الخميس, 27 حزيران/يونيو 2013 18:25

متحف الزراعة المصرية القديمة

Rate this item
(0 votes)

متحف الزراعة المصرية القديمة  يعد متحف الزراعة المصرية القديمة ، الذى تم إفتتاحه فى السادس والعشرين من شهر مارس عام 1996 ـ واحدٌ من أهم وأبرز متاحف المتحف الزراعى بالقاهرة ... وهو الأولٌ من نوعه على مستوى العالم ... لما يحويه من عروضٍ تجعله متحفاً فنياً للتاريخِ الطبيعى ... حيث تم تخصيصةٌ لعرضِ تاريخِ الزراعةِ المصريةِ ... منذُ ما قبلَ التاريخِ وحتى أواخرَ العصرِ الفرعونىِ ... ليٌمثل الحلقة الأولى من حلقات تطور الزراعة المصرية ... شاهداً بذلك على عظمةِ الفلاحِ المصرى .. وحضارته العريقة ... عبر مجموعةٍ متكاملةٍ من الآثارِ الزراعيةِ التى تفردَ بها المتحف ... والتى جمعت بعنايةٍ فائقةٍ من بينِ الكم الهائل من الآثار المصرية .

 وقد شيدت أمام المتحف ... حديقة على الطراز الفرعونى المتميز .. لتنقل لنا صورة حية للحدائق المصرية القديمة ... بما تحتويه من تماثيل .. وزهور ... وأشجار ... ونباتات ... ومصادر مياة ... متعة بصرية تؤهل الزائر للتعرف على تراث المتحف الفريد ...

تستقبل الزائر فى مدخل المتحف .. . تماثيل الملوك العظماء ... الذين اهتموا بالزراعة والرى مثل الملك أمنمحات الثالث ... والملك تحتمس الثالث ... والملك خفرع ـ صاحب الهرم الثانى الشهير .

وفى صالة الآلهة المرتبطة بالزراعة ... تشدنا لوحة ملونة نادرة .. للإلهة ( سخت ) إلهة الحقول وهى تحمل مائدة القرابين ...

وعلى الجانب الآخر من القاعة لوحة أخرى ملونة للإله ( نبر ) إله الحبوب ... وهو ممسك بحزمتى قمح وعلى رأسه تاج من السنابل .

ونرى لوحة من النقش البارز للإله ( حابى ) إله فيضان النيل... وهو يحمل مائدة قرابين عليها أوانى الماء وزهور اللوتس .

ويتوسط القاعة تمثال فى غاية الجمال .. لفلاحة مصرية وهى عائدة من السوق .

وتحتوى قاعة كبار الزوار .. على مجموعة نادرة من اللوحات الفنية .. تصور بعض مناظر الصيد .. وقطف العنب وعصره ... ومناظر الحصاد والدرس وتذرية الحبوب وتكييلها .

وبالقاعة فترينتان للعرض .. تعرض الأولى لملخص النبات بالدور الأول ... وبالثانية بعض نماذج الحيوان بالدور الثانى .

بالطابق الأول للمتحف قاعة كبيرة تسمى ( قاعة الديورامات ) ... تم إنشائها لشرح معروضات المتحف من خلال ثلاثة ديورامات تمثل حياة الفلاح المصرى القديم ..

فى أقصى يمين القاعة نجد الديوراما الأولى والتى تجسد عملية صيد الحيوانات من البرية ... وصيد الأسماك من نهر النيل والمستنقعات .

وبجوار هذه الديوراما عرض لأدوات الصيد المختلفة ... مثل عصا الرماية .. والفخاخ .. والأقواس ... والسهام .

وتنقلنا الديوراما الثانية لعملية الزراعة فى العصر القديم .. من حرث وبذر وحصاد ودرس وتذرية ... حتى مرحلة كيل الحبوب وتخزينها .

وبجوار هذه الديوراما عرض لأهم الأدوات المستخدمة فى عملية الزراعة .

وتقدم الديوراما الثالثة نموذجاً لبعض الصناعات الغذائية القديمة ... مثل صناعة الجعة من الشعير .. وتجفيف الفاكهة .. وصناعة النبيذ من العنب .

وفى صالة العرض الكبرى بالطابق الأول .. تتجلى أمام الزائر عظمة الحضارة المصرية القديمة ... وإيمان المصرى القديم بالبعث والنشور والحساب ... وأن الروح تعود للجسد فى العالم الآخر ... لذا ... فقد حفظ هذه الأجسام عن طريق التحنيط ... ووضع لها الطعام والشراب والأثاث فى المقابر .

وبنى للروح بيتاً يتجلى أمام الزائر فى مدخل القاعة الكبرى .

ولولا هذه العقيدة الراسخة لما وجدنا هذه العروض الفريدة ... التى تنقلنا عبرآلاف السنين لنعيش مع المصرى القديم تفاصيل حياته اليومية ...

ونغوص فى بحر الزمان خمسة عشر ألف عام ... فنرى الأدوات الحجرية التى كان يستخدمها المصرى القديم ... من فئوس ومجارش لجرش الحبوب وغير ذلك الكثير .. مما يعد تراثاً بشرياً فى غاية الروعة والثراء .

ومن فاترينات العرض المتعددة ... نرى المحاصيل الحقلية والبستانية فى مصر القديمة ... لتكون خير دليل على إستقرار المصرى القديم حول ضفاف النيل وزراعة المحاصيل المختلفة منذ ستة آلاف عام قبل الميلاد .

فنرى نماذج للقمح .. والشعير ... والذرة الرفيعة .. والبقول .. والمحاصيل الزيتية .. ومحاصيل الألياف .. والخضر والفاكهة ... والزهور .. والنباتات الطبية والعطرية .. والأخشاب .

ويقدم الطابق الأول عرضاً لأهم الصناعات الزراعية التى عرفها المصري القديم ... ومنها الصناعات الغذائية كصناعة الخبز والجعة وإستخلاص الزيوت وتجفيف وتمليح الأسماك . وكذلك الصناعات البيئية مثل إستخراج العطور من الزهور ... وصناعة السلال ... والحصر .. والحبال ... والصنادل ... وصناعة الغزل والنسيج والأوانى والمصاحن . ولابد أن نتوقف كثيراً أمام تمثال إله فيضان النيل والإله ( سوبك ) إله الماء ... تحفة فنية رائعة تمثل إكتمال منسوب الفيضان .. وموسم زراعة يبشر بالخير الوفير . وعند الصعود للطابق العلوى من المتحف نجد قاعة خاصة لنبات البردى ... الذى كان رمزاً لإقليم الدلتا فى مصر القديمة ... ونرى فى هذه القاعة كيفية زراعة نبات البردى وتصنيعه . وقد عثر على أقدم ورقة بردى غير مكتوبة فى مقبرة "حماكا " من الأسرة الأولى ... عمرها خمسة آلاف عام .

أما أقدم بردية مكتوبة فمن الأسرة الرابعة حوالى عام 2613 قبل الميلاد . ولا يسعنا عند التجول فى صالة الحيوان بالطابق العلوى ... سوى أن نقف إجلالاً وإحتراماً للمصرى القديم الذى أولى الكثير من الإهتمام للطيور والحيوانات ... الإهتمام الذى وصفه الأثريون أنه مبالغ فيه ... فالمصرى القديم منذ عصور ما قبل التاريخ قام بصيد الحيوان وإستئناسه وتربيته ... لذا .. كان للحيوان أثر كبير فى حياته .. سواء من الناحية الإقتصادية أو الدينية .

يتوالى فى هذه الصالة عروض نادرة لمومياوات الطيور وهياكلها .. ثم روائع من عروض الماعز والأغنام وأصوافها ... والماشية ومنتجاتها ... ودواب الحمل والنقل وأدواتها ... والحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب والقرود .... والحيوانات البرية كالغزلان والضباع وابن آوى ... والقوارض والزواحف والحشرات وطرق مكافحتها .... مع عروض نادرة للأسماك المحنطة والأحياء المائية .

إنها جولة فى أعماق التاريخ ... عشنا فيها مع الفلاح المصرى القديم .. بأدواته ... ومحاصيله ... ومعتقداته ... وأسلوب حياته .

هذا هو متحف الزراعة المصرية القديمة ... الذى لا مثيل له ولا نظير بين متاحف العالم .

 

 

Read 4400 times