، توفي والد هدى وهي في الخامسة من عمرها فتعهدتها والدتها بالعناية، فحفظت القرآن الكريم، وختمته وهي في التاسعة من عمرها، وتعلمت العلوم الفرنسية والتركية ونبغت فيها، ودرست الموسيقى والرسم فأبدعت فيهما، كما عكفت على قراءة العديد من الكتب .
تزوجت ( نور الهدى ) مبكرا في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها ( علي الشعراوي باشا ) عضو الجمعية التشريعية الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عاما ، فارقته وذلك لفترة سبعة سنوات ، نضجت فيها هدى ، وفي السنوات اللاحقة أنجبت هدى بنتًا أسمتها بثينة وابنًا أسمته محمد، وأصبح اسمها منذ زواجها "هدى شعراوي" وهو الاسم الذي عرفت به حتى وفاتها
بدأت هدى نشاطها الاجتماعي مع مطلع عام ١٩٠٧ إذ أسست جمعية لرعاية الأطفال فى عام ، وفي عام 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسائية ، في مايو ١٩١٤، أسست هدى شعراوي بمعاونة الأميرتين عين الحياة وأمينة حليم جمعية "الرقي الأدبي للسيدات المصريات"، و"جمعية المرأة الجديدة"، في عام ١٩١٠ اشتركت هدى شعراوي في جمعية "مبرة محمد علي"، .
وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها ، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات أثناء اندلاع ثورة ١٩١٩ ، وكونت بمساعدة زوجات الوفديين "لجنة الوفد المركزية للسيدات"، طالبت بوقف مشروع لجنة ملنر، وظلت هدى ترأس اللجنة إلى أن اختلفت مع سعد زغلول بعد عودته من المنفى عام ١٩٢٢، في إبريل ١٩٢٠ تم دمج الجمعيتين المشار إليهما "جمعية الرقي الأدبي للسيدات" و"جمعية المرأة الجديدة" في جمعية واحدة باسم "المرأة الجديدة.
كما دعت هدى شعراوي إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما ، وللفتيان ليصبح 18 عاما ، وسعت لوضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد ، كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي ، وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات ، كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه ، وهو ما اعتبره البعض وقتها علامة ( انحلال ) ، لكنها حاربت ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة وتثقيفها وإشهار أول اتحاد نسائي في مصر ، ففي ١٦ مارس ١٩٢٣ كونَّت هدى شعراوي "دار الإتحاد النسائي المصري"، شاركت في أول مؤتمر للاتحاد النسائي العالمي الذي عقد في روما عام ١٩٢٣ شاركت في ١٤ مؤتمرًا نسائيًا دوليًا في أنحاء العالم العربي، وأسست ١٥ جمعية نسائية في مصر وحدها، أسست مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، حرصت على حضور عدد من المؤتمرات النسائية العالمية، حرصت على المشاركة في قضية فلسطين وعقدت المؤتمر النسائي الشرقي
عندما سافرت لأداء فريضة الحج التقت بالملك عبد العزيز آل سعود وعرضت عليه إنشاء مدرسة لتعليم الفتيات، ووصلت شهرتها إلى الصين، فرنسا، اسبانيا، تركيا نالت هدي شعراوي تكريمًا كبيرًا من عدد من الحكومات
أطلق اسم هدى شعراوي على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر ، تكريما لها ، كما حازت في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة المصرية ، وتوفيت فى 13 ديسمبر 1947 م ، بعد أيام قليلة من إرسالها خطاباً للأمم المتحدة تندد فيه بتقسيم فلسطين .