وهو أنبوبة عضلية مبطنة بغشاء مخاطي ، وتصله فضلات الطعام على هيئة سائل لزج القوام ، ليقوم بامتصاص الماء وبعض الأملاح من هذا السائل ويحوله إلى مادة متماسكة ، حيث يتم دفعها إلى المستقيم ، ومن ثم تحدث الرغبة في التبرز. واذا استجيبت تمت عملية الطرد أو التبرز، واذا لم تستجب ، اختزن البراز في المستقيم مما يسبب الامساك.
وظائف القولون يتم تنظيمها عن طريق الجهاز العصبي اللا ارادي والذي ينظمها تنظيماً دقيقاً مرتبطاً بعوامل متعددة ، والعصب المسمى بالعصب الحائر هو أهم هذه الأعصاب وهو عصب حيوي وأساسي في الجسم يقوم بتنظيم عدة وظائف منها :
تنظيم دقات القلب ، والتنفس ، وتنظيم افرازات المعدة ، والكبد ، والبنكرياس .
ولعل ذلك من أسباب تنوع الاضطرابات المصاحبة لتهيج هذا العصب مرضياً .
أمراض القولون :
القولون كأي عضو بالجسم معرض للاصابة بالامراض المختلفة ومن أهمها الأمراض الطفيلية (كالدوسنتاريا) والبلهارسيا ، كما يصاب القولون بالالتهابات كالتهاب القولون التقرحي . ولكن غالبية اصابات القولون لا تكون عضوية بل اضطرابات عصبية غير مباشرة ، فارتباط القولون الوثيق بالجهاز العصبي «والعصب الحائر بالذات» هو الأساس في اضطرابات وظائفه عند التعرض لأي مؤثرات أو منغصات عصبية.
ماذا يحدث إذا اضطرب القولون في اداء وظيفته ؟
تحدث تشنجات غير منتظمة في جداره ، فيحتبس البراز في أماكن متقطعة ، ويتحلل ، وتخرج منه الغازات ، فينتفخ القولون ويحدث الضيق .
افراز زائد في المادة المخاطية ، ويصبح البراز مليئا بالمخاط .
التأثير النفسي المصاحب للاحساس بالضيق من الانتفاخ يزيد الاحساس بالانتفاخ ، وتشنج القولون وهكذا .
القولون المتهيج قد يؤثر على بعض الاعضاء المجاورة ويسبب أعراضاً زائفة تماثل أمراضاً تصيب هذه الاعضاء وتخدع المريض وقد تخدع الطبيب أيضاً .
عندما نتحدث عن القولون ، فأول ما يتبادر إلى مخيلتنا القولون العصبي (القولون التهيجي) وذلك لشيوعه وانتشاره بل إن البعض اعتبره المرض الثاني بعد أمراض البرد من ناحية انتشاره .
فما هو القولون العصبي ؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه ؟
يعرف القولون العصبي على أنه مجموعة من الأعراض تكون في غالب الأحيان من آلام في البطن مع شعور بالانتفاخ ، وربما قد تصحب الإمساك أو الإسهال وفي بعض الأحيان تكون على شكل نوبات من الامساك يتبعها نوبات من الاسهال مع العلم أن هذه الأعراض لا يوجد لها سبب عضوي واضح في الجهاز الهضمي ، ويعتبر القولون العصبي من الأمراض المنتشرة وهي من أكثر الحالات التي يواجهها أخصائي أمراض الجهاز الهضمي إذ ان ما يعادل نسبة 50% من المرضى في العيادة الخارجية للجهاز الهضمي يعانون من القولون العصبي ، ومن المعروف أن هذا المرض يصيب الشباب أكثر من غيرهم وخاصة الإناث لكن هذا المرض يصيب جميع الأعمار، وهو يزيد وينقص حسب الحالة النفسية .. وسببه الاضطرابات النفسية والتغييرات السريعة وسرعة الأكل وتغيير نوع الغذاء والدهون ..... الخ .. لكن الغذاء المؤثر مباشرة لا يستطيع تحديده غيرك .. فالقولون العصبي كل واحد طبيب نفسه .. لكن بشكل عام عليك الابتعاد أولا عن الحليب والأجبان والبيض لانها تسبب غازات وكركرة في البطن وقد تجد نفسك محرجاً جداً خصوصاً إذا كنت فى مكان هادىء لان الصوت الصادر من البطن ( الكركرة) سيصبح مسموع ... وايضاً البقوليات مثل الفول والحمص والعدس والذرة .... فمتى حددت غذائك والأهم أن تكون هادىء وغير متوتر ومنظم فى نومك .
وتتميز متلازمة القولون العصبي بأنه لا يوجد خلل عضوي أو تغيير تشريحي ، كما لا يوجد أي علامات غير طبيعية أو تحاليل غير طبيعية عند المريض . ولا تتغير هذه المتلازمة مع مرور الزمن إلى أي مرض خبيث مثل السرطان أو أي مرض عضوي آخر . كما أن هذه الأعراض مجتمعة مع بعضها البعض لا تشكل مرض عضوي للجهاز الهضمي . إن متلازمة القولون هى خلل في وظيفة المعدة ، أو الأمعاء الدقيقة أو القولون بمعنى آخر إن تقلصات الأمعاء وحركاته الطبيعية قد أصبحت مختلة لأسباب عديدة ، ولا يمكن قياس هذا الخلل بالتحاليل المخبرية أو العينات الخاصة بالجهاز الهضمي . إن نسبة حدوث هذه المتلازمة يعتبر مرتفعًا ، وبينت بعض الدراسات أن هذه النسبة من الممكن أن تكون في حدود 30-40% وتصيب هذه المتلازمة النساء أكثر من الرجال وفي كثير من الأحيان في أوقات الضغط النفسي ، والقلق والتوتر ، وعادة تظهر في مقتبل العمر ، ونادرا ما تظهر ولأول مرة بعد سن الخمسين .
الأعراض :
تختلف حدة الألم وموقعه في البطن بين شخص وآخر حتى انه في نفس المريض قد تختلف شدة الألم بين نوبة وأخرى , ولكن معظم المرضى يشيرون إلى موقع الألم في أسفل البطن سواء في الناحية اليمنى أو اليسرى.
ولكن الملاحظ ان نوبات الألم تحدث فقط عندنا يكون المريض يقظان ولا يحدث أبداً اذا كان المريض نائماً أي أنه لا يحدث ألم أثناء النوم يؤدي إلى استيقاظ المريض , وهذه الآلام عادة تكون على شكل مغص أو تقلصات وأحياناً يشعر المريض بانتفاخ في البطن وزيادة في الغازات ، ومن الملاحظ أيضاً أن نوبات هذا المرض تزيد عندما يكون المريض تحت تأثير ضغوط نفسية سواء في المنزل أو العمل وأيضاً في نسبة من المرضى تناول الطعام قد يتسبب في زيادة الألم , إلا أنه اذا تخلص من الفضلات أو الغازات فإن هذه الآلام قد تخف حدتها.
وهناك نقطة مهمة وهي في حالة وجود آلام متزايدة وضعف في الشهية ونقص الوزن أو ارتفاع درجة الحرارة أو وجود دم مع البراز فإن هذه الأعراض ليست نتيجة للقولون العصبي وتحتاج إلى فحوصات شاملة لمعرفة السبب . ومن الأمراض التي قد تسبب أعراضا مشابهة للقولون العصبي ، مرض نقص أنزيم سكر الحليب الذي يسبب الأعراض بعد تناول الحليب أو مشتقاته وعادة ما تختفي هذه الأعراض عند تجنب الحليب ومشتقاته.
ومن الأمثلة الأخرى التي تسبب أعراضاً مشابهة للقولون العصبي مرض كرونز وهو مرض غير معروف السبب يصيب مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي على شكل التهابات وتقرحات وأعراض أخرى خارج الجهاز الهضمي ، وكذلك التهابات البنكرياس المزمن.
عند الفحص السريري للمريض المصاب بالقولون العصبي يلاحظ أن هؤلاء المرضى تظهر عليهم علامات القلق النفسي والتوتر العصبي ، وكذلك قد يشعر المريض بألم في البطن على منطقة القولون أثناء الفحص بخلاف هذه الملاحظات فإن معظم المرضى لا توجد عندهم أي علامات مرضية أثناء الفحص السريري.
التشخيص :
يتم تشخيص القولون العصبي عن طريق استثناء الأمراض الأخرى التي تسبب أعراضا مشابهة إذ أنه لا يوجد فحص مخبري أو اشعاعي لتشخيص هذا المرض , ومن الفحوصات التي تجرى للمريض تحاليل الدم وتحاليل البراز للتحقق من عدم وجود دم في البراز أو وجود طفيليات وديدان أو خلايا صديدية , وفحوصات أخرى قد يحتاج إليها الطبيب على حسب حاجة المريض وتقييم حالته مثل مناظير الجهاز الهضمي والاشعاعات الملونة وفحوصات أخرى يقررها الطبيب. .
وعندما يستقر التشخيص لدى الدكتور الاختصاصي بأن الأعراض هذه كلها ناتجة عن متلازمة عصبية القولون فمن الممكن اتباع بعض التعليمات للتخفيف من وطأة هذه الأعراض وأهمها ما يلي :
1-التقليل من حالات التوتر النفسي : وهذا يحتاج إلى بصيرة في حياة المريض اليومية والتعرف على مواطن القلق والتوتر ، ومن المهم التعرف على الطرق النفسية السليمة للسيطرة على القلق، وطرق الاسترخاء الذهني وهذا من الممكن بمساعدة بعض الأطباء النفسانيين المتخصصين بهذا الفرع، وكذلك المشاركة في التمارين الرياضية وشغل وقت الفراغ في الهوايات المحببة للنفس .
2- الاهتمام بنوعية الأطعمة : التي من الممكن أن تكون أحد العوامل المؤدية إلى اضطرابات الجهاز الهضمي وأهم هذه الأنواع هي :
أ-البقوليات : مثل الحمص ، الفول ، الفلافل ،العدس ، وأنواع مختلفة من الخضراوات والتي ينتج عن هضمها كميات من الغازات المسببة للإضرابات الهضمية .
ب-الحليب : وكذلك من الممكن أن يشتكي المريض من سوء هضم الحليب المسبب في كثير من الأحيان إلى انبعاث كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية الهضم ويشتكي 40% من المرضى من صعوبة هضم سكر الحليب .
ج- العلكة ( اللبان ) : والتقليل من مضغ العلكة والتي تساعد على ابتلاع كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ .
د-المشروبات الغازية: بأنواعها المختلفة حيث أنها تحتوي على كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى انتفاخ في منطقة البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي . وينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بمضغ الطعام جيدا وعدم الإسراع في أكل الطعام، وتوفير الجو الهادئ البعيد عن الشجار، والابتعاد عن طرح المواضيع المتنازع عليها، وتجنب الضجيج أثناء وجبات الطعام . وكذلك الابتعاد عن كل ما يزيد من القلق والتوتر النفسي أثناء الوجبات . وكذلك تجنب فترات الصيام الطويلة، والتي يتبعها عملية إملاء سريعة وبكميات كبيرة للمعدة، وتجنب الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة والوجبات المحتوية على كميات كبيرة من البهارات والفلفل الحار . وكذلك ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بتناول كميات من الألياف الطبيعية والمتوفرة في كثير من الفواكه، والخضراوات وتناول السلطات المتنوعة . إن الدراسات لازالت تؤكد على أهمية الألياف الطبيعية لتنشيط حركة الأمعاء عامة، وحركة القولون بصورة خاصة، وكما أن هذه المواد تساعد على انتظام عملية الهضم والتبرز. و توجد هذه الألياف الطبيعية في مستحضرات طبية خاصة على شكل حبوب، أو حبيبات صغيرة جاهزة للالتهام، أو بودرة قابلة للذوبان بالماء .
ما هي العقاقير للاستخدام في هذه الحالة :
توجد مجموعة من العقاقير الطبية الخاصة والتي من الممكن استخدامها بعد استشارة الدكتور الأخصائي للحد من الأعراض الجانبية لهذه المتلازمة. وأهم هذه العقاقير هي :
العقاقير الخاصة بتخفيف الآلام: فمن الممكن تناولها للحد من التقلصات التي تؤرق المريض من فترة لأخرى، ومن الممكن تناول هذه العقاقير عند اللزوم فقط حسب استشارة الدكتور الأخصائي .
الألياف الطبيعية: وهي مواد مستخلصة من كثير من النباتات الطبيعية والتي تساعد على عملية الهضم، وانتظام حركة الأمعاء ويحتاج الإنسان العادي إلى تناول من 25-35 جم يوميا من هذه الألياف وقد أثبتت الدراسات أهميتها في الحد من حالات سرطانيات القولون .
الأدوية المسهلة : وتستخدم في الحالات الخاصة المصحوبة بالإمساك الشديد وهذه العقاقير متنوعة ، وتعمل على انتظام القولون بطرق مختلفة ومتباينة. ومن الضروري الرجوع إلى الدكتور الأخصائي هو الطريق السليم لاختيار أفضل الأنواع التي يحتاجها المريض .
الأدوية القابضة: وتستخدم هذه العقاقير في بعض الحالات والتي يكون فيها الإسهال المتكرر هو العرض الأساس في هذه المتلازمة .
الأدوية المقاومة للاكتئاب النفسي: والأدوية الخاصة بالاسترخاء والأدوية الخاصة للسيطرة على التوتر العصبي كلها من العقاقير الهامة المستخدمة في مثل هذه الحالات وبدرجة نجاح كبيرة . إن استشارة الدكتور الأخصائي مهمة في هذه الحالات للتعرف على أفضل الأنواع التي يحتاجها المريض . في الختام إن متلازمة القولون العصبي لا تسبب أي خطورة على الحياة. وكذلك لا تؤدي مطلقا إلى أي مرض خطير على المدى البعيد . ومن الممكن السيطرة على كثير من هذه الأعراض المزعجة لدى الكثير من المرضى باتباع التعليمات سالفة الذكر .
العلاج :
يعتبر العلاج النفسي هو أهم وأول مراحل العلاج لأن معظم المرضى الذين يعانون من القولون العصبي يعانون من قلق وخوف من هذا المرض ويتساءلون دائماً هل هو مرض خبيث أم لا ولماذا الأطباء يخبرونني بأن جميع فحوصاتي سليمة وأنا ما زلت أعاني من هذه الآلام ، أولاً يجب أن يعرف المريض انه يعاني من مرض يسمى القولون العصبي ولا يعرف سبب لهذا المرض , وأن هذا المرض هو مرض حميد أي أنه ليس سرطانا ولا يتسبب في السرطان ولا يسبب أي مشاكل صحية ومضاعفات قد تحتاج إلى تدخل جراحي ولا يسبب نزفا دمويا أو انسدادا في الجهاز الهضمي , وان يحاول قدر المستطاع التعايش مع هذه المشكلة , وقد ثبت ان العلاج النفسي فعال في ثلثي حالات القولون العصبي ، ويجب أن يعرف المريض أنه لا يوجد علاج فعال يقضي على هذا المرض نهائياً ولكن توجد أدوية مختلفة قد تساعد في التخفيف من حدة الآلام أو الاسهال أو الإمساك أو الأدوية التي تخفف من التقلصات في القولون ، وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى استعمال أدوية مهدئة للجهاز العصبي وأدوية الاكتئاب النفسي ولكن يجب التنبيه إلى أن هذه الأدوية تستعمل في حالات خاصة يحددها الطبيب ولفترات محدودة لتجنب الآثار الجانبية لهذه الأدوية.
سرطان القولون والمستقيم :
هو ثانى الأورام الخبيثة الأكثر شيوعا وهو يشمل جميع الأورام الخبيثة بالأمعاء الغليظة أو المستقيم وبالتشخيص المبكر ممكن شفاء أكثر من 90% من المصابين عكس المراحل المتأخرة التى لا تصل فيها نسبة الشفاء الى 37% ، أكبر مشكلة أن الأعراض شائعة جدا ويتم إعتبارها بسهولة أعراض بواسير او قولون عصبى او عسر هضم مما يؤدى إلى تفاقم المشكلة وتضيع فرصة التشخيص المبكر والشفاء ، بل أن 90% من مرضى سرطان المستقيم يعانون فعلا من وجود بواسير شرجية مع السرطان ، والفحص بدون إهتمام يؤدى إلى تفاقم سريع والأعراض الشائعة مثل البواسير – نزيف بسيط- هرش- الم خفيف داخلى وبقية الأعراض (خاصة عندما تكون حديثة( :
كثرة الغازات ـ تغير فى الطبيعة (إمساك حديث مستمر) ـ دم فى البراز ـ آلام مستمرة فى البطن ـ تغير فى شكل البراز ـ الإحساس بعدم التفريغ غير الكامل للفضلات ـ نقص الوزن ـ الإجهاد السريع .