كما تزيد احتمالات الإصابة بمرض قاتل مرتبط بالقلب والأوعية بنسبة 18 في المئة ومخاطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 10 في المئة ، وكانت النسب الخاصة باللحوم المعالجة أكبر، حيث بلغت 20 في المئة لمعدلات الوفاة بشكل عام و21 في المئة للوفاة بسبب مشاكل في القلب و16 في المئة للوفاة بسبب السرطان ، وجاء في الدراسة: "وجدنا أن تناول مقدار أكبر من اللحوم الحمراء مرتبط بزيادة احتمالات الوفاة بشكل عام، إلى جانب الوفاة بسبب أمراض السرطان والقلب."
وأضافت الدراسة: "لاحظنا هذه الصلة في اللحوم الحمراء المعالجة وغير المعالجة، مع تزايد المخاطر بالنسبة للحوم الحمراء المعالجة." ويشير الباحثون إلى أن الدهون المشبعة في اللحوم الحمراء ربما تقف وراء زيادة احتمالات التعرض لمخاطر لها علاقة بالقلب، كما أن الصوديوم المستخدم في اللحوم المعالجة ربما "يزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال تأثيره على ضغط الدم".
وتقول فيكتوريا تايلور، إخصائية التغذية بمؤسسة القلب البريطانية: "يمكن تناول اللحوم الحمراء كجزء من نظام غذائي متوازن، مع استخدام وسائل طهو أكثر فائدة للصحة، مثل الشي". وتضيف: "إذا كنت تأكل لحوما معالجة عدة مرات في الأسبوع، يمكنك التنويع من خلال ىؤثمصادر أخرى للبروتين مثل الأسماك والدجاج والعدس والبقوليات."
كما أشارت دراسة قام بها باحثون في السويد إلى وجود علاقة بين تناول اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزيز المقدد والنقانق وبين الإصابة بمرض سرطان البنكرياس ، وتقول الدراسة إن تناول 50 غراما من اللحوم المصنعة يوميا، وهو ما يعادل قطعة نقانق واحدة، يزيد من مخاطر تعرض الأشخاص للإصابة بالمرض بنسبة 19 بالمئة ، وقد ثبت بالفعل وجود علاقة بين تناول اللحوم الحمراء المصنعة وبين الإصابة بسرطان الأمعاء . وكنتيجة لذلك، أوصت الحكومة البريطانية في عام 2011 المواطنين بعدم تناول أكثر من 70 غراما من هذه اللحوم في اليوم الواحد.
وقالت الباحثة سوزانا لارسون ـ التي رأست فريق البحث ـ لبي بي سي إن العلاقة بين تناول اللحوم المصنعة وباقي أمراض السرطان الأخرى لا تزال "أمرا مثيرا للجدل". وأضافت: "من المعروف أن تناول اللحوم يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لكن ليس هناك الكثير من المعروف عن أنواع السرطانات الأخرى." وقامت الدراسة التي نشرت في الدورية البريطانية لأمراض السرطان بتحليل عينات من 11 تجربة، و6643 مريضا بسرطان البنكرياس .
وانتهت الدراسة إلى أن نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس ترتفع إلى 19 بالمئة لكل 50 غراما تضاف إلى النظام الغذائي اليومي للفرد. ويؤدي تناول 100 غرام إضافية إلى زيادة النسبة إلى 38 بالمئة.
وتوضح لارسون أن معدلات النجاة بعد الإصابة بسرطان البنكرياس ضعيفة أصلا، لذا "فمن الضروري ـ بالإضافة إلى التشخيص المبكر للمرض ـ أن نفهم ما الذي يمكن أن يزيد من نسبة الإصابة بهذا المرض"، كما تقول ، وتوصي لارسون الجميع بتناول كميات أقل من اللحوم الحمراء ، ويقول المركز البريطاني لأبحاث السرطان إن مخاطر تطور سرطان البنكرياس في عمر الإنسان "قليلة نسبيا"، وتبلغ واحد من بين 77 رجلا، وواحدة من بين 79 امرأة .
وقالت سارة هيوم مديرة قسم المعلومات بالمركز: "لم يحسم الأمر بعد فيما إذا كانت اللحوم تمثل عامل خطورة مؤكدة لسرطان البنكرياس، ونحتاج لمزيد من الدراسات الكبيرة لتأكيد ذلك، لكن هذه الدراسة الجديدة تقول إن اللحوم المصنعة ربما تلعب دورا في الإصابة بالمرض." ولفتت هيوم الانتباه إلى أن التدخين يمثل عامل خطورة أكبر بكثير في هذا الشأن ، كما أشار الصندوق العالمي لأبحاث السرطان إلى أن العلاقة قد تعود إلى مشكلة السمنة أيضا، إلا أنه نصح بتجنب تناول اللحوم المصنعة تماما.
وقالت راشيل ثومبسون نائبة مدير الصندوق للشؤون العلمية: "سنقوم بإعادة فحص العوامل وراء الإصابة بسرطان البنكرياس في وقت لاحق هذا العام، وذلك كجزء من "مشروع التحديث المستمر" التابع لنا، والذي يجب أن يمدنا بالمزيد من المعلومات عن العلاقة بين سرطان البنكرياس واللحوم المصنعة". وأضافت: "هناك دلائل قوية تشير إلى أن زيادة الوزن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس، وهذه الدراسة قد تمثل إشارة مبكرة لعامل آخر وراء الإصابة بهذا المرض."
وأكدت ثومبسون لـ بي بي سي: "بغض النظر عن هذه الدراسة الحديثة، فقد قمنا بالفعل بإثبات وجود علاقة قوية بين تناول اللحم الأحمر واللحوم المصنعة وفرص الإصابة بسرطان الأمعاء. وينصح الصندوق بالحد من تناول اللحوم الحمراء إلى 500 غرام من اللحم المطبوخ أسبوعيا، وتجنب اللحوم المصنعة تماما."