أما الثلث الباقي من الرجال المصابون بالدوالي فقد يعانون من العقم أو صغر حجم الخصية أو الألم عند الوقوف لفترات طويلة ، وغير معروف علميا حتى الآن لماذا تؤثر الدوالي سلبيا على بعض الرجال بينما يتمتع البعض الآخر بخصوبة عالية بالرغم من وجود الدوالي . والملاحظ ان تأثير الدوالى مختلف من شخص الى اخر فاحيانا نجد دوالى كبيرة جدا ولا تسبب تغيرات فى الحيوانات المنوية واحيانا نجد دوالى غير محسوسة ونكتشفها فقط بالدوبلكس وتسبب ضعف شديد فى الحيوانات المنوية ، فالخصيتان يحتاجا درجة حرارة اقل من درجة حرارة الجسم ولذلك خلقها الله فى كيس خارج الجسم (ايضا الملابس الداخلية الضيقة التى تلصق الخصية بالجسم تسبب ارتفاع الحرارة .
كما ان الدوالى تسبب ضمور فى الخصية فى بعض الحالات بعد مدة طويلة من وجودها وتظهر فى وجود صغر فى حجم الخصية وليونة فى تماسكها .
التشخيص :
يتم اكتشاف دوالي الخصية عادة عند بحث أسباب العقم لدى الرجال ، كما أن دوالي الخصية من الممكن ان تسبب بعض الآلام بالخصية أو أن يبدو وكأنها خصية ثالثة ، وأكثر ما تكون في الخصية اليسرى عند حوالي 83% فقط وتحدث في اليمين وحده عند 6% فقط ، اما في الناحيتين (اليسرى واليمنى) فتكون النسبة 11%. ، يتم تشخيص الدوالي عن طريق "الفحص الطبي السريري" وللتشخيص الأدق يجب الفحص الاكلينيكى بواسطة اخصائى ـ الموجات الصوتية - الدوبلكس على اوردة الخصيتين لتشخيص الحالة ودرجة الارتجاع فى الصمامات وحجم التمدد فى الاوردة .
ويجب فحص السائل المنوى - ويتم بسهولة فى معظم المعامل ولا يحتاج امكانيات خاصة لفحصه ويجب ان يكون بعد 3-4 ايام من عدم الجماع او الاحتلام او العادة السرية .
ويتم الحصول على العينة داخل المعمل (افضل من المنزل) ويتم الحصول على العينة بمارسة العادة السرية ، ومن العلامات التى تشير الى وجود دوالى الخصيتين فى فحص السائل المنوى :
قلة عدد الحيوانات المنوية ـ ضعف حركتهم فى الاتجاه الصحيح وهى هامة جدا لوصول الحيوانات المنوية الى البويضة للتخصيب والانجاب ـ ايضا الدوالى تسبب زيادة فى الاشكال غير الطبيعية فى الحيوانات المنوية مثل الحيوانات برأسين وخلافه وهى حيوانات عقيمة لايمكنها تخصيب البويضة .
أما عن الدوالي الخفية : فهذا اسم يطلق على بعض الحالات التي يحسها الطبيب ولكن يستطيع فقط أن يرصد ارتجاع الدم عن طريق الموجات الصوتية أو الأشعة الملونة على وريد الخصية أو دراسة ارتفاع درجة حرارة الخصية ، وحتى الآن لا يوجد إجماع تام حول أهمية الدوالي الخفية ووجوب علاجها جراحيا ، وتفيد الأبحاث الأولية الآن بجامعة أيوا بالولايات المتحدة أن استعمال الموجات الصوتية لتشخيص الدوالي لا يضيف كثيرا إلى الخبرة الإكلينيكية إلا في حالات قليلة حينما يشك الطبيب في وجود الدوالي ويريد تأكيد نتيجة الفحص .
علاج دوالى الخصية أو الخصيتين :
العلاج يكون بإغلاق الوريد المتسبب بوقف الدم سواء بالجراحة أو بالقسطرة ، يقوم أطباء المسالك البولية بالجراحة وهي عن طريق ربط الوريد جراحياً سواء بشق جراحي من منطقة اعلى الفخذ أو باستخدام المنظار حيث يرى الجراح الأوردة ويقوم بربطها عن طريق الفتح فى المنطقة الاربية فتحة صغيرة تجميلية داخل شعر العانة ، ولا تظهر ، ومناسبة للنجاح فى الفحص فى الكليات العسكرية ولعلاج نقص الخصوبة ، والخروج يكون فى نفس اليوم والجراحة بدون الم ، أو عن طريق المنظار الجراحى لتدبيس وريد الخصية للناحيتين داخل تجويف البطن ، كما يوجد اسلوب لاغلاق الوريد عن طريق حقنه بدون جراحة فى مراكز الاشعة المتخصصة ، وقد تكون هذه الطريقة اخطر من الجراحة وبها نسبة ارتجاع كبيرة .
وهي عمليه جراحية ذات نجاح كبير وتجرى في يوم واحد ، ولكنها تحتاج إلى تخدير عام ولو أن القليل من الجراحين يفضلون عملها تحت تخدير موضعي .
أما القسطرة : فتتم عبر الدخول من خلال الأوردة الكبيرة من الفخذ تحت ارشاد من الأشعة ، ويصل طبيب الأشعة التداخلية لمكان الوريد المتسبب في الدوالي من غير شق جراحي أو تخدير عام ، بل تحت تخدير موضعي فقط ، ويستطيع المريض الخروج من المستشفى على قدميه بعد ساعة واحدة فقط ، كما يمكنه العودة إلى العمل من الغد .