الواشنطن بوست : لدى أوباما القوة لإتخاذ قرار منفرد بشأن سوريا

صرحت الإدارة الأمريكة الخميس  أن الرئيس أوباما لديه كلاً من السلطة والعزم على إتخاذ قراره الخاص بشأن العمليات العسكرية ضد سوريا ، رغم مطالبات متزايدة بضرورة التصويت على هذا القرار، مع عدم موافقة بريطانيا الحليف الإستراتيجى لأمريكا على المشاركة .

وجاء الإنسحاب المفاجئ لرئيس الوزراء  البريطاني ديفيد كاميرون بعد معارضة كبيرة من حزب المحافظين الحاكم بعد تصويت البرلمان ضد ترخيص مؤقت للعمل العسكرى ضد سوريا .

كان كاميرون مؤيداً لتعهد أوباما بضرورة معاقبة سوريا على الإستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية ، لكنه قال أنه سيحترم إرادة البرلمان ، وعزا الكثيرون فى حكومته خسارة كاميرون فى هذا التصويت أنه جاء على خلفية مشاركة بريطانيا فى حرب العراق عام 2003 على خلفية إدعاءات كاذبة بوجود أسلحة دمار شامل .

ومن ناحية أخرى أصدر البيت الأبيض بياناً جاء فيه : أن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع بريطانيا كواحدة من أقرب الحلفاء والأصدقاء ، وأن قرارات الرئيس أوباما ستحكمها المصلحة العليا للولايات المتحدة ، وأنه يعتقد أن هناك مصالح اساسية على المحك بالنسبة للولايات المتحدة والدول التى تنتهك المعايير الدولية الخاصة بالأسلحة الكيميائية والتى ينبغى أن تُحاسب .

وعلى الصعيدين الخاص والعام ، يواصل مسؤولوا  الإدارة الأمريكية التلويح بقرب اتخاذ أوباما قراراً بشن ضربة عسكرية محدودة بصواريخ كروز على بعض الأهداف العسكرية السورية ، وذلك بعد دخول سفن الأسطول الخامس الحربية الى البحر المتوسط ، بعد أن أطلع كبار مسؤولى الأمن القومى لأوباما أعضاء الكونجرس على الأدلة التى تثبت تورط حكومة الرئيس السورى بشار الأسد فى قتل مئات من المدنيين فى 21 أغسطس الماضى فى هجوم بالأسلحة الكيميائية خارج دمشق .

إلا أن انقضاء المزيد من الوقت بين بين الهجوم السورى ورد الولايات المتحدة ، يفسح المجال للكثير من الأسئلة داخل الكونجرس ، وعلى نطاق أوسع بين الحلفاء المقربين ووسائل الإعلام ، خصوصاً بعد توقيع حوالى 200 عضو من مجلس النواب يدعون فيها الرئيس أوباما للحصول على موافقة رسمية من الكونجرس للقيام بعمل عسكرى .

بينما يتفق البعض مع السيناتور روبرت مينيندز رئيس لجنة العلاقات الخارجية ، الذى قال فى مقابلة سابقة أن الرئيس لديه صلاحيات محددة يمكن أن يتصرف من خلالها لتحقيق ما يصب فى مصلحة الأمن القومى ، حتى بموجب قانون الحرب ، مؤكداً أن هناك الكثيرون ممن يدعمون التحرك ضد النظام السورى إلا أنهم على حسب تعبيرة يريدون من أوباما أن يبقى فى صدارة المشهد .

فيما قال السيناتور بوب كوركر العضو الجمهورى البارز فى لجنة العلاقات الخارجية يوم الخميس أنه سيدعم الضربات العسكرية الدقيقة التى تعطى أدلة قوية على إستخدام الأسلحة الكيميائية ، إلا أنه قال : أن أى إجراءات ستتخذ لدعم المعارضة السورية لنظام بشار يجب أن تخضع للإستراتيجية الحالية ، ودعا الى الإستمرار فى المشاورات ، وقال أن الإدارة الحالية عليها أن تحصل على التفويض الخاص من الكونجرس حتى يضمن الشرعية لتحركاتها .

المصدر : الواشنطن بوست : كارين ديونج

Read 4542 times Last modified on السبت, 31 آب/أغسطس 2013 16:43