تمنى كاخال في صباه أن يكون رساماً ، إلا أن أباه (وكان أستاذاً لعلم التشريح التطبيقي ) بجامعة سرقسطة ( واحدة من أقدم جامعات أسبانيا تأسست عام 1542 ) دفعه لدراسة الطب ، وأشرف عليه في ذلك ، وقد وجدت هواية الرسم طريقها للظهور عندما قام كاخال برسم الصور التوضيحية لأطلس تشريح كان أبوه يقوم بإعداده ، غير أن هذا الأطلس التشريحي لم يجد طريقه إلى النشر في النهاية .
في عام 1873 م ، حصل كاخال على درجته الطبية من جامعة سرقسطة ليعمل طبيباً بالجيش الإسباني ، وشارك فى رحلة إستكشافية الى كوبا خلال عامى 1874 و 1875 ، وهناك أصيب بعدوى الملاريا والدرن ، وعند عودته من كوبا ، عمل كاخال مساعداً بقسم التشريح بكلية الطب في سرقسطة عام 1875 ، ثم مديراً لمتحف سرقسطة بناءاً على طلب منه فى عام 1879 م ، وفى هذا العام تزوج من دونا ( سيلفريا جارسيا ) ورزق منها بأربعة بنات وثلاثة أولاد .
وفي عام 1877 م ، حصل كاخال على درجة الدكتوراه في الطب من مدريد ، وفي عام 1883 عين أستاذاً لعلم التشريح الوصفي والعام بجامعة فالنسيا ، ثم انتقل عام 1877 م ، إلى وظيفة أستاذ لعلم الأنسجة والتشريح المرضي ببرشلونة ثم انتقل عام 1892 م ، إلى مدريد ليشغل نفس المنصب هناك ، وفى الفترة من عام 1900 الى عام 1901 ، تم تعيينه مديراً للمعهد الوطنى للصحة والبحوث البيولوجية .
بداية من عام 1880 بدأ كاخال بنشر مجموعة من أعماله البحثية منها : دليل علم الأنسجة العادية ، والذى أعاد صياغته مع بعض الإضافات ونشره تحت عنوان ( عناصر علم الأنسجة ، عام 1897 ) ـ دليل علم الأنسجة العام " 1890 " ـ أفكار جديدة بشأن تشريح المراكز العصبية " 1894 " ـ كتاب عن النظام العصبى فى الإنسان والفقاريات العليا " 1897 الى 1899 " ـ شبكية العين فى الفقاريات " 1894 " ، وبالإضافة الى هذه الأعمال قام كاخال بنشر ما يزيد عن 100 مقال فى الدوريات الفرنسية والأسبانية عن بنية الجهاز العصبى لا سيما المخ والحبل الشوكى ، وشملت أيضاً العضلات والأنسجة الأخرى ، ومواضيع مختلفه فى مجال علم الأنسجة العام ، كما ترجمت مجموعة من أبحاثه عن طبيعة قشرة الدماغ الى اللغة الألمانية ، كما ألف ( قواعد ونصائح حول البحث العلمى ) والذى ظهر فى 6 أجزاء وترجم ايضاً الى الألمانية عام 1933 م .
في عام 1903 قام كاخال بإدخال تعديلات على صبغة نترات الفضة (التي تستخدم في صباغة الأنسجة لدراستها مجهرياً ) ، وهي تلك الصبغة التي ابتكرها في الأصل كاميلو جولجي - شريكه الإيطالي في جائزة نوبل - ثم قام كاخال أيضاً بتطوير صبغة من أملاح الذهب لاستخدامها في دراسة الأنسجة العصبية في الأجنة وصغار الحيوانات ، وقد مكنت هذه الأصباغ كاخال من تمييز الخلايا العصبية عن بقية خلايا الجسم وتتبع تركيب وارتباطات الخلايا العصبية في المادة الرمادية gray matter والحبل الشوكي ، كما كان لهذه الأصباغ دور كبير في المساعدة على تشخيص أورام المخ .
ـ كان كاجال عضواً فى الأكاديمية الملكية للعلوم بمدريد منذ عام 1895 ، والأكاديمية الملكية الطبية بمدريد منذ 1897 ، وعضواً فى الجمعية الأسبانية للتاريخ الطبيعى ، وعضو فى الأكاديمية العلمية فى لسبن عام 1897 ، وعضو شرف فى الأكاديمية الطبية والجراحية فى أسبانيا والعديد من المؤسسات الأسبانية الأخرى ، كما حصل على الدكتوراه الفخرية فى الطب من جامعة كامبريدج عام 1894 ، وجامعة فورتسبرج الألمانية فى عام 1896 ، وعلى الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة كلارك الأمريكية عام 1899 م ، بالإضافة لعضويته فى العديد من الهيئات العلمية فى العديد من الجامعات الأوروبية ، كما ألقى العديد من المحاضرات فى جامعات لندن وغيرها عن بنية المخ البشرى وآخر أبحاصه المتعلقة بهذا الموضوع ، وفى ذكراه المئوية فى عام 1952 ، نشر مجلد من 651 صفحة حمل مجموعة من أبحاثة عن الفسيولوجيا العصبية .
المصدر : موقع جائزة نوبل