الحياة فى ظل الطوارئ والحظر

فى تحقيق لها عن الأوضاع فى مصر فى ظل حالة الطوارئ وحظر التجول ، أجرت صحيفة دويتش فيلا DW الألمانية تحقيقاً عن الحياة اليومية فى الشارع المصرى فى ظل حظر التجول الذى يبدأ من التاسعة مساءاً وحتى السادسة صباحاً فيما عدا يوم الجمعة الذى يبدأ من السابعة مساءاً وحتى السادسة صباحاً لمساعدة الجيش فى السيطرة على الأوضاع الأمنية المتردية فى البلاد .

 وذكرت الصحيفة أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة المصرية قد فرض حظر التجول والطوارئ فى البلاد عقب الإشتباكات الدموية بين الجيش والإخوان المسلمين أثناء فض إعتصامى رابعة العدوية والنهضة فى 14 أغسطس 2013 ، حيث يسمح من وقتها بتواجد الناس فى الشوارع فقط أثناء ساعات النهار ، لكن حظر التجول الذى يهدف الى تهدئة الوضع السياسى له تأثيرات أخرى على الحياة الإجتماعية المصرية التقليدية ، على سبيل المثال يتعرض الكثيرون الى معاناة كبيرة مع ازدحام الطرق حتى يتواجدوا فى منازلهم قبل ساعات الحظر ، بينما يحاول البعض الإستفادة من وقت الحظر ، ويعانى الكثيرون على أمل رفع حالة الطوارئ قريباً .

تقول حنان مصيلحى 36 سنة وتعمل مديرة بشئون الموظفين فى إحدى الشركات : لا شئ يقف فى طريق الجمال ! لا ثورة ولا إخوان مسلمين ولا مظاهرات ، عليها أن تظهر بمظهر لائق يومياً لذا فهى تذهب أسبوعياً لإجراء جلسة المانيكير والباديكير الخاصة بها ، وتلتقى أيضاً بأصدقائها وزملائها رغم الظروف السياسية الحالية فى مصر ، وأنها تتصل عن بعد من المنزل عن طريق الهاتف أو البريد الإلكترونى ، فهى تريد أن تبقى مشغولة ، لتجعل حياتها طبيعية قدر الإمكان .

وتقول حنان التى تسكن مع والديها فى التجمع الخامس أن حياتها الإجتماعية تأثرت كثيراً بالحظر فى الوقت الراهن ، حيث تلتقى بأصدقائها يوم الأجازة بالنهار فقط وأن البقاء بالبيت كل ليلة شئ ممل ، لذا فهى تنام مبكراً ، بينما يحاول محمود جمعه البالغ من العمر 30 سنة والذى يعمل فى احدى شركات تكنولوجيا المعلومات أن يكون منتجاً خلال فترة الحظر فيقول أنه بدأ بتعلم الأسبانية وهو الذى كان يقضى يومه من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل خارج المنزل ، وكان يحب أن يمارس بعض الألعاب الرياضية بعد العمل للتخفيف من ضغوط وظيفته ، وفى ظل هذا الإضطراب السياسى ، أصبح هذا مستحيلاً ، لذا فهو يفكر فى اطلاق طاقته المكبوته بالسفر الى مكان آخر لا يوجد فيه حظر تجول مثل البحر الأحمر .

بينما اضطرت عبير حسن 38 عام الى اغلاق متجر السيارات الصغير الذى تعمل به مع زوجها فى أحد الشوارع الجانبية الصغيرة بالقرب من ميدان التحرير ، وتقول عبير المحجبة من رأسها وحتى إخمص قدميها كما تقول الصحيفة : نعانى كثيراً من هذه الحالة لكن بمشيئة الله ستتحسن قريباً ، وأنها تقوم ببعض المساعدات المنزليه للأسر الغنية لكسب القليل من المال فى هذه الظروف . وأكثر ما يقلقها هو خوفها على زوجها وأولادها الثلاث ، وأنها تصاب بالذعر إذا تأخر زوجها عن البيت ، وعند حدوث ذلك تخرج للبحث عنه دون اعتبار لحظر أو غيره .

وتضيف عبير أن شهر سبتمبر على الأبواب وستبدأ الدراسة قريبا ً، ومثلها مثل الكثير من الأمهات لا تعرف كيف سترسل أبنائها الى المدرسة فهى خائفة من الهجمات التى قد تحدث فى أى وقت ، وتلقى عبير باللوم على الإخوان المسلمين فيما آل اليه وضع البلد ، وبغض النظر عن الخسائر التى عانت منها هى وأسرتها فهى ترى أن حظر التجول خطوة مهمة لفرض النظام والقانون .

بينما يقول حسين على حسين 43 سنة أحد سائقى التاكسى أنه يثق بالسيسى ويتمنى أن يصبح رئيساً ، إلا أنه بسبب حظر التجول يكسب فقط ربع ما كان يكسبه ! وهو بالكاد يكفى أسرته ولا يعرف ما يستطيع فعله بعد ذلك ، فهو يعيش فى حى عابدين مع زوجته وابنه ويقضى الليل فى مشاهدة التلفزيون بدلاً من العمل قائلاً بحزن : المستقبل مش واضح !

ـــــــــــــــــ

رابط الموضوع : http://www.dw.de/life-under-martial-law-in-egypt/a-17043711

 

 

 

Read 4785 times Last modified on الجمعة, 30 آب/أغسطس 2013 07:21