السبت, 07 أيلول/سبتمبر 2013 06:37

إكتشاف أضخم بركان على الأرض فى قاع المحيط الهادي

Rate this item
(3 votes)

نشرت مجلة نيتشر لعلوم الأرض دراسة جديدة عن اكتشاف بركان يعد هو الأكبر والأضخم على وجه الأرض فى قاع المحيط الهادى ، ويبلغ فى حجمه مثل حجم مدينة نيو مكسيكو ، ويقع البركان على بعد ألف كيلو متر شرق اليابان .

ويعتقد العلماء أنه خمد منذ ملايين السنين ، إلا أنهم اكتشفوا أنه ضخم للغاية ، يتخطى حجم بركان لوا لوا الذى كان يحمل لقب أضخم بركان فى العالم ، وهو الذى شكل جزيرة هاواى ، وتنافس المنطقة التى اكتشف بها البركان أضخم البراكين المكتشفة فى المجموعة الشمسية ككل ، وهو بركان ( أوليمبوس مونس ) على كوكب المريخ .

وقد قام فريق العمل الذى اكتشف هذا البركان بتسميته ( تامو ماسيف ) لصلة الإسم بجامعة إيه إم بولاية تكساس ، حيث قام أحد المعاهد التابعة للجامعة بدراسة هى الأولى من نوعها للجبال المختفية تحت المياة ، وتمكنوا من اكتشاف أضخم سلسلة جبال تحت البحر .

وقد تشكل تامو ماسيف من طبقة تلو أخرى من الحمم البركانية المتحركة من مركز البركان الى الأطراف الباردة ، ولا يعتقد الفريق أن قمته ظهرت فوق مستوى سطح البحر خلال ال 145 مليون سنة الماضية ، وأنه لا خطر من ثورة هذا البركان مجدداً ، وكما يقول كليفر نيل أستاذ البراكين فى جامعة نوتردام ، أنه من الجيد سماع ذلك بعد أن خمدت معظم البراكين الضخمة والمدمرة على سطح الأرض ، ورغم أنه لم يشارك فى هذا الإكتشاف ، إلا أنه قال أن إكتشاف مثل هذا البركان الضخم هو الأساس لعلم البراكين ، وأنه سيعيد صياغة الكتب العلمية التى أسست لعلم البراكين .

ورغم الشكل المميز والضخم لتامو ماسيف ، إلا أن ارتفاعه يعد قصير نسبياً بالمقاررنة مع بركان أوليمبوس مونس المكتشف حديثاً فى المريخ ، إذ يرتفع تامو ماسيف لبضعة أميال فى قاع المحيط ، بينما يصل إرتفاع قمة بركان المريخ الى 16 كيلو متر .

ويمكن للبراكين العملاقة أن تتكون بسهولة على سطح كوكب مثل المريخ ، لتكونه من صفيحة تكتونية واحدة تسهل خروج الحمم الى مسافات بعيدة ، على عكس كوكب الأرض الذى يتكون من صفائح عديدة متحركة تشكل القشرة الخارجية لسطح الأرض ، فلو انفجر بركان من بقعة ساخنة تحت سطح كوكب المريخ ، فسوف يستمر فى الإنفجار لفترة طويلة بفضل تكونه من طبقة واحدة .

ولتكون بركان مثل أوليمبوس مونس على الأرض ، فيجب أن تندفع الحمم بسرعة كبيرة جداً تمكنها من إضافة طبقات جديدة قبل أن تتحرك الصفائح بعيداً عن المنطقة الساخنة ، وعند المقارنة بين البركانين فإن كتلة تامو تشبه مكعب من الثلج فى كوب ماء ، يختفى معظمه فى الأسفل ، بينما فى أوليمبوس يشبه نفس مكعب الثلج فى نصف كوب من الماء ، فالظاهر منه أكثر من المختفى .

 استغرقت الدراسة قرابة عشرون عاماً على متن سفينة علمية ضخمة ، دون أن تكتشف أن ما تقوم بدراسته هو بركان واحد ، حيث كانوا يجمعون معلومات عن سلسلة جبال عملاقة تحت البحر تسمى شاتسكاى رايز ( Shatsky Rise ) ، وبعد عقدين كاملين من الدراسة فى عرض البحر ، تمكن فريق العمل من جمع الأدلة الكافية من عينات وبيانات زلازل ، ليصلوا الى النتيجة الحالية .

ويضيف كليفر نيل : أن هذا الإكتشاف يبين لنا معرفتنا غير الكافية بالكوكب الذى نحيا عليه ، وأنه ربما تكون هناك براكين أخرى لم يتم إكتشافها .

Read 4892 times