ودوالى الساقين حالة شائعة ، فهي العروق الزرقاء البارزة التي نراها تحت الجلد في الساق وتظهر صمامات الأوردة كالعقد في هذه العروق . وقد يشعر مريض دوالي الساقين بالإحساس بالألم في الساق والثقل ، ويمكن أن يحدث بعض التورم في الكاحل والقدم بالإضافة إلى أن الدوالي تسئ للشكل الجمالي للساق .
أعراض دوالى الساقين :
قد تكون بدون أعراض ، قد يكون هناك إحساس بالضيق أو السخونة أو الثقل بالساقين خصوصا مع الوقوف أو الجلوس فترة طويلة ، تقلصات بعضلات السمانة خصوصا ليلا أثنا النوم ، تورم بالكاحلين والساقين خصوصا فى نهاية اليوم ، الحكة والهرش بالقرب من الوريد ، تغير لون الجلد بالقرب من الجزء الداخلى من الكاحل ، ظهور اكزيما بالجلد قد تتدهور إلى ظهور قرحة وريدية مزمنة .
أسباب ظهور الدوالى :
تزيد فرصة حدوث الدوالي مع التقدم في السن حيث يحدث ضعف لجدران الأوردة نتيجة خلل في بعض البروتينيات الهامة المكونة له ، وهي بروتين الكولاجين ( الذي يعطيها القوة ) وبروتين الاليستين الذي يعطيها المرونة ، كما أن العامل الوراثي يزيد من فرصة حدوث الدوالي ، وتحدث الدوالي في الأشخاص الذين يقفون لفترات طويلة أثناء اليوم وخاصة الذين يقفون بدون حركة ( كعمل المدرسين , الممرضات , موظفى الاستقبال والوظائف التي تستدعي وقوف طويل ) وتعتبر السيدات من المعرضين بنسبة أكبر لدوالي الساقين ( الضعف تقريبا ) أكثر من الرجال ، كما أن الحمل المتكرر والولادة أحد أهم أسباب ظهور الدوالي ، نتيجة ضغط الرحم على أوعية الحوض ، ولزيادة الوزن دور كبير في ظهورها.
فالسمنة من الأشياء التي تجعل الشخص عرضة لحدوث الدوالي.
ارتداء الكورسيه ( المشد ) والملابس الضيقة خاصة عند البطن والحوض الذي يمكن أن يضغط على الأوعية الدموية بالحوض مؤديا إلي صعوبة صعود الدم من الساقين في اتجاه القلب مسببا الدوالي.
و يمكن أن تحدث مع أورام البطن والحوض التي تضغط على الأوعية.
كيف تحدث الدوالي :
صمامات الأوردة عبارة عن صمامات تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد وهو رجوع الدم لأعلى في اتجاه القلب ثم تغلق لمنع رجوعه ثانية ، ضعف صمامات الأوردة المسؤولة عن منع رجوع الدم بعد صعوده يؤدي لزيادة الضغط في الجزء الذي يليه من الوريد مما يسبب شد و تمدد هذا الجزء مؤديا إلى الدوالي ، و هذا يسبب أيضا زيادة الضغط على الصمام الذي يليه للأسفل مما ينتج عنه ضعفه أيضا وهكذا. وبالتالي فعلى العضلات ( المضخة العضلية ) أن ترفع هذا العمود من الدم لأعلى بدلا من أن ترفعه من صمام للآخر مما يصعب ذلك .
منع الدوالى وعلاجها :
انه لا يمكن تجنب الدوالي تماما ولكن يمكن تقليص حدوثها بالتمارين الرياضية فممارسة التمرينات باستمرار تحافظ على النغمة العضلية لعضلات الساقين وبالتالي تحسن من وظيفة المضخة العضلية ، وهي ضغط العضلات على جدران الأوردة لتعمل على صعود عمود الدم في الوريد لأعلى في اتجاه القلب و منع تراكمه في الساقين مسببا الدوالي أو جعل حالتها أكثر سوء ، وتساعد التمرينات أيضا على تحسين الدورة الدموية و تحميك من زيادة الوزن ، ويجب تجنب الوقوف الثابت لأوقات طويلة , حيث يمكن للمدرس على سبيل المثال أن يأخذ عدة خطوات كل بضع دقائق أو ان يستخدم الشرابات الطبية الواقية والتي يجب أن يحدد مقاساها بشكل جيد وكذلك الضغط المناسب للشراب ، حيث أن استخدام الشرابات الخطأ قد تؤدي إلى نتيجة عكسية أو عدم استمرار المريض باستخدامها لعدم وجود راحة لدى المريض.
ويجب تناول طعام قليل الدهون والملح والسكر لمنع زيادة الوزن الذى يزيد من فرصة حدوث الدوالي.
مع تحريك القدم باستمرار خاصة أثناء الجلوس الطويل (يمكنك مد الساقين وعمل التمرين) أو الوقوف الطويل فهذا يساعد على تحسين الدورة الدموية ومنع تراكمها في الساقين .
امتنع عن التدخين فهو يرفع ضغط الدم وبالتالي يفاقم من سوء حالة الدوالي.
حاول دائما أن يكون المشي بديلا للوقوف حتى لو كان المشي في نفس المكان.
ينصح الجنود الذين يضطرون إلى الوقوف طويلا بأن يقبضوا عضلات السمانة ثم يرخوها وهذا يساعد على منع تراكم الدم بالساقين ويمكن لمرضي الدوالي أن يتبعوا هذه الفكرة الجيدة إذا اضطروا للوقوف ثابتين لفترة طويلة وخاصة في الجو الحار حيث تكون الأوعية متمددة أكثر.
رفع الساق في وضع أفقي كلما أمكن ذلك أثناء اليوم .
ارتداء الجورب الطبي المانع للدوالي وهو جورب ضاغط يمكن أن يكون تحت الركبة أو إلى الفخذ وهو يضغط على الأوردة لمنع تراكم الدورة الدموية بها ، ويفضل أن ترتديه بمجرد القيام من النوم قبل النزول من السرير ، قبل أن يكون الدم قد تراكم في الأوردة ، وإذا لم ترتديه في هذا الوقت يمكنك أن ترتديه في أي وقت ولكن بعد أن ترقد على السرير رافعا ساقيك على الحائط أو على وسادات لدقائق لتساعد في رجوع الدم و عدم تراكمه في أوردة الساقين.
تمرينات البطن والذراعين بعد تمرينات الساقين كالمشي والجري على جهاز الجري وهكذا ، فأداء تمرينات البطن والذراعين بعد تمرينات الساقين يؤدي إلى انتقال الدم ومنع تراكمه بالساقين بعد التمرين ، تأكد بعد أن تقوم بالتمرينات أن تنتهي بالتوقف التدريجي ( التبريد) لشدة التمرين وليس التوقف المفاجئ حتى لا يكون هناك صعوبة في رجوع الدم للقلب وتراكمه في الساقين مؤديا لزيادة الدوالي . ثم أدي بعض تمرينات الإطالة لعضلات الساقين.
ويفضل رفع الساقين أعلى من مستوي القلب لدقائق على فترات أثناء اليوم وخاصة بعد فترات الوقوف الطويل أو بعد التمرين ، ويكون ذلك برفع الساقين على الحائط ، وإذا كان ذلك غير ممكن يمكن رفعهما على مجموعه من الوسادات حيث يساعد ذلك الوضع على رجوع الدم المتراكم إلى القلب ومنع تراكمه بالساقين.
التشخيص :
يكون بواسطة أخصائى او استشارى جراحة أوعية دموية (وليس قلب وأوعية دموية)
التاريخ المرضى – الشخصى والعائلى والاعراض طبيعتها – وبداية ظهورها والعوامل التى تزيد الأعراض أو تخففها ـ الكشف الإكلينيكى- ويكون بفحص منطقة البطن والحوض ومنبت الفخدين والطرفين السفلين بالكامل من الأمام والخلف ـ اختبار وجود ارتجاع فى أوردة منبت الفخد مع الكحة .
الفحص بالدوبلر :
وهو جهاز صغير يستمع على صوت الدم وتدفقه فى الأوردة السطحية والعميقة ويمكنه اكتشاف ارتجاع فى صمامات الأوردة ـ وجود انسداد فى الأوردة السطحية ـ المساعدة فى المسح لإكتشاف الجلطات العميقة ـ قصور فى الدورة الدموية الوريدية والشريانية بالأطراف
الأبحاث :
أهمها الدوبلكس الملون وهو جهاز يجمع ما بين الدوبلر العادى وجهاز الموجات الصوتية ، والالوان هى وظيفة رقمية ولاتستعمل به أى صبغات ـ وهو جهاز حساس جدا ودقيق فى اكتشاف الأوردة وارتجاع الصمامات- وتشخيص جلطة الأوردة العميقة الحديثة والقديمة- وقصور الدورة الوريدية وكذلك جميع أمراض الشرايين ويعيبه انه يعتمد على من يقوم به ويحتاج إلى خبرة خاصة وليس أى أخصائى موجات صوتية يقوم به ، كما انه يحتاج تكلفة واسعاره تتراوح ما بين 120-350 للطرف السفلى الواحد حسب مكان عمله ، لا يستطيع تشخيص الجلطة الحديثة لسهولة مع وجود جلطة قديمة (يفضل الرنين فى هذه الحالة) ـ الرنين المعناطيسى – االأشعة بالصبغة والأشعة المقطعية يتم الإستعانة بهم فى بعض الحالات الخاصة من أمراض الأوردة.
العلاج :
يمكن علاج الدوالي بالليزر السطحي أو الداخلي أو بالحقن أو عن طريق الجراحة ويتم تحديد نوع العلاج حسب نوع الدوالي ومدى تقدمها , فالسبب الرئيسى فى وجود الدوالى هو ارتجاع الصمامات الموجودة بالأوردة السطحية والتى وظيفتها أن توجه الدم من أسفل إلى أعلى حتى يصل إلى القلب – ضد الجاذبية الأرضية ـ ويجب أن تختفى الأوردة السطحية المصابة بالإرتجاع فى الصمامات وذلك حتى يكون اتجاه الدم إلى القلب فقط ودون وجود إرتداد يؤدى إلى إعادة مرور الدم الوريدى المحمل بالمواد التى تحتاج تنقية وثانى أكسيد الكربون الذى يحتاج إلى استبداله بالأكسجين فى الرئتين - واعادة مرور هذا الدم وركوده فى الأوردة هو سبب الأعراض والمضاعفات .
وعادة ما ينصح بالحقن لعلاج الأوردة السطحية العنكبوتية أو الدوالي من الدرجة الأولى وينصح بالجراحة في حالة الدوالي المتوسطة أو المتقدمة ، ومع التطور العلمي تطورت طريقة الجراحة فقديما كان العلاج الجراحي التقليدي يتم باستئصال الدوالي عن طريق ربطها وسحبها إلى الخارج ، والان ومع تقدم الطب وخاصة بمساعدة الأشعة الصوتية يمكن تحديد أماكن التدفق الخاطئ وبعد ذلك يتم ربطها تحت البنج (التخدير) الموضعي باستخدام جروح صغيرة لا تتجاوز 5 ملم ، ويمكن للمريض معاودة نشاطه في نفس اليوم وتسمى هذه الطريقة بطريقة ( الشيفا ) ، وتتميز هذه الأخيرة ببساطتها وعدم الحاجة لدخول المريض للمستشفى وكذلك تتميز بالنتائج المرضية و الممتازة المصاحبة لها , حيث تصل نسبة نجاحها حتى 96% ونسبة عودة الدوالي لا تتجاوز 6% وهذه أرقام مشجعة إذا ما قورنت بالعملية التقليدية التي تسحب منها الدوالي وتحتاج إلى إجراءها تحت البنج العام وإقامة بالمستشفى لمدة 2-3 أيام.
اما الليزر الداخلي فيستخدم للدوالي المتوسطة والمتقدمة والتي لا يوجد بها تعرجات كبيرة ونتائجها مشابهة لنتائج (الشيفا) إلا أنها أسرع من الطريقة الجراحية وكذلك عدد الجروح قليلة.
الكثير من المراكز غير المتخصصة تدعي قدرتها على علاج الدوالي بطرق مختلفة وبدون إشراف جراحين متخصصين في الدوالي (مثل أطباء جراحة الأوعية الدموية( ونتائجها غير مضمونة ونسبة العودة للدوالي عالية لذلك ينصح بالتأكد من وجود استشاري أو أخصائي أوعية دموية ليشرف على عمليات الدوالي .