وتم جمع توقيعات من الشعب المصرى صاحب الشأن ، وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية للمطالبة بإستقلال مصر حيثما وجدوا للسعى سبيلا . فتم إعتقال سعد زغلول ورفاقه ، ونفي إلى جزيرة مالطة في 8 مارس 1919 . وفي اليوم التالي لاعتقاله وأعضاء الوفد المرافق له ، أشعل طلبة الجامعة في الاسكندرية شرارة التظاهرات فى 9 مارس ، وفي أيام قليلة ، امتد نطاق الاحتجاجات في جميع الأنحاء من قرى ومدن مصر ، ورغم قسوة قوات الإحتلال فى تعاملها مع المظاهرات ، إلا أنها ازدادت يوما بعد يوم ، مما اضطر إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني ، والإفراج عن سعد زغلول ورفاقه ، وعودتهم من المنفي إلي مصر، فسافر الوفد المصري برئاسة سعد زغلول إلي مؤتمر الصلح فى باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر . لتبدأ مرحلة جديدة من النضال الوطنى ، حصلت مصر بموجبها على إستقلال شكلى فى تصريح 28 فبراير 1922 م ، الذى صرحت فيه إنجلترا بإلغاء الحماية على مصر ، وأنها دولة مستقلة ذات سيادة ، لكن بريطانيا احتفظت بحق تأمين مواصلات امبراطوريتها في مصر، وحقها في الدفاع عنها ضد أي اعتداء أو تدخل اجنبى ، وحماية المصالح الاجنبيه والاقليات فيها ، وابقاء الوضع في السودان على ما هو عليه . كما صدر أول دستور مصري سنة 1923 م .
2 ـ عقب هزيمة يونيو 1967 ، أشرف الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصرى على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف ، خلال حرب الاستنزاف ، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه ، وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 م موعداً لبدء تنفيذ الخطة ، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة ، في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل حرب أكتوبر . وفي صبيحة اليوم التالي . قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ، فى الموقع رقم 6 والذى يبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية 250 مترا ، وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق . انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده ، واستمرت المعركة التي كان يقودها بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة ، إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء ، توفي الفريق عبد المنعم رياض متأثرا بجراحه ، بعد 32 عاما قضاها في الجيش وخدمة الوطن . نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ، ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر. وأعلنت مصر رسمياً منذ 1969 م ، التاسع من مارس من كل عام يوماً للشهيد ، تخليداً لذكرى البطل الراحل .
3 ـ فى صبيحة الثلاثاء 9 مارس عام 1897 م ، وما أن بلغ الحكومة العثمانية نعيه حتى أمرت بضبط أوراقه وكل ما كان باقياً عنده ، وأمرت بدفنه من غير رعاية أو احتفال ، كما يدفن اقل الناس شأنا في تركيا ، تم نقل جثمانه من تركيا في عام 1944 في موكب إسلامي مهيب إلى بلده أفغانستان ، ويقع ضريحه حاليا في وسط جامعة كابل . إنه السيد جمال الدين الأفغانى ، أحد الأعلام البارزين في النهضة المصرية ومن أعلام الفكر الإسلامي بالنسبة للتجديد ، ولد عام 1839 م ، في أسد آباد إحدى مدن أفغانستان ، يرتقي نسبه إلى عمر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه ، كانت لأسرته منزلة عالية في بلاد الأفغان ، لنسبها الشريف ، ولمقامها الاجتماعي والسياسي إذ كانت لها الإمارة والسيادة على جزء من البلاد الأفغانية ، تستقل بالحكم فيه ، تنقل الأفغانى عبر حدود البلاد الإسلامية من الهند إلى الأستانة ، مكرماً من حكامها وعلمائها فى مقدمه ، ومنفياً من دولة لأخرى لأفكاره الإصلاحية والتنويرية التى تركت بالغ أثرها فى كل من إلتقاه الأفغانى ، وعملت على نمو الحركات التنويرية فى الأمة الإسلامية والعربية ، قضى شقاً كبيرا من حياته فى مصر بعد نفيه من الأستانة واستقبال الخديو إسماعيل بالغ الحفاوة له ، قبل أن ينفيه الخديو توفيق لمواقفه وأفكاره السياسية المناهضة للتفرد بالسلطة ، والداعية الى إعمال العقل والتجديد للنهوض بالأمة ، وإصلاح فساد الحكم . فانتقل الى أوروبا ليصدر مع الإمام محمد عبده مجلة العروة الوثقى ، ومنها الى فارس فالأستانة مرة أخرى ، لتحاك حوله الدسائس للتخلص منه ومن أفكاره ، حتى وفاته يشكك الكثيرون أنها مدبرة وبفعل فاعل .