"2" – بابة ( أكتوبر – نوفمبر ) أسم الأله ( بي تبدت اله الزرع أو إلي إبي " طيبة "
يقول المصرى عن هذا الشهر الذى يناسب زراعة المحاصيل ( زرع بابه .. غلب النهاية ) ويقول أيضاً إحساساً ببرودة الجو ( بابه خش وقفل البوابة ) كناية عن مستهل الخريف والشتاء .
3 – هاتور ( نوفمبر – ديسمبر ) نسبة إلى هاتور أو حتحور إله الحب والجمال وكان رمزها البقرة
شهر هاتور هو أنسب الشهور لبذر البذور والحبوب فيقال ( هاتور أبو الذهب المنثور ) أى بذار القمح ، ويقال ( زرع هاتور .. خلَّى الأرض تبور ) فهاتور ليس شهر زرع بل شهر بذر ، وهنا يقول المثل لا تزرع فى هاتور ولكن اكتفى ببذر البذور حتى تنضج فى فصل الحصاد .
"4" – كيهك ( ديسمبر – يناير ) هو مخصص للمعبود ( كا ها كا ) أي عجل أبيس المقدس أو للمعبودة سخمت أو بست إلهة الخير وكيهك مكونة من ثلاثة مقاطع /ك / الروح وكلمة / هى / بمعنى على وكلمة /ك / الروح ويصبح المعنى روح على روح فهو عيد اجتماع الكا مع الكا ,
الشهور السابقة خصت الرى والزراعة ، أما حساب الوقت وقصر وطول النهار فيُقال على شهر كيهك الذى يقصر فيه النهار فيقال ( كيهك صباحك مساك تشيل إيدك من فطورك تحطها فى عشاك )
5 – طوبة ( يناير – فبراير ) مخصص للمعبود أمسو و يسمي أيضا خم و هو شكل من أشكال آمون رع إله طيبة بمصر العليا أو إله نمو الطبيعة لأن في آوانة يكثر المطر و تخصب الأرض . وأصلها (شف بطى) وقلبت إلي طوبي أو طوبه بمعتى الذرة
ويقال عن هذا الشهر الذى يشتد فيه البرد ( طوبة تخلى الصبية جلدة ، والعجوزة كركوبة ) ويقال أيضاً ( طوبه فيه البرد والأعجوبة ) ويقال ( الإسم لطوبة ، والفعل لأمشير )
6 – أمشير ( فبراير – مارس ) مأخوذ من اله الزوابع اوعفريت الزوابع
يقول المصرى البسيط عن شهر أمشير ( بكرة ييجى أمشير ، والصغير يحصل الكبير ) حيث تنمو فيه المحاصيل سريعاً ، أما عن زعبايب أمشير ، فيقول المثل ( أمشير أبو الزعابيب الكتير ) ، ( أمشير يخبط يلبط ، فيه روايح من روايح الصيف ) ويقال ( أمشير يقول للقمح سير سير خَلِّى الصُغير يحصل الطويل ) .
7 – برمهات ( مارس – أبريل ) و ينسب إلي ( بامونت ) اله الحرارة و يسمي شهر الشمس وينسب إلي امنحتب الملك الذي الهوه بعد وفاته
برمهات هو بداية فصل الحصاد الذى تنضج فيه المحاصيل فيقال ( برمهات .. روح الغيط وهات ) وفى منطوق آخر ( برمهات فتش من الغيط وهات من كل الخيرات )
8 – برمودة ( أبريل – مايو ) مخصص للإله ( رنو ) أو ( رنوده ) اله الرياح القارسه أو اله الموت و يصور بصوره رموته الأفعي
يبدأ حصاد القمح والشعير فى شهر برمودة ، ويتم فيه الدراس بدق السنابل وطحنها ، فيقول المثل ( برمودة .. دق بالعمودة )
9 – بشنس ( مايو – يونيه ) مخصص للإله ( خنسو ) اله القمر معبود طيبه
يكون قد تم الحصاد نهائياً فى هذا الشهر ، فيقال عنه ( بشنس .. يكنس الغيط كنس )
10 – بؤونة ( يونيه – يوليه ) وادي الملوك أو وادى الحجر
يقول المثل ( بؤونة الحجر ينشف الشجر ) وأصل الكلمة ( أونة ) ومعناها الحجر ، ووضع المصرى الحديث الباء آداة للتعريف ، ويقول بؤنة الحجر كأنه يقول الكلمة وترجمتها العربية مثلما يقول المصرى بنها العسل ، فكلمة بنها تعنى العسل ، وإن كان اسم الشهر فى واقع الأمر إنما يرتد إلى عيد كان يحتفل به قديماً فى الوادى الغربى من الأقصر .
11 – أبيب ( يوليه – أغسطس ) نسبة إلى الإله أبيب أو إبي وهو بشكل ثعبان كبير
ويقال عن شهر أبيب الذى هو أول شهور الفيضان ( أبيب تسمع للميه دبيب ) ولأنه فى هذا الشهر تنضج الفواكه ويقال ( أبيب طباخ العنب والزبيب ، وأبيب أبو اللهاليب )
12 – مسرى ( أغسطس – سبتمبر ) اسمه من ( ماسي ) وتعنى أبن الشمس أو ولادة الشمس
وفى مسرى يرتفع الفيضان أكثر فيقال ( مسرى .. تجرى فيه كل ترعة عسرة ) ويقال ( مسرى .. يفك الأرض العسرة ) ومازال هذا الشهر ( دميرة ) وهو اللفظ القبط
الشهور المصرية والمأكولات " المشمومات "
أن كل شهر من الشهور القبطية يختص بلون من مأكولات أو مشمومـات لا توجد في الأشهر الأخرى، فالفلاحون يضربون الأمثال بهذه المأكولات والمشمومات فيقولون: " رطب توت – رمان بابة – موز هاتور – سمك كيهك – سمن طوبة – خروف أمشير – لبن برمهات - ورد برمودة – نبق بشنس – تين بؤونة – عسل أبيب – عنب مسرى ".
وعلى هذا النحو تحدث الفلاحون في أمثالهم عن محصولاتهم الزراعية، وعن علاقة كل محصول بشهر بعينه، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن هذه الشهور ثابتة المناخ، وبالتالي فهي ثابتة المحصولات لا تتغير على مدى الزمان بالرغم مما طرأ على الحاصلات الزراعية من انقلاب من ري الحياض إلى ري دائم في أكثر البلاد. ولكن الأمثال ثابتة بثبوت حالة الجو، وما يتبع ذلك من الحاصلات الزراعية. فإذا كان القدماء قد فطنوا إلى ذلك كله وجادت به ألسنتهم تتناقلها الأجيال بعضها عن بعض، فإن هذا دليل على أن سكان مصر قوم محافظون ومجددون في الوقت نفسه يقبلون من الجديد ما يوافق مزاجهم وطبعهم، ويحافظون على القديم لأنه تراثهم الذي عاشوا عليه. وليس في ذلك من ضير على الشعب من محافظة وتجديد في الوقت نفسه، فإن هذا مصدر قوتهم الكامنة بسبب محافظتهم على شخصيتهم.
عصام ستاتى
من كتابه شم النسيم