مشمش أفندى : أول فيلم كارتون مصرى

Rate this item
(0 votes)

مشمش أفندى يوم 24 مايو 1935 نشرت جريدة “La bourse egyptienne” في الصفحة الاولى مقالا بعنوان ” ميكي ماوس أصبح له أخ مصري ” . و في موضوع المقال كتبت ” مثل mickey mouse و betty boop في أمريكا ، أصبح لمصر بطل كارتوني قومي هو مشمش أفندي الذي يقوم ببطولة أول فيلم كارتون مصري يعرض هذا الأسبوع بسينما كوزموجراف .

وفى قاعة سينما كوزمو بالقاهرة 8فبراير 1936 كان بروجرام العرض فيلم " ليلى بنت الصحراء " وفيلم " مشمش أفندى - مافيش فايدة " - مفقود - أول رسوم متحركة مصرى ..وكان ناطقا باللغة العربية ومدة عرضه 15 دقيقة ، وبعدها بأيام عرض بدار سينما النهضة فيلم رسوم متحركة آخر بعنوان " حبوب وحبوبة " رسوم الفنان المصرى أنطون سليم .

ومشمش أفندى إستثمار مصرى لنجاح شخصية " ميكى ماوس "فى والت ديزنى التى شجعت السينمائيين المصريين والأجانب لمحاكاة تجربة ديزنى . رائدى التجربة هم " الإخوة فرانكل " وهم متمصريين من أصول روسية يهودية .. بدأوا عملهم فى مصر فى مجال صناعة الموبيليا ، وتركوها بسبب قلة الأرباح ، وقرروا الإتجاة إلى فن الرسوم المتحركة  .

تم مشاركه مشمش افندي في اعمال اخري مع بعض الممثلين مثل تحيه كاريوكا والفنانه كاميليا والفنانه صباح ومع ملكه جمال مصر في هذا الوقت فريزي تزيمر واشترك في افلام اخري مثل بالهناء والشفاء وسمكري الحاره ومشمش افندي في المريخ .

بدأت الحكاية بثلاثة إخوة ، هرشل و ديفيد و شلومو ، أبناء لأسرة مكونة من أب و أم و ستة أطفال تنقلوا بفعل الإضطهاد من بلد لبلد إلى أن وصلوا ميناء الأسكندرية بمصر. كان الأبناء الثلاثة أصحاب موهبة فنية و حرفية كوالدهم ، الذي قادهم كفريق عمل لصنع الموبيليا الفاخرة و أعمال أخرى إدخروا منها مبالغ جيدة . كان الإخوة على شغف شديد بالسينما و الإنتاج و كانوا يفكرون في أخذ الأمر بشكل جدي ، إلى أن جاء اليوم الذي تم فيه عرض أول كارتون لميكي ماوس في مصر عام 1930 .

بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى أساءت السلطات العثمانية معاملة المهاجرين من بلدان معادية للدولة العثمانية، فهاجرت عائلة فرنكل إلى مصر التي كانت تخضع آنذاك للرعاية البريطانية، واستقرت في الإسكندرية حيث أنشأ ناحوم فرنكل ورشة لصناعة الأثاث بأسلوب صيني أصبحت ناجحة ومشهورة لدى أثرياء المدينة، بل باعت الأثاث للديوان الملكي. رغم نجاح العائلة في مجال صناعة الأثاث، كان ناحوم فرنكل وأبناؤه من هواة التصوير والسينما وتخصصوا في صناعة الأفلام، فقرروا إنشاء أستوديو لصناعة أفلام التحريك في القاهرة.

في ذلك الحين وصلت أوائل أفلام ميكي ماوس والقط فيليكس للعرض في مصر، ولكن فن التحريك كان لا يزال غير معروف لدى الجمهور المصري، فلما طلب ناحوم فرنكل من رجل أعمال مصري الاستثمار في الأستوديو الجديد رد عليه "مافيش فايدة"، ولما سأله فرنكل إذا كان يريد الاستثمار في الأستوديو في فترة لاحقة قال: "بكرة في المشمش".

 و بدلا من أن يدمر هذا حماسهم و طموحاتهم ، قامت تلك الحادثة بإلهام الاخ ديفيد الذي صمم شخصية جديدة مصرية الطابع و الملامح أسماها (مشمش أفندي)

و كان عنوان الفيلم الاول لهذه الشخصية هو (مافيش فايدة)، الفيلم عرض في القاهرة ، . حقق الفيلم نجاحا ساحقا و أحبه الجمهور إلى درجة أن عرضه إستمر إلى عام 1939 .

قام بزائيل " الأب " بإعداد الأحبار والألوان ، وانفرد الإبن سالومون فرنكل بعبء الأدوات من تصوير وإضاءة وأدوات صوت والمونتاج ، أما الإبن دافيد فكان يرسم الشخصيات والديكور وتحديد الزوايا والرسم بالحبر ثم يقوم ديفيد بتلوين ما سبق .

أشهر حلقات مشمش أفندى كانت حلقة " الدفاع الوطنى ، وفيها تذهب شخصيتهم الشهيرة " مشمش أفندى " إلى الحرب فى الجيش المصرى إلى جانب الحلفاء ويشارك فى النصر النهائى .. وهى رؤية تكاد تدفع بالمصريين إلى حرب لم يكونوا طرف فيها .. مما يكشف مدى سعى الرأسمالية اليهودية وقتها فى خدمة إحتياجات جيش الحلفاء . فى عام 51 تركت عائلة فرانكل مصر بسبب أثار حرب فلسطين عليها وإستقرت فى باريس ، وإستمرت معها شخصية " مشمش أفندى " بدون طربوشه وقدم فى فرنسا 10 حلقات أخرى .

 وبلغ نجاح الفيلم درجة جعلت وزارة الزراعة المصرية تطلب من أستوديو الإخوة فرنكل في 1937 فيلما كارتونيا تعليميا ببطولة "مشمش أفندي" لتعليم المزارعين طرق التخلص من طفيليات القطن التي أصبحت في ذلك الحين تهديدا على الزراعة المصرية.

في 1939، عشية الحرب العالمية الثانية، أخرج الأستوديو فيلما آخر لحساب السلطات المصرية-البريطانية بعنوان "الدفاع الوطني" يدعو الجيش المصري إلى الاستعداد للحرب المتوقعة، ولكن معظم أفلام سلسلة "مشمش أفندي" كانت أفلاما ترفيهية، وبلغ عددها 30 فيلما تقريبا. في بعض الأفلام تم دمج شخصيات مصورة، أي ممثلين حقيقيين، بالفيلم الكارتوني. ومن الممثلين الذين اشتركوا في أفلام الإخوة فرنكل يجدر لذكر المغنية صباح والراقصة تحية كاريوكا.

في 1951، مع زيادة التوتر بين العرب واليهود في ظل حرب 1948 من جهة، وبين مصر ودول الغرب عشية ثورة يوليو من جهة أخرى، قررت عائلة فرنكل مغادرة مصر فهاجرت إلى فرنسا. واصل الإخوة الثلاثة صناعة أفلام التحريك في فرنسا مع شخصيات كارتونية جديدة حتى 1964، وهي السنة التي أخرجوا فيها فيلمهم الأخير.

في 1996 أقيم في باريس مهرجان السينما العربية الذي حضره سالومون فرنكل (وكان في 85 من عمره) كضيف الشرف تقديرا لدوره في إدخال فن التحريك في العالم العربي.

 في عام 1937 قامت وزارة الزراعة بإصدار أمر رسمي للإخوة فرنكل بعمل فيلم تعليمي للفلاحين من بطولة مشمش أفندي ليحثهم على التخلص من دودة و أفات محاصيل القطن . و في عام 1939 قامت وزارة الحربية المصرية بأمرهم بعمل فيلم وطني لدعم مشروع القرض الذي نظمته الحكومة للجيش ( أظن أن المقصود مشروع سندات من المواطنين للجيش المصري وقتها ، يشبه الامر مافعله ديزني بفيلم كارتون من بطولة ميمي و بلوتو عن تخزين الدهون المتبقية من قلي لحم الخنزير المقدد bacon في أوعية و التبرع بها للجيش لأنها تساعد في تصنيع الأسلحة ، كانت الحملة تقول لربة البيت : الدهون التي تتخلصي منها يمكن أن تصبح رصاصة تستقر في قلب نازي).

 ساعد مشمش أفندي بفيلم ” الدفاع الوطني” في رفع الروح الوطنية مما ساهم في تسليح الجيش المصري . في الفيلم يتم الهجوم على مصر و يقوم مشمش أفندي بتحقيق الانتصار مع قوات الحلفاء. تم عرض الفيلم في مارس 1940 بعض مشاكل عدة واجهتهم مع الرقابة المصرية و الاستعمار الانجليزي . في عام 1946 قام مشمش أفندي ببطولة فيلم بعنوان ” بون أبيتي” أو “بالهناء و الشفاء” ، و هو فيلم ساخر هزلي يواجه فيه مواقف غير تقليدية بصحبة رفيقه ” فيومي” . كما قام ببطولة مجموعة أفلام دعائية لـ ” النادي الملكي المصري للسيارات”

فيلم مشمش أفندى فى الدفاع الوطنى

 

المصادر .. عبد الله أحمد عبد الله .. 50 سنة سينما منير محمد إبراهيم .. السينما المصرية فى الثلاثينات كتالوج المهرجان القومى الثانى للسينما المصرية 96 أحمد رأفت بهجت. .اليهود والسينما المصرية .

 

Read 5104 times