مما ربط الطبالين و الزمارين بارتباطا وثيقا عند الجمهور بالنفاق و الغش و مسح الجوخ و التزلف و بالتالي كل النقائص هذه أصبحت تنال بكل الموسيقيين و أصبح هذا التعبير السافل و المخذي جزء من الأدبيات السياسية يثبت بالتقادم و كثرة استخدامه بدلا من الانتباه الي التأثير السلبي لهذا التعبير علي الجمهور و التراجع عنه تمادينا في استخدامه و زاد من سوء الحالة أن أصحاب المهنة لم يدافعو عن شرف مهنتهم و عن أنفسهم و في الحقيقة و علي الأقل عازفي الايقاع بمختلف الاته و الناى و المزمار و اسرة الغاب جميعها ارتضو الإهانة و صمتو عندما قبل هذه الإهانة جميع الموسيقيين الآخرين و كان علي نقابة المهن الموسيقية أن تتصدى لهذه المأساة و لكنها كما يبدو لم ينتبه أحد من أعضائها الي هذه الكارثة و اعرف ان كثيرين من إخواننا المثقفين سيسفهون من اقولي من باب احتقارهم لهذه المهنة ( حيث يعتبرون الموسيقي الغربية راقية ) من منظور شعبي أو سيقولون انه تعبير مجازى و لأن الموسيقيين المتعلمون منفصلون عن الموسيقيين الغير متعلمون و هؤلاء يزداد عدد عازفي الايقاع بينهم بما يشكل قوة انتخابية يعمل حسابها في انتخابات النقابة إلا أنهم و للأسف لا يهمهم إلا المكسب المادي و يضعفون أمام سطوة كبار الموسيقيين و يكتفون بابتزازهم وقت الانتخابات و عل كل حال ليس هذا موضوعنا لكن مهنة أصحابه رقما هاما في معادلة الثقافة المصرية في منها المعاصرة و لا يخفي الانهيار الذى أصاب الغناء و الموسيقي المصرية و إذا لاحظنا أن مناسبة التعرض لهذا الموضوع جاء مع احتدام الواقع الثقافي في سعيه لبناء وعي ثقافي جديد بما يعني أن قضية الطبالين و الزمارين هي حالة كاشفة تنبه كل مهتم بالثقافة الوطنية مدي القصور الأخلاقي و الحضاري الذى تراكم من بداية عصر النهضة الحديثة و حتي الآن و قد كتبت في هذا الموضوع علي الفيس و لم يحرك كلامي ساكنا إلا من بعض لايكات من بعض الأصدقاء و انا لا أدين أحد لأن المعنيين بالأمر لم ينتبهو لما هم فيه من مهانة و ضعة و لكن هم لا يعلمون انهم جزء من شرف الثقافة و الفن المصري و علينا جميعا أصحاب المهنة و مستمعين و مثقفين أن نمارس دور فاعل في تغيير صورة الموسيقي المصري عند العامة و الخاصة و قضية الزمارين و الطبالين هي البداية لأنهم ملح الارض فهل نفعل .
أشرف السركي : ملحن وموسيقى مصري