نيلس جوستاف دالين

نيلس جوستاف دالين Nils Gustaf Dalén : مهندس وفيزيائى سويدى حاصل على جائزة نوبل فى الفيزياء عام 1912 م فى مجال الميكانيكا التطبيقية ، لإختراعه صمامات آلية لإستخدامها فى مراكمات ( ضغط وتخزين ) الغاز لإنارة المنارات والعوامات .

 لقرون تم استخدام المنارات لجعل الملاحة أكثر أماناً ، وخلال القرن التاسع عشر ، أصبح الأسيتيلين مصدر الضوء الأساسى لهذه المنارات ، وتمكن جوستاف دالين من تطوير طريقة لإضاءة المنارات بشكل متقطع ومنتظم لتوفير الغاز ، وفى عام 1907 تمكن من اختراع صمام تنظيم يعتمد على تمدد القضبان المعدنية البيضاء والسوداء اعتماداً على الطاقة الشمسية ، مما سمح بإطفاء الإضاءة نهاراً وعملها ليلاً .

ولد جوستاف دالين فى ستيهنستور فى سكارابوى بالسويد فى 30 نوفمبر 1896 لأب كان يعمل مزارعاً ، بعد أن أنهى تعليمه الأولى دخل مدرسة زراعية لتعلم إنتاج وصناعة الألبان ، لكن ( جوستاف دى لا فال Gustaf de Laval ) أحد المهندسين والمخترعين السويديين فى مجال التوربينات البخارية وتصميم آلات صناعة الألبان ، لاحظ أن لديه موهبة فطرية تجاه الميكانيكا ، فنصحة بالدراسة فى المجال التقنى ، فالتحق بمعهد شالمرز بجوتنبرج عام 1892 وتخرج منه كمهندس فى عام 1896 ، وقضى عاماً فى سويسرا يعمل مع البروفيسور ستودلا (Stodola ) المهندس والفيزيائى السلوفاكى المولد ، وكان من المهتمين بدراسة الديناميكا الحرارية والتطبيقات المتعلقة بها .

عاد نيلس جوستاف دالين الى السويد حاملاً بعض الأبحاث من جوتنبرج ، لينشئ مكتباً للإستشارات الهندسية ، وأصبح الرئيس التنفيذى لشركة الكاربيد Carbide   1 والأسيتيلين المحدودة  ، ثم التحق فى عام 1901 بشركة لتخزين وضغط الغاز (Gas Accumulator Company ) وأصبح رئيساً لمهندسيها عام 1906 م ، وقد أعيد تنظيم الشركة فى عام 1909 لتصبح ( الشركة السويدية المحدودة لضغط وتخزين الغاز Swedish Gas Accumulator Ltd ) أصبح دالين مديرها العام

وقد ظهر إبداع دالين فى وقت مبكر عندما كان فى مزرعة والده ، عندما قام بتصنيع ماكينة دراس ( حصاد ) تعمل بواسطة عجلة غزل قديمة ، كما قام بتصميم جهاز لتحديد مستوى الزبد فى الحليب ( وهو ما كان سبباً فى معرفته بجوستاف دى لا فال ) ، كما قام أيضاً بعد انتهاء دراسته ببناء توربينات تعمل بالهواء الساخن وأخرى بالهواء المضغوط ، كما اخترع أيضاً آلة للحلب وأخرى لبسترة اللبن .

فى عام 1901 اشترت شركة دالين حقوق براءة الإختراع الفرنسى لإسالة الأسيتيلين ، وبدأت عملها على الإشارات المضيئة للمنارات ، ونفذ إختراعه على الصمامات التى تعمل بضوء الشمس ، فتضئ عند الغروب وتنطفئ أنوارها عند الفجر ، مما مكن المنارات من العمل بمفردها وبدون مراقبة لمدة تصل الى عام ، فقد تمكن من اختراع اسطوانات ملئت بمادة مسامية من الإسبستوس لتخزين الأسيتيلين ، مما قلل من مخاطر استخدام هذه المادة وجعل استخدامها آمناً فى عمليات اللحام ، كما قام أيضاً باختراع خلاط لتوفير التوازن المستمر والصحيح للغاز والهواء للإستخدام الصحيح ، وابتكر وسيلة لإزالة الأجزاء المكسورة من داخل الإسطوانة واستبدالها بأخرى جديدة .

أثناء اختبار لأحد إسطوانات الأسيتيلين فى موقع مفتوح فى عام 1912 ، وبعد إجراء اختبارات الأمن والسلامة ، حدث إنفجار مفاجئ أصاب دالين بجروح عديدة ، وأفقده بصره ، تم شفاؤه من الجروح بعد فترة وجيزة واستطاع أن يتغلب على عجزه الكبير بعد فقدان بصره ، ليستمر فى أبحاثه ، واستطاع أن يوقع عقداً لإضاءة قناة بنما ، واتجه لاحقاً الى العمل فى مجال التقنيات الحرارية ، وتمكن من إختراع فرن يستخدم على نطاق واسع حالياً ، يوفر الحرارة للطهى لمدة 24 ساعة باستخدام  8 رطل من الفحم .

كانت كتابات دالين قليلة ، لكنه ترك بصمته بطريقة عملية ، من خلال توفير الضوء الآمن لخدمة المسافرين فى الأرض والبحر والجو ، ومع ذلك كان عضواً فى الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم فى عام 1913 ، وفى أكاديمية الهندسة والعلوم فى 1919 ، وحصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة لوند عام 1918 ، وحصل على وسام مورهيد Morehead من الرابطة الدولية للأسيتيلين ، كما شارك فى مناقشات الجمعية الإقتصادية الوطنية ، وخدم فى مجلس مدينة ليدينيه (Lidingö ) لمدة عشرين عاماً .

تزوج دالين فى عام 1901 من ( إلما بيرسون ) وأنجب منها ولدين وبنتين ، الإبن الأكبر ( جونار Gunnar )  تخصص فى مجال الهندسة تتبع خطى أبيه فى إدارة شركة  AGA ، أما الإبن الأصغر أندرس (Anders ) فحصل على الدكتوراه فى الطب ، وتخصص فى طب العيون ، وقد توفى نيلس جوستاف دالين فى 9 ديسمبر 1937 فى فيلته الخاصة بمدينة ليدينيه (Lidingö ) .

ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : الموقع الرسمي لجائزة نوبل

( 1 ) الكاربيد Carbide : نوع من المركبات الكيميائية التى يرتبط فيها الكربون بعنصر معدنى أو شبه معدنى ، مثل كاربيد الكالسيوم كعنصر أساسى ومهم فى تصنيع الأسيتيلين وغيره من الكيماويات ، كاربيد السيليكون ، التنجستن ، والعديد من العناصر الأخرى التى تزيد من الصلابة والقوة والمقاومة ضد التفاعلات الكيميائية تحت درجات الحرارة العالية ، مثل كربيد الحديد الذى يشكل جانباً مهماً من الحديد الزهر والحديد الصلب .

 

Read 2593 times