ولد ألبرت مايكلسون فى شتريلنو Strelno ، فى بروسيا ( تقع فى بولندا حالياً ) فى 19 ديسمبر 1852 م ، وبعد عامين من ولادته هاجرت أسرته لتقيم فى مدينة فيرجينيا بولاية نيفادا ، بالولايات المتحدة الأمريكية ، وسرعان ما انتقلت الأسرة الى سان فرانسيسكو ، حيث تلقى مايكلسون تعليمه الأساسى فى مدرسة عامة ، ليلتحق بالجامعة فى عام 1869 ، بعد أن أخذ منحة من الرئيس الأمريكى ( جرانت ) ليدرس فى الأكاديمية البحرية ، ليتخرج منها فى عام 1873 م ، وبعد سنتين سافر الى جزر الهند الغربية ، ليصبح معلماً للفيزياء والكيمياء تحت إشراف الأدميرال سامبسون .
حدث واحد حدث فى نوفمبر 1877 ترك أثره على حياته كلها ، فبينما كان يعد لمحاضرة عن طريقة ( فوكو ) لقياس سرعة الضوء ، توصل مايكلسون الى أنه اذا تمكن من موازاة حزمة الضوء فيمكنه الحصول على مسار ضوئى أطول وأكبر ، وبالتالى زيادة كبيرة فى حساسية الضوء ، وفى العامين التاليين قام بإجراء مجموعة من التجارب قادته الى المزيد من النتائج .
فى عام 1879 م ، انتقل للعمل فى أحد المكاتب الملاحية بواشنطون ليعمل مع سيمون نيوكومب ، وفى العام التالى حصل على إجازة ليستكمل دراسته فى أوروبا ، فقام بزيارة جامعات برلين وهايدلبرج وجامعة فرنسا وكلية الفنون التطبيقية فى باريس .
وفى مختبرات هلمهولتز فى برلين قام مايكلسون بتصميم وبناء تجربته الأهم ، فقام بإجراء قياسات مبكرة لسرعة الضوء ، اتسمت بدقة عالية ، واخترع فى عام 1881 مقياس التداخل * (interferometer ) بغرض إكتشاف تأثير حركة الأرض على السرعة الملحوظة للضوء ، وبالتعاون مع البروفيسور مورلى (E.W. Morley ) وباستخدام مقياس التداخل ، تمكن من الوصول الى أن الضؤ ينتقل بسرعة ثابتة فى جميع الظروف ، كما تمكن من قياس سرعة الضؤ إعتماداً على طول الموجات الضوئية ، وبناء على طلب من اللجنة الدولية للمقاييس والمعايير ، قام مايكلسون بقياس المتر المعيارى إعتماداً على الطول الموجى لضوء الكادميوم ، كما اخترع أيضاً منظار التحليل الطيفى.
قدم مايكلسون استقالته من البحرية الأمريكية فى عام 1883 وعاد الى أمريكا ليعمل أستاذاً للفيزياء فى مدرسة للعلوم التطبيقية ، بكليفلالند بولاية أوهايو ، وفى عام 1890 حصل على عمل مشابه فى جامعة كلارك بولاية ماساشوستس ، وبعدها بعامين أصبح أستاذاً للفيزياء وأول رئيساً لقسم الفيزياء فى جامعة شيكاجو الجديدة التى مولها رجل الأعمال الشهير ( روكفلر) .
التحق مايكلسون مرة أخرى بالبحرية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الأولى ، وأثناء فترة الحرب التى قضاها فى البحرية الأمريكية قام ببعض الأبحاث على الأجهزة البحرية ، فطور جهازاً لتحديد المسافات Rangefinder تم إعتماده كجزء من أجهزة البحرية الأمريكية ( وهو جهاز يقيس المسافة بين المراقب والهدف بغرض المسح والملاحة وتحديد البعد البؤرى فى التصوير الفوتوغرافى ) وعند عودته للحياة المدنية أصبح مايكلسون أشد إهتماماً بعلم الفلك ، ثم عاد الى شيكاجو فى 1918 ، وفيها حصل على أول وأعلى درجة درجة أستاذية بها فى عام 1925 ، ثم قدم استقالته فى عام 1929 ليعمل فى مرصد جبل ويلسون فى باسادينا .
فى عام 1920 وباستخدام تداخل الضوء ونسخة مطورة من جهازه الأول interferometer تمكن من قياس قطر ( منكب الجوزاء Betelgeuse وهو نجم متغير غير منتظم وثاني أكثر النجوم لمعانًا في كوكبة الجبار ، وتاسع أكثر النجوم لمعانًا في السماء ، يعتبر نجم منكب الجوزاء عملاقًا أحمر ) وكان هذا أول قياس يمكن اعتباره دقيقاً لمساحة نجم .
قدم مايكلسون العديد من الأوراق البحثية فى الكثير من الدوريات العلمية ، ومن بين أعماله الشهيرة التى قدمها : سرعة الضوء ( 1902 ) ، موجات الضوء وإستخداماتها ( 1899 ـ 1903 ) ، دراسات فى البصريات ( 1927 ) .
تم تكريم مايكلسون فى العديد من الهيئات العلمية فى أمريكا وعشر دول أوروبية أخرى ، كما حصل على شهادات فخرية فى العلوم والقانون من عشر جامعات أمريكية وأجنبية ، كما كان رئيساً للجمعية الفيزيائية الأمريكية فى عام 1900 ، ورئيساً للرابطة الأمريكية لتطوير العلوم ( 1910 ـ 1911 ) ، ورئيساً للأكاديمية الوطنية للعلوم ( من 1923 ـ 1927 ) ، والجمعية الملكية والجمعية البصرية بلندن ، وكذلك الأكاديمية الفرنسة ، وحصل على العديد من الأوسمة منها : وسام ماتوسى من إيطاليا فى 1904 ، ووسام كوبلى من الجمعية الملكية فى 1907 ، ووسام إليوت كريسون من معهد فرانكلين فى نفس العام ، ووسام درابر من الأكاديمية الوطنية للعلوم عام 1912 ، ووسام الجمعية الفلكية الملكية فى 1923 ووسام دودل من الجمعية الفيزيائية عام 1929 م .
تزوج مايكلسون من إدنا ستانتون عام 1899 ، وأنجب منها ولداً وثلاث بنات ، وفى 9 مايو 1931 أثناء كتابة إحدى النتائج الهامة لتجربة كان يقوم بها بمدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا ، توفى ألبرت أبراهام مايكلسون عن عمر ناهز 79 عاماً .
ــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الموقع الرسمى لجائزة نوبل
مقياس التداخل interferometer : هو جهاز يمكن من خلاله تراكب الموجات الكهرومغناطيسية من أجل إستخلاص معلومات عن الأمواج ، وهو أداة هامة فى الأبحاث الفلكية ، والألياف البصرية ، والمقاييس الهندسية والبصرية وعلم المحيطات وعلم الزلازل ، والتحليل الطيفى ، وله إستخدامات عديدة فى مجال الكيمياء مثل ميكانيكا الكم والفيزياء النووية والجسيمية ، وفيزياء البلازما والإستشعار عن بعد ، والتفاعلات الجزيئية والبيولوجية ، وللجهاز استخدامات عديدة فى مجالات العلوم والصناعة والقياسات الدقيقة .