ، تولية محمد سعيد باشا رياسة الوزراء ورتبة الرياسة ، أسماء الوزراء الجُدد ( تلقى حضرة صاحب العطوفة السر محمد سعيد باشا رئيس مجلس الوزراء من حضرة صاحب العظمة السلطانية يوم الثلاثاء الماضى الأمر الكريم التالى بتوليته رياسة مجلس الوزراء ورتبة الرياسة الجديدة ، وهذه نسخة بالحرف الواحد :
عزيزى محمد سعيد باشا
( إنه لما لوثوقنا بدولتكم ولما لعهده فيكم من مزايا الجداره والقدره فى القيام بمهام الأمور ، قد إقتضت ارادتنا السلطانية توجيه مسند رياسة مجلس وزرائنا مع رتبة رياسته الجديده لعهدة لياقتكم ، وأصدرنا أمرنا هذا لدولتكم لبذل الهمة فى إنتخاب وتأليف هيئة الوزراء وعرضه لجنابنا لصدور مرسومنا العالى به ، والله المسئول أن يمدنا فى كل الأمور بعونه وعنايته ، وأن يوفقنا جميعاً للعمل بما ينفع البلاد والعباد إن شاء الله ) فؤاد
وقد بادر دولته بعد تلقى هذا الأمر فرفع الى العتبة السلطانية الجواب التالى بالقبول مشفوعاً بأسماء الوزراء الذين تؤلف منهم وزارته الثانية منظمة فى مشروع مرسوم ، وهذه نسخته بالحرف الواحد :
جواب محمد سعيد باشا : يا صاحب العظمة ( بيد الإجلال تلقيت أمركم الكريم الذى تفضلتم فيه بتكليفى تأليف الوزارة الجديدة ، فأقدم لعظمتكم شعائر الشكر والإمتنان على ما تفضلتم به نحوى من دلائل الثقة العالية المقرونه بالإحسان برتبة " الرياسة " الجليلة ، ومع علمى بصعوبة المركز وما يحف به من المشاق ، لم يكن فى وسعى إلا إمتثال أمركم السامى لكى أقوم بما هو مفروض علينا جميعاً من خدمة الوطن تحت ظلكم الكريم ، وبحسن رعايتكم الفخيمة ، وإنى أتشرف بأن أعرض على أنظاركم العالية أسماء حضرات الوزراء الذين إخترتهم لمعاونتى على القيام بهذ المهمه ، وقد حفظت لنفسى مسند وزارة الداخليه ، فإذا صادف هذا الإنتخاب قبولاً لدى عظمتكم ، فألتمس التكرم بإصدار المرسوم السلطانى بإعتماده ، ولا زلت يا مولاى العبد الخاضع المطيع والخادم المخلص الأمين ) " محمد سعيد "
المرسوم السلطانى
( نحن سلطان مصر : بعد الإطلاع على الأمر الكريم الصادر فى 21 سبتمبر 1919 ، وبعد الإطلاع على أمرنا الكريم الصادر فى 20 شعبان سنة 1337 ( 20 مايو 1919 ) وبناءاً على ما عرضه علينا رئيس مجلس الوزراء ، رسمنا بما هو آت : المادة الأولى ـ عين محمد سعيد باشا وزيراً للداخليه ، وإسماعيل سرى باشا وزيراً للأشغال العمومية والحربية والبحرية ، ويوسف وهبه باشا وزيراً للمالية ، وأحمد زيور باشا وزيراً للمعارف العمومية ، وعبد الرحيم صبرى باشا وزيراً للزراعة ، وأحمد ذو الفقار باشا وزيراً للحقانية ، ومحمد توفيق نسيم باشا وزيراً للأوقاف ، المادة الثانية : على رئيس مجلس وزرائنا تنفيذ مرسومنا هذا " فؤاد " | بأمر الحضرة السلطانية ـ رئيس مجلس الوزراء " محمد سعيد" )
وقد وافقه صاحب العظمة السلطانية على ذلك كله أمس وأمر بإنفاذه والإنعام برتبة الباشوية على محمد توفيق نسيم بك وزير الأوقاف العمومية .
وهذا نص كتاب الإستقالة الذى رفعه صاحب الدولة محمد سعيد باشا الى عظمة السلطان :
( يا صاحب العظمة : حينما تفضلتم عظمتكم فطلبتم معاونتى فى تأليف الوزارة ، فقد رأيت أن الواجب المفروض على أمام وطنى يقتضى من قبول هذه المهمة التى ما كنت أتجاهل أعبائها الثقيلة ، فمع تعضيد عظمتكم وتأييدها قد بذلت كل ما فى وسعى للتغلب على المتاعب المتجددة فى كل يوم بقصد إيجاد ما كان مرغوباً فيه من تهدئة الخواطر فى البلاد ، على أنه قد حدث الآن اختلاف فى النظر بشأن ملائمة حضور اللجنة المعلن عن مجيئها الى مصر ( يقصد لجنة ملنر ) كما عرضته على مسامع عظمتكم ، وهذا الإختلاف من شأنه أن يجعل إستمرارى فى العمل عديم الفائدة بالمره للبلاد ولعظمتكم ، لذلك أرانى مضطراً للتقدم بين يدى عظمتكم راجياً التكرم بقبول إستقالتى من رئاسة الوزارة مع خالص الشكر لما كنت ألاقيه على الدوام من التعطف العالى الذى كنتم تتفضلون به عاى ذلك الذى لا يزال لعظمتكم ، الخاضع الخادم المطيع ، والعبد المخلص الأمين " محمد سعيد "