وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره . تزوج باكثير مبكراً ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته (نظام البردة) كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو(همام أو في بلاد الأحقاف) وطبعهما في مصر أول قدومه إليها وصل باكثير إلى مصر سنة 1352هـ ، الموافق 1934م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً ) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1939م، وقد ترجم عام 193 6م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل ، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م. كذلك سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثةدراسية حرة .
اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة. وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحةالفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته .
تزوج باكثير في مصر عام 1943م من سيدة مصرية لها ابنة من زوج سابق، وقد تربت الإبنة في كنف باكثير الذي لم يرزق بأطفال. وحصل باكثير على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22/8/1951م .
حصل باكثير على منحة تفرغ لمدة عامين (1961-1963) حيث أنجز الملحمة الإسلاميةالكبرى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في 19 جزءاً، وتعدثاني أطول عمل مسرحي عالمياً، وكان باكثير أول أديب يمنح هذا التفرغ في مصر. كما حصل على منحة تفرغ أخرى أنجز خلالها ثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر (الدودة والثعبان - أحلام نابليون - مأساة زينب) طبعت الأولى في حياته والأخريين بعد وفاته .
كان باكثير يجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والملاوية بالإضافة إلى لغته الأم العربية .
تنوع أنتاج باكثير الأدبي بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، ومن أشهر أعماله الروائية (وا إسلاماه) و(الثائر الأحمر) ومن أشهر أعماله المسرحية (سر الحاكم بأمر الله) و(سر شهر زاد) التي ترجمت إلى الفرنسيةو(مأساة أوديب) التي ترجمت إلى الإنجليزية . كما كتب باكثير العديد من المسرحيات السياسية والتاريخية ذات الفصل الواحد وكان ينشرها في الصحف والمجلات السائدة آنذاك ، وقد أصدر منها فيحياته ثلاث مجموعات وما زالت البقية لم تنشر في كتاب حتى الآن. أما شعره فلم ينشر باكثير أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوط وإما متناثر في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها. وقد أصدر الدكتور محمد أبوبكر حميد عام 1987ديوان باكثير الأول (أزهار الربى في أشعار الصبا) ويحوي القصائد التي نظمها باكثير في حضرموت قبل رحيله عنها .
زار باكثير العديد من الدول مثل فرنسا وبريطانيا والإتحاد السوفيتي ورومانيا،بالإضافة إلى العديد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان والكويت التي طبع فيهاملحمة عمر. كذلك زار تركيا حيث كان ينوي كتابة ملحمة مسرحيةعن فتح القسطنطينية ولكن المنية عاجلته قبل أن يشرع في كتابتها . وفي المحرم من عام 1388هـ الموافق أبريل 1968م زارباكثيرحضرموت قبل عام من وفاته .
توفي باكثير في مصر في غرة رمضان عام 1389هـ الموافق 10 نوفمبر 1969م، ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية .
تفردعلي أحمدباكثيربين أدباءعصره بريادته وسبقه في كثيرمن المجالات،وفيمايلي بعض من رياداته وأولياته
في الشعر :
أول من ترجم مسرحيةمن اللغةالانجليزية إلى العربية بالشعر المرسل: مسرحية : روميو وجولييت لشكسبير (1936)
أول من كتب مسرحية شعرية بالشعرالمرسل في اللغة العربية : مسرحية : إخناتون ونفرتيتي (1938)
أول من أخذ بنظام الجملةالشعرية في المسرحيات الأصيلة – غيرالمترجمة - ونعني بذلك قيام الشعر على وحدات موسيقية تتجاوز البيت الواحد إلى أبيات عدة متماسكة في مبناها ومعناها ،وقدسماهاباكثير في مسرحية (إخناتون (الجملة التامة ويشيع اليوم تسميتها بالجملةالشعرية (الدكتور: عبدالله الغذامي)
أول من كتب الأوبريت في اللغة العربية الفصحى ،مسرحية : الشيماء شادية الإسلام (1969)
أول من كتب الأوبرا في اللغة العربية ،مسرحية : قصرالهودج (1944)
أول من نشر مسرحية شعرية اجتماعية وكانت المسرحيات الشعرية قبل هذا مواضيع تاريخية ،مسرحية : همام أو في بلادالأحقاف (1933)
في المسرح:
أول من قسم المسرحية إلى قسمين ،مسرحية : شيلوك الجديد ،تتكون من مسرحيتين : المشكلة ،الحل
أول من كتب ثلاثية مسرحية ،هي : الدودة والثعبان ، أحلام نابليون ، مأساة زينب
أول من توسل بالملهاة لمعالجة قضايا سياسية ، مسرحية : مسمار جحا (الدكتور أحمد السعدني)
أول من عالج قضيةفلسطين في المسرح العربي مسرحية شيلوك الجديد (الدكتور أحمد السعدني )
أول كاتب يستخدم الأسطورة وسيلةلعرض المفاهيم الإسلامية في تفسيرسلوك الإنسان وتفسيرالحياة : مسرحية هاروت وماروت (1962) (الدكتور أبوبكر البابكري)
أول من كتب الملحمة المسرحية في الأدب العربي ، ملحمةعمرالتي تُعد ثاني عمل درامي من نوعه في تاريخ المسرح العالمي بعد ملحمة (الحكام) للكاتب الإنجليزي توماس هردي التي نظمها شعراً في تسعة عشرفصلاً عن حروب نابليون
وقدظهر المسرح التسجيلي في الغرب في أوائل الستينات أول من كتب الأمثولة المسرحية في الأدب العربي ، مسرحية السلسلة والغفران ( 1949) (الدكتور عصام بهي)
في الرواية:
أول كاتب عربي يرمز رمزاً إيجابياً للحركة الإسلامية في الرواية التاريخية العربية ، رواية : سيرةشجاع (1954) (الدكتور أبوبكر البابكري)
قررت روايته (وا إسلاماه) على طلاب الثانوية في مصر والعديد من الدول العربية
قررت روايته (سيرة شجاع) على طلاب الثانوية في مصر
حاز باكثير على العديد من الجوائز التقديرية، كما حصل على العديد من الأوسمة في حياته وبعد مماته، منها:
الجوائز:
جائزة المباراة الأدبية للفرقة القومية عام 1940م عن مسرحية (إخناتون ونفرتيتي)
جائزة وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1943م عن مسرحية (سر الحاكم بأمر الله)
جائزة السيدة قوت القلوب الدمرداشية عام 1944م عن رواية (سلامة القس)، وقد نال الجائزة مناصفة مع الكاتب نجيب محفوظ
جائزة وزارة المعارف عام 1944م عن مسرحية (السلسلة والغفران)
جائزة وزارة المعارف عام 1945م عن رواةي (وا إسلاماه)
جائزة وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1950م عن مسرحية (أبو دلامة)
جائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1960م عن مسرحية (دار ابن لقمان)
جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1962م عن مسرحية (هاروت وماروت)
الأوسمة :
منحه الرئيس جمال عبدالناصر وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1963م، كما حصل في نفس العام على وسام عيد العلم ووسام الشعر
منحته هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في اليمن الجنوبية (سابقاً) وسام الآداب والفنون عام 1985م
منحه الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية اليمنية وسام الاستحقاق في الأدب والفنون عام 1998م