الجمعة, 06 أيلول/سبتمبر 2013 21:33

إختراق أمريكى بريطانى لأجهزة الكمبيوتر الشخصية والرسمية

Rate this item
(2 votes)

ذكرت صحيفة دويتشه فيله الألمانية فى تقرير نشرته مؤخراً أن وكالة الأمن القومى الأمريكية تمكنت من ابتكار طريقة لإختراق جميع شبكات الإنترنت المشفرة على مستوى العالم ، والإستفادة من كافة أشكال الإتصالات المختلفة ، حتى لو كانت مشفرة :

فوفقاً لتقارير نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية ، وصحيفة ونيويورك تايمز ، يوم الخميس ، فقد تمكنت وكالة الأمن القومي الأميركي (NSA) من اختراق جميع الشفرات المستخدمة لحماية الخصوصية بداية بالبريد الإلكترونى الى المعاملات المالية ، وذكرت التقارير أيضا أنه في بعض الحالات، التى لا تتمكن فيها وكالة الأمن القومي من اختراق كلمات سر معينة ، فإنها تستخدم أساليب أخرى في محاولة للالتفاف عليها.

من بين هذه الوسائل التى استخدمتها الوكالة الأمريكية مع نظيرتها البريطانية هو إصدار أوامر سرية أو إقناع الشركات الكبرى المطورة لتكنولوجيا الحاسبات من بناء ما يسمى بالأبواب الخلفية فى التطبيقات البرامجية الشائعة ، وهى احدى نقاط الضعف فى البرامج ، تسمح بدخول هاكرز من أماكن أخرى ، كما ذكرت التقارير أن وكالتى الإستخبارات الأمريكية والبريطانية قطعت شوطاً كبيراً فى اختراق تقنيات مآخذ التوصيل الآمنة ( ssl  ) والتى تستخدم لتأمين ملايين المواقع الإلكترونية التى تبدأ ب ( https ) بدلاً من البادئة ( http ) .

كما تمكنت الوكالاتان أيضاً من ابتكار طريقة لإختراق الشبكات الخاصة (  VPN ) المستخدمة على نطاق ضيق كالشبكات المحلية أو الشبكات المغلقة التى تحظى بقدر كبير من السرية ، وتستند التقارير التى نشرتها وسائل الإعلام الغربية الى المستندات التى سربها العميل السابق ( إدوارد سنودن ) الذى عمل لفترة مع المخابرات المركزية الأمريكية ، والذى تسعى السلطات الأمريكية خلفه لمحاكمته بتهمة التجسس ، إلا أنه يختبئ فى مكان ما فى روسيا التى منحته لجوؤاً مؤقتاً .

وذكرت الوثائق التى نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن عمليات الإختراق تتم فى إطار مشروع وكالة الأمن القومى المعروف باسم بولرن ( Bullrun) وهو المصطلح الذى كان غامضاً حتى يوم الجمعة الماضى ، مثل المصطلح الآخر ( بريسم PRISM) والذى تم الكشف عنه منذ عدة شهور ، كما أشارت التقارير الى احتمال وجود مشاركة بين بين كل من وكالات المخابرات فى  أمريكا وبريطانيا  وبين نظيراتها فى كندا وإستراليا ونيوزيلاند .

من جانبها أعربت ألمانيا عن قلقها من مثل هذه الإجراءات ، ودعا بيتر شار مفوض البيانات الإتحادية فى ألمانيا وزارة الداخلية الى اتخاذ الحيطة والحذر لحماية البيانات الخاصة بالمواطنين فى البلاد ، وقد عقد شار إجتماعاً مع ممثلى الأقاليم الألمانية ال 16 لبحث كيفية الخروج من هذا المأزق ومنع المخابرات الأمريكية من رصد ما يجرى على الأراضى الألمانية .

من ناحيتها أعربت شركة جوجل ( google ) ، حسبما نشرت الواشنطزن بوست صباح السبت ،  أنها ستقوم بتشفير جديد للبيانات ضد تجسس NSA  ، إذ أعرب أحد مسؤوليها يوم الجمعة عن سباق محموم تقوم به الشركة من أجل منع تطفل واختراق وكالة الأمن القومى والمخابرات الأمريكية لسيل المعلومات المتدفق منها على مستوى العالم ، مع ما أثاره هذا الكشف من ردود فعل عنيفة داخل صناعة التكنولوجيا الأمريكة والخوف من تورط بعض الشركات فى التجسس لصالح المخابرات الأمريكية . 

وتسعى شركة جوجل لحماية سمعتها كإحدى أكبر الشركات العالمية ، بعد أن كشف الغطاء فى يونيو من العام الماضى عن برنامج PRISM الذى تقوم به المخابرات الأمريكية ، والذى حصلت المخابرات بموجبه على معلومات من شركات التكنولوجيا الأمريكية بما فيها جوجل تحت غطاءات قانونية متنوعة . 

ومن المتوقع ألا يمنع هذا التشفير وكالات الإستخبارات من الوصول الى المستخدمين العاديين لجوجل وخدماتها المختلفة ، أو أن يكون له تأثير من الناحية القانونية على الشركة طبقاً لإلتزامتها القانونية مع الولايات المتحدة ، لكن خبراء الأمن والتطوير فى الشركة أكدوا أن نظام التشفير الجديد سوف يحد بشكل كبير من تسلل شبكات التجسس الحكومية أو إختراك الهاكرز العاديين لقواعد بياناتها . 

وقال إريك جروس نائب رئيس هندسة الأمن فى شركة جوجل ، التى تقع فى ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا ، إن ما يحدث هو فى إطار سباق التسلح ، الذى تلعب فيه المؤسسات الحكومية دوراً أساسياً بين الكثير من اللاعبين فى هذا المجال ، ويقول الخبراء أن جانباً من حكومة الولايات المتحدة ، وبعض الجهات الحكومية المتطورة فى كل من الصين وروسيا وبريطانيا وإسرائيل تلعب دوراً كبيراً فى عمليات القرصنة والتجسس . 

 وتسعى وكالة الأمن القومى الى إختراق الأنظمة التى ترغب فيها من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل ، من خلال الحصول على الشفرات المستخدمة فى الإتصالات باستخدام أجهزة كمبيوتر فائقة لفك الشفرات ، والتأثير على معايير التشفير لجعلها أكثر عرضة للهجمات الخارجية ، طبقاً لما ورد فى التقارير المسربة من إدوارد سنودن  ، لكن هذه التقارير أوضحت أن التشفير يتطلب المزيد من الموارد لفك رموز الأنظمة الأمنية المعقدة ، ومن بين التكتيكات الأكثر شيوعاً هو اختراق الأجهزة الشخصية للأفراد المستهدفين والعاملين فى الأماكن التى يرغبون فى التجسس عليها ، مما يمكنهم فى النهاية من فك الشفرات المطلوبة والإلتفاف عليها .

ويقول خبراء أمنيون أن مجابهة عمليات الإختراق تحتاج للكثير من الوقت والمال لحصرها فى نطاق أضيق وأكثر تحديداً مثل المشتبه بهم فى عمليات إرهاب ، وللحد من قدرة الحكومات على إدلاء شباكها فى أنهار المعلومات المتدفقة عبر شبكة الإنترنت  ، ويقول كريستوفر سوجويان أحد الخبراء الأمنيين فى الإتحاد الأمريكى للحريات المدنية ، أن وكالة المخابرات إذا أرادت أن تخترق أى نظام فستفعل ذلك ، وأن الكثير من الناس يدركون ذلك ، أما ما يتم من إتصالات خارج إطار شبكات التواصل سواء كانت عبر الهاتف أو الإنترنت أو أنظمة الإتصال المغلقة ، فمن المستحيل عليهم الوصول إليه . 

Read 4425 times