عُتبة بن أبى سُفيان

عُتبة بن أبى سُفيان عُتبة بن أبى سُفيان عُتبة بن أبى سُفيان

عُتبة بن أبى سفيان ، واسم أبى سُفيان صخر بن حرب بن أُمية بن عبد شمس ، أخو معاوية بن أبى سُفيان لأبيه ، ولاه أخوه معاوية إمارة مصر بعد وفاة عمرو بن العاص رضى الله عنه فى شوَّال سنة ثلاث وأربعين هجرية ( يناير سنة 664 م )   ، ودخل عُتبة مصر فى ذى القعدة منها .

 وكان عتبة هذا شهد مع عثمان يوم الدار ( اليوم الذى قُتل فيه عثمان ) قال الحافظ بن عساكر فى تاريخه : قَدِمَ على أخيه معاوية بِدِمشق ، وكان له بها فى درب الحمالين دار ، وولى المدينة والطائف والموسم لأخيه معاوية غير مره ، وشهد وقعة الجمل مع عائشة رضى الله عنها ثم انهزم ، فعيره عبد الرحمن بن الحكم :

لَعَمْرى والأمُورُ لها دواعٍ . . لقد أبعدتَ يا عُتبَ الفِرارا

وقال بن عساكر عن الهيثم بن عدى قال : ذكر بن أبى سفيان فى العُور : ذَهَبَت عَيْنُه يوم الجمل مع عائشة ، وقال أبو بكر الخطيب : حج عُتبة ابن أبى سُفيان بالناس سنة إحدى وأربعين وسنة اثنتين وأربعين ، وقال الأصمعى : الخُطباء من بنى أمية : عتبة بن أبى سُفيان ، وعبد الملك بن مروان ، وقال أبو حاتم : أوصى عتبة بن أبى سفيان مؤدِب ولده فقال :

( ليكن أولُ إصلاحك بَنيّ إصلاحُك لنفسك ، فإن عُيوبهم معقودة بعيبك ، فالحسنُ عندهم ما فعلت ، والقبيحُ ما تركتَ ، وعلمهم كتاب الله ولا تُملَّهم فيتركُوا ، ولا تدعهم منه فيهجروا ، وروِّهم من الحديث أشرفه ، ومن الشعر أعفه ، ولا تخرجهم من علم الى علم حتى يُحكِموه ، فإن ازدحام الكلام فى السمع مضلة للفهم ، وهددهم بى وأدبهم دونى ، وكُن بهم كالطبيب الرفيق الذى لا يعجل بالدواء حتى يَعرِف الداء ، وامنعهم من مُحادثة النساء ، واشغلهم بسير الحُكماء ، واستزدنى بآدابهم أزِدَك ، ولا تَتَّكِلَنَّ على عُذر مني فقد اتكلتُ على كفاية منك ) .

ولما قدم عُتبة الى مصر فى ذى القعدة سنة ثلاث وأربعين وأقام بها أشهراً ثم خرج منها وافداً على أخيه معاوية بدمشق ، واستخلف على مصر عبد الله بن قيس ابن الحارث ( بن عيّاش التَّجيبى ) ، وكانت فى عبد الله المذكور شِدّة فكَرِههُ الناس بمصر ، فبلغ ذلك عتبة هذا فرجع الى مصر وصعد المنبر وقال : يا أهل مصر ، قد كنتم تَعذِرون ببعض المنع منكم لبعذ الجَور عليكم ، وقد وليَكُم من إن قال فعل ، فإن أبيتم درأكم بيده ، فإن أبيتم فبسيفه ( ثم جاء فى الآخر ما أدرك فى الأول ) ، إن البيعة شائعة ، لنا عليكم السمع والطاعة ، ولكم علينا العدل ، فأيُنا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه ، فناداه المصريون من جَنَبات المسجد ، سمعاً سمعاً ، فناداهم عتبة : عدلاً عدلاً ، ثم نزل .

فجمع له أخوه معاوية الصلاة والخراج ، وعقد عتبة هذا لعلقمة بن يزيد الغُطيفى على الأسكندرية فى اثنى عشر ألفاً من أهل الديوان تكون بها مُرابِطة ، ثُم خرج إليها عتبة بعد ذلك مرابطاً فى ذى القعدة وقيل فى ذى الحجة ( فبراير 665 م )  ، وهو الأشهر ، سنة أربع وأربعين من الهجرة ، فمات بها فى الشهر المذكور ، وتولى مصر بعده عُقبة  بن عامر الجُهَني ، وكانت ولاية عتبة على مصر سنة واحدة وشهراً واحداً .

Read 4489 times