جون ويليام سترات

اللورد رايلى جون ويليام سترات ( البارون رايلى ) John William Strutt : البارون الثالث فى أسرة رايلى (Rayleigh ) عالم فيزياء إنجليزى من مواليد 12 نوفمبر 1842 ، والحائز على جائزة نوبل فى الفيزياء عام 1904 م ، وذلك لأبحاثه على كثافة الغازات ، وإكتشافه غاز الأرجون (argon) .

 ولد جون ويليام سترات فى لانجفورد ، والده هو جون جيمس سترات ( البارون الثانى ) وأمه هى كلارا إليزابيث لاتوش ، الإبنة البكر للكابتن ريتشارد فيكارس من طبقة النبلاء العليا بالمملكة المتحدة وقتها ، وكان من الحائزين على أعلى وسام علمى فى بريطانيا .

كان جون ويليام أثناء طفولته وشبابه ضعيف البنية ، وانقطع تعليمة كثيراً بسبب صحته العليلة ، وكان الأمل ضعيفاً فى استقرار صحته ونضجه ، قضى فترة قصيرة فى مدرسة إتون وهو فى عمر العاشرة ، معظمها فى مصحة المدرسة ، وقضى ثلاث سنوات فى مدرسة خاصة فى ويمبلدون وفترة وجيزة فى مدرسة هارو وأخيراً قضى أربع سنوات مع القس جورج تاونسند وارنر قضاها فى منطقة ( توركى Torquay ) الساحلية ، ليتعهد بتربيته وتعليمه .

فى عام 1861 التحق بكلية ترينتى فى كامبريدج ، وهناك شرع فى القراءة فى الرياضيات ، وبدأت تظهر لديه قدرات مختلفة عن زملائه فى التحصيل العلمى ، فتفوق على معظمهم وتجاوزهم بمراحل ، وفى عام 1865 تخرج من قسم الرياضيات فى جامعة كامبريدج ،  وفى العام التالى 1866 حصل على زمالة فى ترينتى ، وظل يشغل هذا الموقع حتى زواجه فى عام 1871 من ( إيفيلين ) ، التى تولى أخوها لاحقاً رئاسة وزراء بريطانيا وهو ( إيرل بلفور ) ، وأنجب منها ثلاثة أبناء شغل الأكبر منهم منصب أستاذ الفيزياء فى الكليه الإمبراطورية للعلوم بلندن .

تعرض سترات الى حمى روماتيزمية شديده أصابته عام 1872 ، جعلته يقضى الشتاء فى مصر واليونان ، وعقب عودته توفى والده فى عام 1873 ، ليحصل على لقب بارون خلفاً لوالده (لقب نبيل أرستقراطي في الأنظمة الملكية الإقطاعية ) حيث تقع الأسرة فى قرية تيرلينج التابعة لإقليم إسكس ، فوجد أنه مضطر لقضاء وقت فى إدارة أملاك الأسرة ( حوالى 7000 فدان ) ، وكان الجمع بين المعرفة العلمية العامة ، واكتسابه معارف جديدة حول طرق الزراعة وإدارة العقارات أو الإقطاعية قد أخذ من وقته جانباً كبيراً ، مما إضطره الى ترك إدارة الإقطاعية الى أخيه الأصغر  فى عام 1876 م  ، ليتفرغ منذ ذلك الوقت الى العلم مرة أخرى .

فى عام 1879 تم تعيينه كأستاذ للفيزياء التجريبية ومديراً لمختبرات كافنديش فى جامعة كامبريدج ، التى تركها فى عام 1884 وعاد ليستمر فى أبحاثه فى قريته ( ترلينج ) ، ومنذ عام 1887 الى 1905 عمل أستاذاً  للفلسفة الطبيعية فى المعهد الملكى لبريطانيا العظمى ، خلفاً للبوفيسور ( تيندال Tyndall )  .

كما عمل لمدة ست سنوات كرئيس للجنة حكومية لدراسة المتفجرات ، ومنذ 1896 الى 1919 كان المستشار العلمى لكلية ترينتى ، ثم حصل على لقب ( اللورد ليفتنانت) لمقاطعة إسكس منذ عام 1892 الى عام 1901 ، كنائب أو ممثل عن الملك فى إدارة شئون المقاطعة أو الإقليم ليكتسب بعدها لقب اللورد رايلى .

اللورد رايلى كانت الأبحاث الأولى للورد رايلى متعلقة أكثر بالرياضيات ، لا سيما بأنظمة الذبذبة والبصريات ، ثم انتقل إهتمامه الى معظم مجالات الفيزياء ، التغطية الصوتية ونظرية الموجات ورؤية الألوان والكهرباء الحركية والكهرومغناطيسية ، تشتت الضؤ ، تدفق السوائل ، الهيدروديناميكية ، كثافة الغازات ، اللزوجة ، الخاصية الشعرية ، المرونة ، التصوير الفوتوغرافى ، وبالصبر والتجارب الدقيقة تمكن من تأسيس معايير المقاومة الأساسية ، والقوة الدافعة الكهربية ، وكانت أعماله اللاحقة تركز على الكهرباء والمغناطيسية .

كان اللورد رايلى مدرباً ممتازاً ، وتحت إشرافه ، تم تأسيس نظام التدريس العملى فى جامعة كامبريدج ، ليتحول من فصل به خمس أو ست طلاب الى مدرسة متقدمة بها بها حوالى سبعين من دارسى الفيزياء .

نشر رايلى نظريته عن الصوت فى مجلدين فى الفترة من 1877 ـ 1878 ، ونشرت أعماله ودراساته الأخرى فى ست مجلدات غطت أنشطته فى الفترة من 1889 ـ 1920 م . كما ساهم أيضاً فى تحرير الموسوعة البريطانية الشهيرة .

كان لدى رايلى تذوق جيد للأدب ، وكان أسلوب كتابته فى أصعب الموضوعات نموذج للوضوح والبساطة ، فمن يطالع ال 446 ورقة التى أعيد نشرها كمقتطفات من أعماله ، تبين بوضوح مقدرته وفهمه العميق لما يكتب أكثر من أى شخص آخر ، وعلى الرغم من كونه عضواً فى مجلس اللوردات البريطانى ، لم يدلى بدلوه فى المناقشات الا نادراً ، ولم يسمح للسياسة أن تتدخل فى العلم ، وكان من هواة السفر ولعب التنس والتصوير الفوتوغرافى والإستماع للموسيقى .

كان اللورد رايلى ـ المستشار السابق لجامعة كامبريدج ـ قاضى صلح وحائز على الدكتوراه الفخرية فى العلوم والقانون ، وكان قد التحق بالجمعية الملكية فى عام 1873 ، وعمل سكرتيراً لها منذ 1885 الى 1896 ، وكرئيس لها من 1905 الى 1908 ، وقد حاز فى عام 1902 على وسام الإستحقاق الملكى ، وفى عام 1905 كان عضواً فى المجلس الملكى الخاص ، وحاز على ميدالية رامفورد من الجمعية الملكية العلمية ، بالإضافة لجائزة نوبل فى الفيزياء عام 1904 م ، الى أن توفى فى 30 يونيو عام 1919 فى ويثم ـ اسكس .

ــــــــــــــــــــــــــــــ 

المصدر : الموقع الرسمى لجائزة نوبل 

Read 1209 times