ويعتقد العلماء أنه خمد منذ ملايين السنين ، إلا أنهم اكتشفوا أنه ضخم للغاية ، يتخطى حجم بركان لوا لوا الذى كان يحمل لقب أضخم بركان فى العالم ، وهو الذى شكل جزيرة هاواى ، وتنافس المنطقة التى اكتشف بها البركان أضخم البراكين المكتشفة فى المجموعة الشمسية ككل ، وهو بركان ( أوليمبوس مونس ) على كوكب المريخ .
وقد قام فريق العمل الذى اكتشف هذا البركان بتسميته ( تامو ماسيف ) لصلة الإسم بجامعة إيه إم بولاية تكساس ، حيث قام أحد المعاهد التابعة للجامعة بدراسة هى الأولى من نوعها للجبال المختفية تحت المياة ، وتمكنوا من اكتشاف أضخم سلسلة جبال تحت البحر .
وقد تشكل تامو ماسيف من طبقة تلو أخرى من الحمم البركانية المتحركة من مركز البركان الى الأطراف الباردة ، ولا يعتقد الفريق أن قمته ظهرت فوق مستوى سطح البحر خلال ال 145 مليون سنة الماضية ، وأنه لا خطر من ثورة هذا البركان مجدداً ، وكما يقول كليفر نيل أستاذ البراكين فى جامعة نوتردام ، أنه من الجيد سماع ذلك بعد أن خمدت معظم البراكين الضخمة والمدمرة على سطح الأرض ، ورغم أنه لم يشارك فى هذا الإكتشاف ، إلا أنه قال أن إكتشاف مثل هذا البركان الضخم هو الأساس لعلم البراكين ، وأنه سيعيد صياغة الكتب العلمية التى أسست لعلم البراكين .
ورغم الشكل المميز والضخم لتامو ماسيف ، إلا أن ارتفاعه يعد قصير نسبياً بالمقاررنة مع بركان أوليمبوس مونس المكتشف حديثاً فى المريخ ، إذ يرتفع تامو ماسيف لبضعة أميال فى قاع المحيط ، بينما يصل إرتفاع قمة بركان المريخ الى 16 كيلو متر .
ويمكن للبراكين العملاقة أن تتكون بسهولة على سطح كوكب مثل المريخ ، لتكونه من صفيحة تكتونية واحدة تسهل خروج الحمم الى مسافات بعيدة ، على عكس كوكب الأرض الذى يتكون من صفائح عديدة متحركة تشكل القشرة الخارجية لسطح الأرض ، فلو انفجر بركان من بقعة ساخنة تحت سطح كوكب المريخ ، فسوف يستمر فى الإنفجار لفترة طويلة بفضل تكونه من طبقة واحدة .
ولتكون بركان مثل أوليمبوس مونس على الأرض ، فيجب أن تندفع الحمم بسرعة كبيرة جداً تمكنها من إضافة طبقات جديدة قبل أن تتحرك الصفائح بعيداً عن المنطقة الساخنة ، وعند المقارنة بين البركانين فإن كتلة تامو تشبه مكعب من الثلج فى كوب ماء ، يختفى معظمه فى الأسفل ، بينما فى أوليمبوس يشبه نفس مكعب الثلج فى نصف كوب من الماء ، فالظاهر منه أكثر من المختفى .
استغرقت الدراسة قرابة عشرون عاماً على متن سفينة علمية ضخمة ، دون أن تكتشف أن ما تقوم بدراسته هو بركان واحد ، حيث كانوا يجمعون معلومات عن سلسلة جبال عملاقة تحت البحر تسمى شاتسكاى رايز ( Shatsky Rise ) ، وبعد عقدين كاملين من الدراسة فى عرض البحر ، تمكن فريق العمل من جمع الأدلة الكافية من عينات وبيانات زلازل ، ليصلوا الى النتيجة الحالية .
ويضيف كليفر نيل : أن هذا الإكتشاف يبين لنا معرفتنا غير الكافية بالكوكب الذى نحيا عليه ، وأنه ربما تكون هناك براكين أخرى لم يتم إكتشافها .