ولد ويليام هنرى براج فى ويستوورد ، كامبيرلاند ، فى 2 يوليو 1862 ، تلقى تعليمه الأولى واللغوى فى مدرسة سوق هاربور ثم انتقل منها الى كلية الملك ويليام ، وعمل مدرساً بكلية ترينتى فى كامبريدج ، وبدأ بدراسة الرياضيات فى عام 1881 ، ودرس الفيزياء فى مختبرات كافنديش فى عام 1885 ، وفى نهاية هذا العام تم اختياره أستاذاً للرياضيات والفيزياء فى جامعة أديلايد بجنوب أستراليا ، وأصبح لاحقاً أستاذاً للفيزياء فى معهد كافنديش بليدز ( 1909 ـ 1915 ) ، ونفس المنصب فى جامعة لندن ( 1915 ـ 1925 ) وأستاذاً للكيمياء فى المعهد الملكى .
عندما أظهر ماكس فون لاوا أن الأشعة السينية تنحرف عن البلورات (1) وتشكل نمطاً خاصاً بها يظهر على الفيلم الفوتوغرافى ، أثبت بتجربة منفردة أن الأشعة السينية عبارة عن موجات تشبه مثيلاتها فى الطبيعة ، وأن البلورات لها بنية وشكل ، ولكن ما لم يكن معروفاً ، اذا ما كان لبنية الكريستال والطول الموجى للأشعة السينية أى تأثير على نمط حيودها ، واتصل هذا البحث بالإكتشافات العلمية الهائلة التى تم التأكيد عليها بواسطة ويليام هنرى براج وابنه ويليام لاورنس براج وهو ما استحقا عليه جائزة نوبل فى الفيزياء لعام 1915 م .
وكان مفتاح هذا النجاح هو حقيقة أن البلورات أو الكريستال يتكون من أنماط مكررة ومنتظمة من الذرات مثل حبات من البرتقال فى صندوق ، فبدلاً من النظر فى التعقيد المروع الذى تقوم به الذرات المنفردة فى حيود أشعة اكس ، كان تنبؤ براج أنه يمكن للمرء التنبؤ رياضياً بنمط الحيود (2) أو الإنحراف من أى مستوى متوالى من الذرات فى البلورة .
اقترح ويليام لاورنس براج معادلة بسيطة لكنها قوية ـ عرفت فيما بعد بقانون براج ـ أظهر فيها العلاقة بين الطول الموجى لأشعة إكس ، والمسافة بين السطح أو المستوى والزاوية التى تنعكس بها الأشعة ، وفى نفس الوقت قام ويليام هنرى براج بتصميم مقياساً لطيف الأشعة ، وهو الجهاز الذى يقيس إنعكاسها من على البلورات ، وسوياً قام العالمان بتحليل طبيعة العديد من الأملاح والجزيئات الصغيرة باستخدام هذا المقياس الطيفى ، وهو ما شكل علاقة رياضية أساسية بين نزوع أشعة إكس للحيود ، وبين ترتيب أبعاد الذرات فى البلورة التى أدت الى هذا الحيود .
أدى إكتشافهما الى إنشاء علم جديد ( علم بلورات أشعة إكس )
أدت أعمال براج وابنه لاورنس فى عامى 1913 ، 1914 إلى إيجاد فرع جديد من العلم شديد الأهمية والدلالة ، وهو تحليل البنية البلورية من خلال الأشعة السينية ، وإذا كان الإكتشاف الجوهرى لطبيعة أشعة إكس الموجية مثل مسألة حيودها فى البلورات يعود فى الأساس الى ( فون لاوا ) ومعاونيه ، فمن الصحيح القول أن إستخدام أشعة إكس كأداة منهجية تبين الطريقة التى تبنى بها البلورات تعود فى الحقيقة الى براج ، وهو ما استحق عليه جائزة نوبل بالمشاركة مع ابنه .
خلال الحرب العالمية الأولى تم تكليف براج بالبحث فى كشف وقياس الأصوات تحت الماء وارتباطها بمواقع الغواصات ، وربما لهذا العمل بالإضافة الى دوره كعالم ، تم منحه لقب فارس عام 1920 ، ووسام ميريت عام 1931 ، بعد زمالته التى حصل عليها فى عام 1907 ، كما تم إختياره رئيساً للجمعية الملكية عام 1935 م .
حصل براج على الدكتوراه الفخرية من حوالى 60 جامعة ، وعضوية رائدة فى الجمعيات العلمية الأجنبية ، والعديد من الأوسمة والجوائز منها على سبيل المثال وسام رامفولد فى عام 1916 ، ووسام كوبلى الذى منحه اياه رئيس الوزراء عام 1930 م .
كما ألف براج العديد من الكتب منها دراسات فى النشاط الإشعاعى ، الأشعة السينية وبنية البلورات ، عالم الصوت ، حول طبيعة الأشياء ، التجارة القديمة والمعرفة الجديدة ، مقدمة فى التحليل البلورى ، كونية الضوء .
كانت هوايته المفضلة هى لعبة الجولف ، وقد تزوج فى عام 1889 من ( جويندولين تود ) ابنة السير شارلز تود ، مدير مكتب البريد العام فى جنوب استراليا ، وأنجب منها ابنه لاورنس الذى تقاسم معه جائزة نوبل وهو بسن 25 عاماً ، وبعد حياة مليئة بالإنجازات الهائلة ، توفى السير ويليام براج فى 10 مارس 1942 م .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الموقع الرسمى لجائزة نوبل
( 1 ) انحراف أو حيود الضوء يشير في العادة إلى ظواهر طبيعية عديدة تحدث عند اصطدام موجة (ضوئية أو صوتية)بعائق وتوصف بانها انحناء شديد الوضوح للموجات حول عوائق صغيرة وانتشار الموجات من خلال فتحات صغيرة ، تأثيرات شديدة الشبه تحدث عند حدوث تعاقب في خصائص الوسيط الذي تنتقل به الموجة، على سبيل المثال انحراف قرينة الانكسار لموجات الضوء أو ملف الممانعة الصوتي بالنسبة للموجات الصوتية ويمكن الإشارة لهذه الظواهر بالانحراف الضوئي. يحدث انحراف الضوء مع كل الموجات بما يشمل الموجات الصوتية والموجات الضوئية والموجات الكهرومغناطيسية مثل الضوء المرئي وآشعة أكس وموجات الراديو. وتحدث ظاهرة الحيود أيضا مع الجسيمات الأولية مثل الإلكترون والنيوترون حيث أن الجسيمات الأولية لديها خصائص موجية، فحيود الضوء يحدث أيضا مع المادة ويمكن أن يُدرس طبقاً لميكانيكا الكم.
ويحدث حيود الضوء يحدث عند تداخل الموجات الضوئية المنتشرة بعد مرورها من خلال فتحتين أو أكثر، ويلاحظ تأثيراته على وجه الخصوص عندما تكون طول موجة الأشعة مقاربة أومساوية للمسافات بين أنظمة الجسيمات المنحرفة عليها. وتتولد النماذج النظامية نتيجة تداخل الموجات الضوئية فتشتد كثافتها عند نقطة وتقل كثافتها عند أخرى. يتسم تداخل الموجات الضوئية ذات طول موجة واحدة بنوعين من التداخلات. تداخل تتطابق فيه الموجتان بحيث تنطبقان مع بعضهما فيتقابل قمة موجة مع قمة الموجة الأخرى فتشتد شدتهما ويعرف هذا بالتداخل البنـّاء، ويحدث التداخل الثاني بين الشعاعين عندما تتقابل قمة موجة مع قاع للموجة الأخرى فتمحي كل موجة الأخرى وتختفيان. أي لاتظهر لهما صورة. وهذا النوع من التداخل يسمى التداخل الهدام.والنتيجة العامة أن نري صورة النموذج كشكل هندسي، يظهر فيه نقاط شديدة الضوء، ونقاط أخرى لا يأتي الضوء عليها. إنها خاصية موجية. وتشاهد كثيرا مع أنظمة ألبلّورات ويمكن بدراستها تعيين الشكل البلوري للمادن، فمنها ذو بلورة مكعبة ومنها ذو بلورة مسدسة، أو مستطيلة وغيرها.
( 2 ) علم البلورات : يختص بدراسة البلورات من حيث شكلها الظاهري أو الخارجي وتركيبها الداخلي والتعرف عليها وعلى الصخور والمعادن التي تحويها. وتوجد أنواع لهذه البلورات فالصلبة منها توجد في بعض المركبات مثل ملح الطعامNaCl ومنها السائله كما في شاشات ال LCD .