نتقدم اليكم نحن العاملون بقناة مصر التعليمية ، بقلوب تملؤها الحسرة والخوف على مستقبلٍ كنا نحلُمُ به لأبنائنا ، لنرتقى بعقولهم فيرتقوا بنا جميعاً ، نقدم لهم الجديد فى مجالات العلوم والثقافة الحديثة ، بحرفية ومهنية عالية ، حالت دونها ظروف غاية فى السؤ ، تحصر أفكارنا فى حدود الإمكانيات الضيقة ، التى يقيدنا بها الروتين واللوائح ، والميزانيات الهشة ، والقيادات التى تفتقد الى الرؤية والضمير ، والحرص على مستقبل الوطن ، ومساندة المواطن على تحمل الأعباء المتراكمة على عاتقه ، وأهمها أعباء التعليم ، وكارثة الدروس الخصوصية التى تلتهم المليارات من عرق ودم المصريين ..
وإذ نحاول جاهدين أن نعمل فى هذه الظروف ، التى حولت القنوات التعليمية السبع ، إلى قناة واحدة ، فى عهد الإخوان ، إستطعنا أن نستنقذها من أيديهم بعد إغلاقها ، بإعجوبة ، يطل علينا من جديد شبح الإغلاق والتوقف ، فى حالة غريبة من التواطؤ والفساد وإنعدام الرؤية ، لدى ثلة من المحيطين بوزير التربية والتعليم ، تسعى لإغلاق القناة ، والترويج لفكرة إنشاء قناة جديدة ، لن تقل تكلفتها عن عشرة أضعاف تكلفة القناة الحالية ، بحجة أنهم سيحصلون على دعم من المدارس الخاصة ، يسمح بتمويل القناة الجديدة ، التى لا تؤدي دورها حسب ما يزعمون ..
ربما لا يصل صدي هذه القناة الى سكان العاصمة والمدن الكبري كما يزعمون ، لكن ماذا عن قرى مصر ومدنها الفقيرة والبعيدة عن العاصمة ، هل قامت أى جهة مختصة بإجراء أى دراسة أو بحث عن مدى اعتماد الكثير من الطلاب والأسر عليها ، هل فكر أحدهم لما لا تصل القناة الى كل طلاب مصر ، هل فكر أحدهم فى مد يد العون إلينا والإستجابة لمطالبنا المشروعة كى نقوم بدورنا الذى نتقاضى عليه راتبنا من ضرائب المصريين ، هل فكر أحدهم فى التعرف على التجارب الناجحة لمثل هذه القنوات فى دول العالم المختلفة ، وسعى لتطبيقها لدينا ، مثل تجربة الهند على سبيل المثال ، والتى تحتل موقع الصدارة الآن فى مجالات متعددة ، كان أحد أهم أسباب نجاحها ، الإعتماد على القنوات التعليمية ، بل أنشأت فصولاً مفتوحة لمشاهدة هذه القنوات ، التى أنفقت عليها جيداً ، فنهضت بأجيال من الفقراء والمهمشين ، يمدون العالم الآن بالعلم والمعرفة ، ويضخون المليارات على دولتهم من مجال البرمجيات وحده ..
وبعيداً عن تصور أننا نشكو لأننا أصحاب مصلحة أو سنتعرض لقطع أرزاقنا ، فهذا ليس بصحيح ، فلن نعجز عن العمل فى أى قناة أخرى ، داخل التلفزيون المصري أو خارجه ، فلدينا من الخبرات ما يكفى لأن تفتح لنا بدلاً من الباب عشرة ، لكن القضية هنا أكبر وأهم ، لأن لنا أبناءًا مثل باقى المصريين نحرص على أن يتلقوا تعليماً جيداً ، يتماشوا فيه مع ما وصل اليه العلم والتعليم فى الدول المتقدمة ..
سيادة الرئيس :
بدلا من الإغلاق ، أعطونا بعض الإمكانيات الفنية التى تساعدنا على تقديم أفضل ما لدينا ، فنحن نقدم برامجنا كلها من أصغر ستوديو فى مبنى التلفزيون ، ولا تتاح لنا سوى كاميرا واحدة للتصوير الخارجى ، ولا يوجد من يساعدنا فى وزارة التربية والتعليم – التى لا تتكلف سوى دفع قيمة التردد على النايل سات – فى حين يتكفل التلفزيون بدفع أجور العاملين بالقناة ، وكذلك الأساتذة المدرسون ، فى أضيق الحدود ..
نحن بحاجة أن نحول التعليم الى متعة حقيقية ، تنقل مصر فى سنوات قليلة الى مصاف الدول المتقدمة ، افتحوا لنا المعامل المغلقة بالمدارس ، وفروا لنا ورش التعليم الفني المغلقة ، افتحوا الباب كي ننقل اليكم نبض الطلاب ، وأولياء الأمور والمعلمين ، أعطونا مساحة أكبر لتقديم برامج تدريبية للمعلمين ، بدلا من تلك التى تحدث فى الأماكن المغلقة ، والتى تتكلف مبالغ باهظة ، ساعدونا على إنتاج جيد يوزع على الطلاب فى المدارس ، فتختفى ظاهرة الدروس الخصوصية ، التى ترهق كل المصريين ..
سيادة الرئيس :
اذا كان بمقدور المحيطين بالوزير الجديد توفير الدعم الكافى لقناة جديدة من المدارس الخاصة كما يزعمون ، فما المانع أن يقدم إلينا هذا الدعم ، ثم تحاسبوننا بعدها إن قصرنا أو أخفقنا ، فنحن لا نطالب بزيادة فى الأجور ، لكن نحلم معكم بمصر جديدة ، تحملون معها شعاركم ( تحيا مصر ) مصر لن تحيا إلا بالعلم يا سيادة الرئيس ، وصدق أمير الشعراء حين قال :
بالعلم والمال يبنى الناس مجدهم .... لم يبنى مجدُ على جهلٍ وإقلال
عن العاملين بقناة مصر التعليمية
المخرج / نزار مغاوري