حدث فى 23 مارس

على باشا مبارك  فى 23 من مارس عام 1870م ، وبناءً على اقتراح على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف- وقتئذ- أصدر الخديو إسماعيل الأمر العالي بتأسيس دار للكتب بالقاهرة باسم  "الكتبخانة الخديوية المصرية" لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التي كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية في أوربا ، وفي عام 1904م انتقلت المكتبة إلى مبنى أنشئ لها في ميدان باب الخلق .

 وفي عام 1971م انتقلت المكتبة إلى المبنى الحالي على كورنيش النيل برملة بولاق ، تحت إسم دار الكتب والوثائق القومية  ، والذي صمم ليكون صالحًا لأداء الخدمات المكتبية الحديثة وليتمكن بمساحاته الضخمة من توفير مخازن مناسبة لحفظ المخطوطات والبرديات والمطبوعات والدوريات والميكروفيلم  .

هيئة دار الكتب والوثائق القومية تضم مجموعة من الادارات المركزية، منها الإدارة المركزية ل دار الكتب برملة بولاق، والإدارة المركزية لدار الكتب بباب الخلق ويمثلان في مجموعهما المكتبة الوطنية المصرية، والإدارة المركزية لدار الوثائق وتمثل أيضا الأرشيف الوطني المصري والإدارة المركزية للمراكز العلمية بالقاهرة، أو الأرشيف الوطني المصري هي دار لحفظ المخطوطات الأثرية والوثائق القومية في مصر. تضم دار الكتب ما يقرب من 57 ألف مخطوط تتراوح بين البرديات والمخطوطات الأثرية، والوثائق الرسمية مثل حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة إلى غير ذلك.  وهي أكبر مكتبة في مصر، تليها مكتبة الأزهر ومكتبة الإسكندرية الجديدة. نشأت دار الكتب سنة 1870 بمبادرة من علي باشا مبارك، ناظر المعارف في عصر الخديوي إسماعيل، بقرار سنة 1286 هـ / 1870م بتأسيس الكتب-خانة الخديوية المصرية في الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل، بدرب الجماميز. وذلك من أجل "تجميع المخطوطات النفيسة مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم .

مع ازدياد محتويات الدار وضيق المكان بها، نقلت سنة 1903 إلى المبنى الجديد بميدان باب الخلق والذي أنشئ خصيصا لدار الكتب ودار الآثار العربية. وخصص للدار الطابق الأول ومافوقه، وافتتح في أول سنة 1904م  في سنة 1961م بدأ إنشاء مبنى جديد للدار -لضيق المبنى القديم- على كورنيش النيل برملة بولاق، وبدأ الانتقال إليه سنة 1973م، وافتتح سنة 1977 م . 

تبلغ مخطوطات الدار حوالي 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من المواضيع، حيث تتميز بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة. كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها ثلاث آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها. وأقدم البرديات يعود لسنة 87هـ (705م) ولم ينشر منها إلا 444 بردية. كما تحتوي الدار على مجموعة طيبة من الوثائق الرسمية التي تتمثل في حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم وغيرها مما يعنى به الباحثون في شتى المباحث الأثرية والتاريخية. كما تمتلك الدار مجموعة طيبة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77هـ (696م  وتشمل مجموعاتها تشكيلة كبيرة من مخطوطات القرآن المكتوبة على الورق والجلد وبعضها في الخط الكوفي القديم غير المنقط وبعضها لخطاطين مشهورين. وهناك مجموعات من مخطوطات البردي من مختلف أنحاء مصر بعضها يعود للقرن السابع أو قبله. وهي منجم معلومات عن الحياة الاجتماعية والحضارية في مصر في بداية الإسلام. وفيها مجموعات عثمانية وفارسية قديمة أيضا. وفي الدار قطع نقدية يعود أقدمها إلى 693 م.

 

ـ 1919 الطائرات الإنجليزية تقصف مدينتي أسيوط وديروط لمدة يومين وذلك ضمن أحداث ثورة 1919.

خطرت للزعيم سعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف (في قصر سعد زغلول بجوار جسر النيل) عابرين كوبري خشبي يعتبر سري في تلك الفترة وقد دمر هذا الكوبري فيما بعد لمنع الوصول إلى قصر سعد باشا زغلول وهذا الكوبري قد اعيد الآن باسم كوبري صفية نسبة إلى ام المصريين صفيه هانم زغلول للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة "بعد الحرب العالمية الأولى" عام 1918، وتم تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم "الوفد المصري".جانب من مظاهرات ثورة 1919

وقام الوفد بجمع توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى"، ثم اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م.

 في اليوم التالي لاعتقال الزعيم الوطني المصري سعد زغلول وأعضاء الوفد والموافق 9 مارس 1919، أشعل طلبة الجامعة في الاسكندرية شرارة التظاهرات. وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الجامعة. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن. ففي القاهرة قام عمال الترام بإضراب مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها، وتم شل حركة الترام شللا كاملا، تلا ذلك إضراب عمال السكك الحديدية، والذي جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر في بولاق للحلول محل العمال المصريين في حالة إضرابهم، مما عجّل بقرار العمال بالمشاركة في الأحداث.

ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية – التي أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة.

وأضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية.

ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بل قام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجارية وممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام.

في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمة أقسام البوليس في المدن. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة على مركز الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات.

وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطاينة وقوات الشرطة عندما اعتدت هذه القوات على المتظاهرين. وفي اسيوط قام الأهالي بالهجوم على قسم البوليس والاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة بطائراتين في إجبارهم على التراجع، أما في قرية دير مواس محافظة المنيا, هاجم الفلاحون قطارا للجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين.

وعندما أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، هبط مئات الفلاحين إلى النيل مسلحين بالبنادق القديمة للاستيلاء على السفينة. وعلي الجانب الأخر كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الايام الأولى كانت القوات البريطانية هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة.

وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، اصدرت السلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورة للخطوط التي يتم قطعها. وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمة المشاركين في الثورة. ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلف أحيانا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو في يوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية. ولم تتردد القوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزية والبدرشين والشباك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء.

 اضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني وافرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر. وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت.

ثورة 1919 هي ثورة حدثت في مصر بقيادة سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية. جائت هذه الثورة في ظل المعاملة القاسية التي كانت بحق المصريين من قبل البريطانيين، والأحكام العرفية التي أصدرت بحق المصريين بالإضافة إلى رغبة المصرين بالحصول على الاستقلال. أتت هذه الثورة نتيجة مطالبة سعد زغلول بالسماح للوفد المصري بالمشاركه في مؤتمر الصلح في باريس، وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركة واصرار سعد زغلول عليها اضطرت إلى نفيه هو ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة، فانفجرت الثوره في كل أنحاء مصر واشترك فيها العديد المصريين. وكانت أول ثورة تشترك فيها النساء في مصر، بقيادة صفية زغلول مطالبين بالإفراج عن سعد زغلول، فاضطرت السلطات البريطانية إلى الرضوخ للمطلب الشعبي وأفرجت عن سعد زغلول.

هذه الثورة أعطت للبريطانيين الضوء الأحمر والتي جعلت البريطانين يقومون بإلغاء الأحكام العرفية، ووعد المصريين بالحصول على الاستقلال بعد ثلاث سنوات مقابل إبقاء قوات بريطانية في مصر.

 إسم ديروط، إسم قديم، وقد إستقر بديروط العديد من القبائل العربية، وكانت تقع فيما يعرف ببلاد قريش، والتي كانت تمتد من الأشمونين إلى منفلوط، واستقرت في تلك المنطقة قبائل الأشراف من الجعافرة الطيارين والجعافرة الصادقيين والأشراف الحسنية. وكان لمدينة ديروط دور كبير في مقاومة الإحتلال الإنجليزي، وقد 23 مارس 1919 قصفت الطائرات الانجليزية مدينتي أسيوط وديروط (في هذا اليوم واليوم التالي، ضمن أحداث ثورة 1919).

 

ـ حل البرلمان بعد ساعات من إنعقاده :  عقب إغتيال السير لى ستاك سردار الجيش المصرى وحاكم السودان العام ، استقال سعد زغلول من رئاسة الوزراء إثر فشل المحادثات مع بريطانيا ، وتم حل (البرلمان) ودعوة البرلمان الجديد للانعقاد فى مارس ، وفى مثل هذا اليوم ٢٣ مارس ١٩٢٥ انعقد مجلس النواب الجديد ومجلس الشيوخ ، وبعد أن تم إلقاء خطاب العرش وانصرف الملك ، اجتمع مجلس النواب على انفراد لانتخاب رئيسه ، وتقدم سعد زغلول للرئاسة وقدمت الحكومة فى مواجهته عبدالخالق ثروت باشا ، غير أن كل هذا لم يحل دون فوز سعد بـ١٢٣ صوتا ، فيما حصل ثروت على ٨٥ صوتا ، فقدمت الحكومة استقالتها بصيغة تحريضية . لكن الملك فؤاد رفض استقالة الوزارة ، بل أمر الوزارة بحل مجلس النواب وهو لم يبدأ عمله بعد ، وكان النواب قد اختاروا الوكيلين والسكرتيرين ، وبدأوا اختيار المراقبين ومكتب المجلس ، إلا أن رئيس الحكومة أحمد زيور باشا ، خرج عليهم ببيان حل المجلس الجديد ،  بعد انعقاده بتسع ساعات فكان أقصر المجالس النيابية عمراً .

 

ـ فى عام 1933 تمكن أدولف هتلر زعيم الحزب القومي الاشتراكي العمالي ، واختصاره ـ الحزب النازى ـ من الوصول الى الحكم فى ألمانيا بتوليه منصب مستشار الدولة ، فى ظروف غاية فى الصعوبة ، تمكن فيها هتلر من إثارة النزعة القومية الألمانية بخطبه النارية ، التى مكنته فيما بعد من السيطرة التامة على مقاليد الحكم والدولة ، ليصبح الزعيم الأوحد لألمانيا ، وقد رسخ لزعامته تلك ، فى مثل هذا اليوم  ، الثالث والعشرين من مارس عام 1933 ، عندما توجهت حكومة هتلر إلى البرلمان الألمانى ، أو الرايخستاج الجديد ، بقانون أطلق عليه اسم قانون التمكين :  وهو قانون يمنح مجلس الوزراء سلطات تشريعية لمدة أربع سنوات .أدولف هتلر

وفي نهاية اليوم ، صوتت كل الأحزاب عدا الديمقراطيين الاشتراكيين لصالح مشروع القانون ، أما الشيوعيين بالإضافة إلى بعض الديمقراطيين الاشتراكيين ، فقد تم منعهم من الحضور ،  وبهذا الاتحاد بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، نجحت حكومة هتلر فى القيام بالمزيد من القمع لما تبقى من معارضة سياسية أمامها ، وأجبرت الأحزاب الأخرى على حل نفسها ، وأخيرًا ، وفي الرابع عشر من يوليو ، أعلن أن الحزب النازي هو الحزب الشرعي الوحيد في ألمانيا ،  وتم دمج اتحادات العمال مع الاتحادات الفيدرالية للموظفين ،  في منظمة يرأسها الزعيم النازي ، الأمر الذى أودى فى النهاية بحياة  حوالى 60 مليون شخص بنهاية الحرب العالمية الثانية .

 

 ـ 1948 عضوان بالتنظيم السري للإخوان المسلمون يغتالان المستشار أحمد الخازندار.

أحمد بك الخازندار رجل قانون وقاضي مصري راحل (وكيل استئناف). سجل اسمه في تاريخ الاغتيالات في مصر التي أدين فيها أفراد منتمين لجماعة الإخوان المسلمين، نظرا لكونه كان ينظر في قضية أدين فيها أعضاء في تنظيم الإخوان المسلمين   وأرجع الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف المصري الأسبق في مذكراته التي صدرت عن «المكتب المصري الحديث» الحادث إلي مواقف الخازندار المتعسفة في قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم علي جنود بريطانيين في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر 1947 .

بعد حكم الخازندار بالسجن على المتهمين الاخوان، قال عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص أن حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قال في اجتماع بجماعته "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله". وهو ما اعتبره أعضاء في التنظيم بمثابة "ضوء أخضر" لاغتيال الخازندار

 في صباح يوم 22 مارس 1948 خرج القاضي أحمد بك الخازندار من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة حيث مقر محكمته. وكان في حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، والتي اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وما أن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوي جماعة الإخوان حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه وابلا من الرصاص من مسدسين يحملانهما. أصيب الخازندار بتسع رصاصات ليسقط صريعا في دمائه.

وقد ذكر الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف المصري في مذكراته تعليقاً علي الحادث غضب حسن البنا من تلك الجريمة "الإ إن الشيخ البنا آنذاك غضب مما حدث وكان ثائراً، وقال يعني ليس معنى أنه يخطئ قاضٍ في حكمه أن يقتل، وأن ما حدث لم يعلم به الإمام البنا  حاول الجناة الهرب سريعا والتصرف بهدوء لكن سكان حي حلوان الهادئ تجمعوا فورا عقب سماع صوت الرصاصات التسع وطاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصاب البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما.سعيد زينهم قاتل الخازندار وباقي المتهمين أثناء المحاكمة

وفي قسم الشرطة عثر بحوزتهما على أوراق تثبت انتمائهما لجماعة الإخوان المسلمين لتقوم النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما. لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان "  للمرشد العام للجماعة حسن البنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضي الخازندار

وفق ما ذكره الدكتور عبد العزيز كامل عضو النظام الخاص بالإخوان وزير الأوقاف الأسبق فى مذكراته أن القاضى أحمد بك الخازندار كان متعسفا فى أحكامه، حينما كان ينظر فى قضية اعتداء بعض شباب الإخوان على جنود بريطانيين فى الأسكندرية كان ذلك فى ٢٢ نوفمبر عام ١٩٤٧م حين حكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة حتى إن مؤسس جماعة الإخوان آنذاك الإمام حسن البنا قال تعليقا على هذا الحكم : «ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله»

وهو ما اعتبره أعضاء فى التنظيم بمثابة «ضوء أخضر» لاغتيال الخازندار كما كشفت مذكرات الدكتور عبدالعزيز أيضا عن مفاجآت جديدة فى واقعة مقتل الخازندار، وخلافات عبدالرحمن السندى زعيم النظام الخاص مع حسن البنا مرشد الجماعة الأول، خلال الجلسة التى عقدت فى اليوم التالى لواقعة الاغتيال، والتى بدا فيها البنا متوتراً للغاية حتى إنه صلى العشاء ثلاث ركعات.

أما عن تفاصيل واقعة الاغتيال التى حدثت فى صباح مثل هذا اليوم (٢٣مارس) من عام١٩٤٨م فقد كان المستشار أحمد الخازندار خارجا من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة حيث مقر محكمته.

وكان فى حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية «تفجيرات سينما مترو»، والتى اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين،أيضا وما إن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوا جماعة الإخوان حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه وابلا من الرصاص من مسدسين يحملانهما.

أصيب الخازندار بتسع رصاصات ليسقط صريعا مضرجا فى دمائه وحاول الجناة الهرب سريعا لكن سكان حى حلوان الهادئ تجمعوا فورا عقب سماع صوت الرصاصات التسع وطاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصابت البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما.

وفى قسم الشرطة عثر بحوزتهما على أوراق تثبت انتماءهما لجماعة الإخوان المسلمين لتقوم النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين الا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما.

لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان «السكرتير الخاص» للمرشد العام للجماعة حسن البنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضى الخازندار وكانت جلسة عاصفة للإخوان فى اليوم التالى للبحث فيما حدث، واستقر الرأى على تكوين لجنة تضم كبار المسؤولين عن النظام الخاص، بحيث لا ينفرد السندى برأى أو تصرف وأن تأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة من البنا نفسه .

 عندما خرجت مليشيات الإخوان تستعرض قوتها في ساحة جامعة الأزهر وجدت علي مكتبي مظروفا متخما بقصاصات صحفية قديمة عمرها يقترب من ستين سنة مرفق بها خطاب من السيدة فريدة الخازندار‏,‏ اغلب الظن أنها تنتمي لعائلة المستشار أحمد الخازندار الذي اغتاله التنظيم السري المسلح للجماعة وتابعت قضيته تلك الصحف القديمة‏.‏

القصة مثيرة مثلها مثل قصص جرائم الاغتيال السياسي‏..‏ لكن‏..‏ الأهم من الإثارة والتسلية هو الخوف من تكرارها‏..‏ خاصة أن الضحية رجل شهير من رجال العدالة دفع حياته ثمنا لتنفيذها‏..‏ وهو ما روع زملاءه فارتعش القانون في ايديهم لبعض الوقت‏.‏

لقد اعتاد المستشار احمد بك الخازندار‏(‏ وكيل استئناف مصر‏)‏ أن يغادر منزله في شارع رياض بحلوان في الساعة السابعة والنصف صباحا ليتخذ لنفسه مكانا في القطار المتجه إلي باب اللوق في وسط القاهرة حيث توجد محكمته‏.‏

في صباح يوم‏22‏ مارس عام‏1948‏ خرج الرجل من بيته حاملا ملفات قضية شهيرة في ذلك الوقت‏..‏ قضية قنابل سينما مترو المتهم فيها عدد كبير من اعضاء التنظيم العسكري للإخوان‏..‏ لكن‏..‏ ما ان ابتعد الرجل عن بيته بنحو ثلاثين مترا حتي فوجيء بمن يطلق عليه النار‏..‏ وسقط غارقا في بركة من الدماء‏..‏ وسرعان ما فارق الحياة بعد أن اصيب بتسع رصاصات خرجت من مسدسين اخفاهما القاتلان الشابان‏:‏ حسن عبدالحافظ ومحمود زينهم تحت معطفين طويلين وهما ينتظران اكثر من ساعتين دون أن يشك فيهما أحد‏.‏

كانت الرصاصة الأولي تكفي‏..‏ فقد اخترقت مباشرة‏..‏ ولكن‏..‏ حسن عبدالحافظ أصر علي إفراغ خزانة مسدسه في الجسد الملقي علي الأرض‏..‏ رصاصة في الصدر‏..‏ ورصاصة في الرقبة‏..‏ ورصاصة في الرئة‏..‏ ورصاصتان في الظهر‏..‏ ونقرشت الرصاصات الباقية ما تبقي من جسده‏.‏

لم تستغرق العملية سوي دقيقة واحدة‏..‏ وكان يمكن أن يهرب الجناة في شوارع حلوان التي كانت هادئة في تلك الفترة‏..‏ لكن‏..‏ من حسن الحظ أن صاحب محل عجلات كان يمر صدفة في شارع رياض‏,‏ شاهد الجريمة من مسافة قريبة من القتلة في طريقه لبيت صبي المحل الذي تأخر عن عمله‏..‏ فأكمل طريقه الي قسم الشرطة ليبلغ عن الحادث‏..‏ وما أن شاهد الكونستبل فتحي عبدالحليم يقف امام القسم بعد عودته من جولة تفتيش حتي صرخ فيه‏:‏ ضرب رصاص‏..‏ ضرب رصاص‏..‏ الخازندرا بك انقتل‏..‏ الحقوه

وقبل أن ينهي العجلاتي استغاثته وصل الي مسامعهما انفجار قنبلة اتضح فيما بعد ان القاتلين ألقياها علي الناس الذين طاردوهما‏..‏ لقد تصور القاتلان في البداية ان يتصرفا بهدوء وكأن لا علاقة لهما بما حدث‏..‏ وهي الطريقة التي اتبعها حسن توفيق المتهم الأول في قضية اغتيال امين عثمان التي شارك فيها أنور السادات‏..‏ قرر القاتلان ان يمشيا في طريقهما بصورة عادية معتقدين انهما لن يلفتا النظر اليهما خاصة في هذا الوقت المبكر‏..‏ لكن صوت الرصاصات التسع كان كفيلا بإيقاظ منطقة حلوان الهادئة بأكملها‏..‏ فاندفع الناس نحوهما‏,‏ ففجر احدهما قنبلة كانت في جيبه لاجبارهم علي الفرار من حولهما‏..‏ لكن ذلك لم يمنع من القبض عليهما‏.‏

في قسم البوليس عثرت الشرطة علي أوراق تثبت انتماءهما لجماعة الاخوان وهو ما دفع النيابة لاستدعاء مرشدها حسن البنا لسؤاله عن علاقة المتهمين بالجماعة‏..‏ لكن‏..‏ مؤسس الجماعة ومرشدها العام انكر معرفته بهما‏..‏ علي ان النيابة نجحت في اثبات أن المتهم الأول حسن عبدالحافظ كان سكرتيرا خاصا للمرشد لعدة شهور بمرتب عشرة جنيهات في الشهر‏..‏ فكان أن عاد حسن البنا واعترف بأنه يعرفه‏..‏ لكنه اصر علي نفي علمه بنيته في اغتيال الخازندار‏.

 

ـ 1950 إنشاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هي منظمة دولية متخصصة تابعة للأمم المتحدة. تتكون عضوية المنظمة من 188 دولة. وقد انبثقت من المنظمة الدولية للأرصاد الجوية والمنظمة البحرية الدولية، والتي أسست في 1873.

أسست المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في عام 1950، وفي 1951 أصبحت هيئه متخصصة للأمم المتحدة في علم الطقس (أي الطقس والمناخ)، وعلم المياه العملية وعلوم الجيوفيزياء التي لها صلة.  تأخد المنظمة من مدينة جنيف بسويسرا مقرا لها ويرأسها أمين عام ينتخب من قبل برلمان المنظمة كل أربع سنوات. والرئيس الحالي الكسندر بيدريتسكى والأمين العام الحالي هو ميشيل جيرارد. في يونيو 1976، وبناءا على تقارير صحفية توقعت حدثا مماثلا للعصر الجليدي الصغير، أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيرا هاما للغاية من ظاهرة احترار المناخ العالمي (الاحتباس الحراري -الصوبة-) المحتملة.

 المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة. وهي منظومة من الأمم المتحدة موثوقة ومخولة من الأمم المتحدة بشأن حالة وسلوك الغلاف الجوي للأرض، وتفاعله مع والمحيطات والمناخ ينتج وما ينجم عنها من توزيع للموارد المائية.

تضم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في عضويتها 188 عضوا من الدول والأقاليم (منذ 24 يناير، 2007). أنشأت في عام 1950، وأصبحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة في عام 1951 للأرصاد الجوية (الطقس والمناخ) والهيدرولوجيا التطبيقية والعلوم الجيوفيزيائية ذات الصلة.

لقد نشأت عن منظمة الأرصاد الجوية الدولية والمنظمة البحرية الدولية، التي تأسست في عام 1873. ومذاك لم تعد المعلومات عن الطقس والمناخ والدورة الطبيعية للمياه خاضعة للحدود الدولية، حيث أن التعاون الدولي على نطاق عالمي هو أمر أساسي لتطوير الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا التطبيقية، وكذلك لجني فوائد من تطبيقاتها. وتقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بتوفير إطار لهذا التعاون الدولي.

منذ تأسيسها، لعبت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية دورا فريدا وقويا في الإسهام في سلامة ورفاه البشرية. فقد استطاعت أن تسهم مساهمة كبيرة في حماية الأرواح والممتلكات ضد الكوارث الطبيعية، والحفاظ على البيئة، وتعزيز الأوضاع الاقتصادية والرفاه الاجتماعي لجميع قطاعات المجتمع في مجالات مثل الأمن الغذائي والموارد المائية والنقل. وذلك في إطار قيادة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وضمن إطار برامج المنظمة، والخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا.

 من أغراض المنظمة العالمية للأرصاد الجوية:

تيسير سبل التعاون العالمي لإنشاء شبكات من المحطات للقيام بمراقبة الأحوال الجوية والمناخية والهيدرولوجية والجيوفيزيائية.

تبادل المعلومات وتجهيزها وتوحيد البيانات ذات الصلة.

تساعد على نقل التكنولوجيا والتدريب والبحوث.

تعزز التعاون بين خدمات اللجان الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا للأعضاء، وتوسيع دائرة تطبيقات الأرصاد الجوية لخدمات الطقس العامة، والزراعة، والطيران، والشحن، والبيئة، وقضايا المياه، والتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية.

قامت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بتيسير التبادل الحر وغير المقيد للبيانات، والمعلومات، والمنتجات، والخدمات في الوقت الحقيقي –وقت تسجيل البيانات- أو قريبا من الوقت الحقيقي بالنسبة للمسائل المتعلقة بسلامة وأمن المجتمع، والرفاه الاقتصادي، وحماية البيئة. مما يسهم في صياغة السياسات في هذه المجالات على الصعيدين الوطني والدولي.

في الحالة الخاصة بالطقس والمناخ والأخطار المتصلة بالمياه، والتي تشكل ما يقرب من 90 ٪ من الكوارث الطبيعية، توفر برامج المنظمة العالمية للأرصاد الجوية معلومات حيوية للنهوض تحذيرات من أن إنقاذ الأرواح والحد من الأضرار التي تلحق بالممتلكات والبيئة كما تسهم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في الحد من آثار الكوارث التي يسببها الإنسان، مثل تلك المرتبطة الحوادث الكيميائية والنووية، وحرائق الغابات والرماد البركاني. وقد بينت الدراسات أنه بغض النظر عن الفوائد التي لا تحصى بالنسبة لرفاه الإنسان، كل دولار يستثمر في خدمات الأرصاد الجوية والمائية تنتج عائد اقتصادي أكبر بعدة مرات، وغالبا بعشر مرات أو أكثر.

تقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بدور رائد في الجهود الدولية الرامية إلى رصد وحماية البيئة من خلال برامجها. بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى واللجنة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية، وتدعم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تنفيذ عدد من الاتفاقيات البيئية، وتسهم بدور فعال في تقديم المشورة وإجراء تقييمات للحكومات بشأن المسائل ذات الصلة. هذه الأنشطة التي تساهم في ضمان التنمية المستدامة ورفاهية الأمم.

بالتعاون بين المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) تم تكوين اللجنة الدولية للتغيرات المناخية (IPCC Intergovernmental Panel on Climate Change). كما أنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن إنشاء لجنة رصد الغلاف الجوي العالمي (GAW Global Atmosphere Watch).

 اليوم العالمي للأرصاد الجوية

ويقام سنويا في 23 مارس

 

ـ 1956 استقلال باكستان بفضل جهود محمد علي جناح والذي يعتبر مؤسس جمهورية باكستان.

باكستان (بالأردو:پاکستان ومعناها "أرض الطاهرين )، أو الجمهورية الإسلامية الباكستانية كما تعرف رسمياً، هي دولة في جنوب آسيا، انفصلت عن الهند البريطانية على أساس ديني، حيث اعتبرت أنها دولة المسلمين الهنود والهند دولة الهنود الهندوس، وهي دولة نووية. وكلمة "پاكستان" تعني الأرض النقية أو الأرض الطاهرة.محمد علي جناح

في پاكستان أربعة أقاليم أو ولايات، وهي : بختون خواه، بنجاب، بلوشستان، سند

 في مستهل القرن العشرين بدأت حركات التحرر والاستقلال بالقوة وكان من أهمها حزب المؤتمر القومي الهندي الذي جمع في بداية عهده العديد من زعماء الهند المسلمين والهندوس كمحمد علي جناح وأحمد خان وجواهر لال نهرو إلا أنّه سرعان ما تكشّف لزعماء المسلمين نوايا بعض القيادات الهندوسية لحزب المؤتمر القومي من خلال عدة أمور كان أبرزها معارضتهم إبقاء اللغة الأردية اللغة الرسمية في الادارات الحكومية والمحاكم والمدارس في المناطق الشمالية الغربية من الهند والتي يتكلم غالبية سكانها لغة الأردو وعلى هذا الأساس حثّ أحمد خان المسلمين على عدم الاشتراك في حزب المؤتمر، وقام بتأسيس المؤتمر التعليمي الإسلامي الذي انبثق عنه لاحقاً في العام 1906 م حزب الرابطة الإسلامية الذي أخذ على عاتقه قيام دولة خاصة للمسلمين، كما قررّ محمد علي جناح أن يقطع علاقته بحزب المؤتمر القومي الهندي نهائياً في العام 1920 م بعد أن شغل منصب سكرتير رئيس الحزب ليترأس حزب الرابطة الإسلامية وليبدأ مطالبته بتشريعات تضمن للمسلمين حماية دينهم ولغتهم، ثم صعّد مطالبه في اجتماع للرابطة بمدينة لاهور عام 1940م دعا فيه إلى تقسيم شبه القارة الهندية إلى كيانين هما الهند وباكستان على أن تضم الأخيرة كل مسلمي الهند، عُرف هذا الإعلان فيما بعد بإعلان لاهور. لقي هذا الإعلان تأييداً واسعاً من قبل المسلمين، كما وقعت العديد من المصادمات بين المسلمين والهندوس في أواسط الأربعينات، مما جعل بريطانيا إضافة إلى حزب المؤتمر القومي الهندي يوافقان على إجراء عملية تقسيم الهند. أما المهاتما غاندي صاحب فلسفة اللاعنف فقد وجّه له جناح رسالة يبرّر فيها موقفه ويدعوه إلى احترام فكرة أن المسلمين الهنود يشكلون أمة بكل مقوماتها ولابدّ لهم أن ينشئوا كيانهم المستقل، ردّ عليه المهاتما غاندي بمحاولة إقناعه بالعدول عن توجهاته كما اقترح على جناح منصب رئيس أول جمهورية في الهند المتحدة لكن جناح رفض ذلك. لم يستسلم غاندي فأخذ يدعو إلى الوحدة الوطنية بين الهندوس والمسلمين طالباً بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة لكنه لم يفشل فحسب وإنما قادت دعواته هذه – أيّ الدعوة إلى احترام حقوق المسلمين - أحد المتعصبين الهندوس إلى اغتياله بتهمة الخيانة العظمى في العام 1948 م.

أصبحت باكستان في 14 أغسطس من عام 1947م دولة مستقلة من دول رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، كما حصلت الهند على استقلالها في اليوم التالي لهذا التاريخ، وقد أصبح محمد علي جناح الذي يعتبر مؤسس دولة باكستان أول رئيس حكومة في باكستان. يرى الكثير من مؤيدي فكرة استقلال باكستان عن الهند أّنها خلّصت المسلمين الهنود من تعصّب الهندوس الأعمى وتحكمهم في رقاب المسلمين ويأتي في مقدمة هؤلاء شاعر الإسلام محمد إقبال الذي كان يحلم بإنشاء وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية، ولكنه لم يعش حتى يرى ما كان يتمناه ويحلم به حقيقةً، إذ توفي سنة (1357هـ= 1938م) قبل أن تظهر دولة باكستان، لكن في المقابل نجد بعض المفكرين يرون الموضوع من جوانب أخرى فها هو المفكّر الجزائري مالك بن نبي يعتقد – في كتابه في مهب المعركة - بأن باكستان صنيعة المحتل الإنكليزي قائلاً: " إنّ باكستان في حقيقة الأشياء، لم تكن إلا الوسيلة التي أعدتها السياسة المعادية للإسلام التي تمتاز، بها بصورة تقليدية، أوساط المحافظين الإنكليز، أعدتها من أجل إحداث الانشقاقات المناسبة في جبهة كفاح الشعوب ضد الاضطهاد الاستعماري.". كما أنّه يبرّأ ساحة المسلمين والهندوس الذين قتلوا في الاضطرابات ويحمّل المخابرات الإنكليزية مسؤولية ما جرى قائلاً: " إنه مكر يبلغ ذروته، إذ استطاعت انكلترة بهذه الطريقة أن تترك الهند في حالة تمزق نهائي، إذ لا يفرق بين المسلمين والهندوك حدود جغرافية لا تستطيع انكلترة تلفيقها مهما كانت براعتها في التلفيق، ولكن يفرق بينهم حدود من الأحقاد ومن الدماء، ذهب ضحيتها الملايين من المسلمين والهندوك، كانوا ضحية المذبحة التي زجتهم فيها المخابرات الإنكليزية في الوقت المناسب.". ويتطور موقف بن نبي في كتابه وجهة العالم الإسلامي ليضعنا أمام تحليل علمي دقيق لدواعِ نشوء باكستان حسب تصوره فيقول: " أما الوضع في الباكستان فيبدو لعين الناظر إليه أكثر استبهاماً واختلاطاً، والظاهر أن تشرشل كان يستهدف أهدافاً ثلاثة في الهند، وأنّه قد بلغها فعلاً. ولقد أراد أولاً أن يفوّت على الاتحاد السوفييتي سلاحاً قوياً من أسلحة الدعاية والإثارة، فماذا عسى أن يكون وضع الهند المستعمَرة على حدود الصين الشيوعية في حرب عالمية ثالثة...؟ لقد استطاع (الثعلب الهرم) أن ينشئ في شبه القارة الهندية منطقة أمان، وبعبارة أخرى: حجراً صحياً ضد الشيوعية، ولكنه عرف أيضاً كيف يخلق بكل سبيل عداوة متبادلة بين باكستان والهند، وكان من أثرها عزل الإسلام عن الشعوب الهندية من ناحية، والحيلولة دون قيام اتحاد هندي قوي من ناحية أخرى، ولقد بذل هذا السياسي غاية جهده لتدعيم هذه التفرقة، وتعميق الهوة بين المسلمين والهندوس، تلك الهوة التي انهمرت فيها دماء الضحايا، من أجل هذا التحرر الغريب، فكان الدم أفعل في التمزيق من الحواجز والحدود..." لم يكن مالك بن نبي المعارض الوحيد لفكرة قيام دولة باكستان فهناك أيضاً المفكّر الإسلامي مولانا أبو الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان ولكن معارضته كانت مبنيّة على أسباب مختلفة حيث كان المودودي من أشدّ المعارضين لفكرة الدولة القوميّة كما أنّ آراءه تقضي بعدم جواز التعامل معها أو لعب أيّ دور فيها وبناءً على ذلك كان معارضاً لحزب المؤتمر القومي الهندي لأنّه حزب قومي كما أنّه عارض قيام دولة باكستان في البداية خوفاً منه من تحوّل الهوية الإسلامية إلى هوية قومية، ولكن بعد أن صارت حقيقة واقعة عاد إلى لاهور ليعاود نشاط الجماعة الإسلامية هناك. كان تأسيس الجماعة الإسلامية في لاهور في العام 1941 م بمبادرة من عدد من علماء الهند حينها كان منهم أبو الحسن الندوي وطفيل محمد وأبو الأعلى المودودي الذي أصبح أول أمير للجماعة فيما بعد، كان تأسيس هذه الجماعة نقطة فاصلة في تاريخ الهند لأنها كانت أول من دعا إلى أسلمة المجتمع بل كانت من أشد المتحمسين لإحياء الخلافة الإسلامية، كانت أهداف الرابطة الإسلامية آنذاك منصبة على المطالبة بوطن لمسلمي الهند بينما وسّعت الجماعة الإسلامية اهتماماتها لتشمل العالم الإسلامي بأسره وبالذات قضية فلسطين التي كتبت وناضلت كثيراً من أجلها. وبانقسام شبه القارة الهندية انقسمت الجماعة الإسلامية فاختار المودودي الانتقال إلى باكستان التي كانت بنظره دولة للمسلمين وليس للإسلام، وبناءً على ذلك أصبحت أسلمة هذه الدولة وتطبيق الشريعة الإسلامية فيها الشغل الشاغل للمودودي وللجماعة الإسلامية عموماً في كل الفترات التاريخية اللاحقة، كثرت خطب المودودي عن الحاكمية ومطالباته بإقامة النظام الإسلامي حتى قُبض عليه في العام 1953 م وحُكم عليه بالإعدام وتحت ضغط الغضب الشديد من الشعب تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد، ثم تمّ إصدار حكم بالعفو عنه في العام 1955 م بعد ضغوطات كبيرة مارسها الشعب بالإضافة إلى ضغوطات عدة من الدول الإسلامية كان أبرزها المملكة العربية السعودية. أثمرت جهود الجماعة الإسلامية في العام 1956 م بكتابة دستور للبلاد يراعي في بعض بنوده تطبيق الشريعة الإسلامية كما أخذت الدولة حينها اسم "جمهورية باكستان الإسلامية" وكان اللواء اسكندر ميرزا أول من تقلّد منصب رئيس الجمهورية، وبدأت باكستان في تلك الفترة بإنشاء العديد من المشاريع التنموية الضخمة.

Read 1009 times