روبرت بارانى

روبرت بارانى (Róbert Bárány ) طبيب مجرى حصل على جائزة نوبل فى الطب لعام 1914 ، ولم يتمكن من إستلامها إلا فى عام 1916 لأنه كان أسيراً فى إحدى المعسكرات الروسية أثناء الحرب العالمية الأولى ، وتحصل على الجائزة عن أبحاثه فى علم وظائف الأعضاء وأمراض الجهاز الدهليزى للأذن الداخلية .

 ولد روبرت باراني في 22  أبريل 1876، في فيينا ( التابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية آنذاك )، كان والده مدير مزرعة ، ووالدته ( ماريا هوك ) كانت إبنة لأحد أشهر علماء مدينة براغ فى ذلك الوقت ، وكان لذلك تأثير واضح على الأسرة ،  كان روبرت الإبن الأكبر من بين ستة أطفال ، أصيب وهو فى سن مبكر بمرض السل فى عظامه ، مما أدى الى تصلب دائم فى ركبته ، ولعل هذا المرض هو ما جعله يهتم بدراسة الطب ، ورغم ذلك لم تمنعه إعاقته من لعب التنس والمشى فى الجبال ، وخلال دراسته الإبتدائية كان الأول على فصله ، ومن أفضل الطلاب فى دفعته عندما كان فى الجامعة .

 بعد أن أنهى دراسته للطب من جامعة فيينا فى عام 1900 ، حضر مجموعة من المحاضرات للبروفيسور سي فون نوردين (C. von Noorden) فى فرانكفورت لمدة سنة ، ثم درس فى مصحة للطب النفسى على يد البروفيسور (Kracpelin) فى فرايبورج ، وهناك اهتم لأول مرة بالمشاكل العصبية .

وعند عودته الى فيينا تتلمذ على يد الجراح الأستاذ جوسنباور (Gussenbauer) ، وفى عام 1903 قبل للعمل كمعيد فى فرع الأنف والأذن والحنجرة ، تحت إشراف البروفيسور بوليتزر ، وخلال هذه الفترة درس العديد من النظريات التى طرحها كبار العلماء فى ذلك الوقت ، والتى توضح وظيفة وتركيب الدهليز الداخلى للأذن ، وهو المجال الذى حصل فيه على جائزة نوبل عام 1914 ، والتى عرف بنيله إياها من أحد السجناء الروس فى معسكر الحرب الذى أعتقل فيه بعد أسره أثناء الحرب العالمية الأولى ، فقد التحق بالجيش النمساوى كطبيب وجراح لعلاج إصابات الرأس لدى الجنود ، وهو ما مكنه من استكمال دراسته حول ارتباط الجهاز الدهليزى بالمخيخ والجهاز العضلى ، وبعد تدخل شخصى من الأمير السويدى كارل ووساطته نيابة عن الصليب الأحمر ، تمكن من إطلاق سراحه من الأسر فى عام 1916 ، وقام ملك السويد وقتها بتقديمه فى ستوكهولم لينال الجائزة التى تأخر عنها عامين .

عاد بارانى الى فيينا فى نفس العام ، ولكن سلوك زملائه النمساويين أصابه بالإحباط وخيبة الأمل ، فقد وجهوا له اللوم لإشاراته المقتضبه عن علماء آخرين قالوا أن عمله يعتمد  على نظرياتهم اعتماداً كبيراً ، وأدى هجومهم هذا الى تركه فيينا واللحاق بجامعة أوبسالا كأستاذ ورئيس لمعهد الأنف والأذن والحنجرة ، والذى قضى فيه بقية حياته ، رغم قيام الكثير من أشهر الأساتذة السويديين بنشر مقالات للدفاع عنه .

وخلال الجزء المتبقى من حياته درس بارانى أسباب الروماتيزم العضلى ، واستمر فى تأليف كتاب حول هذا الموضوع ، حتى بعد إصابته بجلطة دماغية وشلل نصفى .

حياته الشخصية :

تزوج باراني من إيدا فليسيتاس بيرجر في عام 1909، وأنجبا ولدين وبنت ،  أصبح الإبن الأكبر أستاذ في علم الصيدلة (Pharmacology )في جامعة أوبسالا ، والأصغر أستاذ مساعد في الطب في معهد كارولين بستوكهولم ، ,تزوجت ابنتهم من طبيب وعاشت في الولايات المتحدة الأمريكية .

وقد توفى بارانى فى أوبسالا فى 8 أبريل عام 1936 م .

المصدر : الموقع الرسمى لجائزة نوبل

Read 924 times