ويروي العراقي عن حياته وعدم زواجه اتباعا لنصيحة د. زكي نجيب محمود ليكون متفرغا للتأمل والتركيز والحياة الفلسفية والفكرية . في عام 1970 فور تخرجه من كلية الآداب ، عمل مدرساً ثم أستاذاً مساعداً، جامعة القاهرة (1975)، أولا في أسوان، وهناك لازم عباس العقاد في ندواته بدار أخته فيها ثم كفر الشيخ ، بعدها انتقل إلي بنها وطلب منه مدير المعهد للالتحاق بدورة منظمة الشباب فرفض ، ولكنه حذره مغبة الرفض حتي لا يتم اعتقاله ، فذهب ، فكانت أولي المحاضرات هي كيفية كتابة التقارير في الزملاء المعارضين لنظام الحكم أو من لهم آراء معارضة وتسجيل ما يسمع من نكات ، فلم يستطع إكمال الدورة وهرب من المبني (كلية الزراعة الآن بمشتهر)، ولذلك عندما سمع من أحد جيرانه وهو يولول أن عبد الناصر مات قال : مات السفاح ، الذي خرب عقل مصر.
وعن رأيه في حكم الرئيس الراحل عبد الناصر يقول أنه كان أسوأ العهود التي مرت بها مصر ، وأنه كان يحكمها بالحديد والنار والبلطجة والتجسس ، وتركها منهارة الاقتصاد ، بعد ان تسلمها والجنيه الذهبي يساوي 97 قرش مصري ونصف وأرضها محتلة ، المصيبة الكبري هو تخريب الفكر والثقافة ، فقد تمت صياغة الفكر في قالب واحد هش بمساعدة المثقفين وما نراه الان هو نتاج لهذا العهد في حين ان مجد مصر الفكري مثل نجيب محفوظ والحكيم والعقاد حتي فؤاد زكريا آخر الفلاسفة المحترمين كانوا نتاج لعصر ما قبل عبدالناصر . كما كان المعيار عنده حتي في الصحافة من الذي يكتب وحجم ولائه.
أما مشروع السد العالي فيذكر ان الدكتور رشوان فهمي ، عميد طب قصر العيني وقتها ، أعلن ان بناء السد سيؤدي الي أمراض لها حصر لها ، وهو ما ظهر بعد أن أفقدنا السد الطمي الذي كان يغذي الأرض ، فضعفت مما اضطر الفلاح لاستخدام الاسمدة التي تسربت الي جسد المواطن المصري ونهشته ولذلك فمسئولية عبدالناصر عن ملايين المرض بالكبد والكلي والسرطان في مصر مسئولية تاريخية ، فقرار بناء السد كان مظاهرة سياسية لاستجداء التصفيق ، وعثمان محرم احد اهم وزراء الري في مصر رفض هذا المشروع قبل الثورة لعلمه انه سيكون نكبة . في عام 1981 أصبح رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ، ثم أستاذاً متفرغاً بقسم الفلسفة ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة منذ عام 1995.
تخصص العراقى في دراسة أعمال الفيلسوف العربي أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد (1126-1198) حتى انه اتهم المخرج المصري الراحل يوسف شاهين بعدم التزام الدقة في تسجيل حياة ابن رشد في فيلم (المصير) الذي أخرجه عام 1997 ، ومن أعمال العراقي "النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد" و"الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا" و"مذاهب فلاسفة المشرق" و"تجديد في المذاهب الفلسفية والكلامية" و"ثورة العقل في الفلسفة العربية" و"المنهج النقدي في فلسفة ابن رشد" و"العقل التنويري في الفكر العربي المعاصر". ولم يتزوج العراقي وتفرغ للبحوث الفلسفية ونال جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 1981 وجائزة الدولة للتفوق عام 2000 .
ورحل عن عالمنا أستاذ الفلسفة الاسلامية بجامعة القاهرة عاطف العراقي (77 عاما) مساء يوم الاربعاء الموافق 29 فبراير 2012 ، أثناء القائه محاضرة في معهد الدراسات الاسلامية بالعاصمة المصرية القاهرة .
ومن الهيئات التى كان ينتمى إليها :
عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية ( فرانكلين).
عضو اتحاد الكتاب المصري.
عضو رابطة الأدب الحديث.
عضو رابطة المتاحف.
عضو اللجنة الدولية لنشر تراث ابن رشد.
خبير الفلسفة بمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
المؤتمرات :
حضر العديد من المؤتمرات فى العديد من الدول منها:
مؤتمر عن السلام والأديان بإيطاليا.
مؤتمر عن الفكر الإسلامى بفاس.
مؤتمر دولى عن ابن رشد.
له العديد من المؤلفات منها:
النزعة العقلية فى فلسفة ابن رشد.
الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا.
مذاهب فلاسفة المشرق.
تجديد فى المذاهب الفلسفية والكلامية.
ثورة العقل فى الفلسفة العربية.
الميتافيزيقا فى الفلسفة ابن طفيل.
المنهج النقدى فى فلسفة ابن رشد.
العقل التنويرى فى الفكر العربى المعاصر.
تحقيق كتاب الأصول والفروع لابن حزم.
كتاب " محاضرات فى تاريخ العلوم عند العرب".
الجوائز :
جائزة أحسن البحوث الجامعية من جامعة القاهرة ، عام 1972.
جائزة أحسن البحوث الجامعية من جامعة القاهرة ، عام 1973.
خطاب تقدير من البابا يوحنا بولس الثاني عن كتاب " يوسف كرم ".
خطاب تقدير من الرئيس/ زين العابدين بن علي رئيس جمهورية تونس عن كتاب"ابن رشد " الكتاب التذكارى.
وسام العلوم والفنون والآداب من الدرجة الأولى ، عام 1981.
جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1981.
جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 2000 .