الإثنين, 24 حزيران/يونيو 2013 21:29

البواسير | أسبابها وطرق علاجها

البواسير | أسبابها وطرق علاجها البواسير أسبابها وطرق علاجها

البواسير : عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من المستقيم أو فتحة الشرج . وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية وغير معتادة في أوردة منطقة الشرج ، مما يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم داخلها ، وبالتالي لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك الحال ، وتبدأ بالتمدد والانتفاخ ، الأمر الذي يجعلها مؤلمة ، وخاصة عند الجلوس . وهى من أكثر الأمراض شيوعا على الرغم من أن السبب الحقيقي لحدوثها غير واضح تماما.. كما أن معظم المرضى يرجعون أي شكوى أو مرض في منطقة الشرج إلى البواسير الشرجية وهذا ليس صحيحا ، حيث إن هناك أمراضا أخرى تصيب المنطقة وتشارك في الأعراض مثل ( الشرخ الشرجي ـ والناسور الشرجي ـ والتهابات الشرج... وأمراض أخرى )  ، وتنتشر بين النساء خلال مرحلة الحمل أو ما بعد الولادة .

والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن ، خلال عملية إخراج البراز ، وارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم ، وحصول الإمساك ، وتغيرات بنية الأوردة ، وغيرها ، وتزيد بالإجهاد الذي يزداد بذل أحدنا له حال وجود حالة من الإمساك لديه . وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك ، أو تكرر حصوله ، ارتفعت احتمالات الإصابة بحالات البواسير ، ويُؤدي الجلوس لفترات طويلة ، وخاصة على الأرض ، وبنوعية ما يُعرف بـ "التربيعة"، إلى زيادة تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج ، مع صعوبة عودة تلك الكمية من الدم فيها إلى أوردة البطن الرئيسية ، كي تُخفف الضغط عنها. وكذلك يُؤدي وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم ، عبر عدة آليات ، إلى نشوء حالة البواسير  .

وحين الإصابة بحالات فشل الكبد ، الناجمة عن تليف وتشمع الكبد بفعل عوامل مرضية أو سلوكية عدة ، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ ، أسوة بما يحصل في أسفل المريء من دوالي للأوردة فيه ، ما يُؤدي أيضاً إلى البواسير.

وتحتوي قناة الشرج على ثلاث مخدات من أنسجة رخوة بداخلها أوعية دموية ، وتنتج البواسير من تضخم الأنسجة وتمدد الأوعية الدموية بداخلها فتنزلق خارج الشرج وتسبب الأعراض المرضية .

أعراض البواسير الشرجية :
وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير، الشكوى من حكة شرجية ، أو ألم في فتحة الشرج ، خاصة عند الجلوس ، أو خروج دم أحمر مع البراز أو يُلاحظ على محارم تنشيف الشرج. أو ألم خلال عملية التبرز. أو أن يُحس المرء بأن ثمة كتل تتدلى على فتحة الشرج نفسه.

وعادة ما يتمكن الطبيب بسهولة من تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص الإكلينيكي للشرج ، أو إجراء منظار لفتحة الشرج ، وقد تحدث إفرازات مخاطية حول الشرج

وتنقسم البواسير إلى :
بواسير داخلية نتيجة تضخم الشبكة الداخلية
وخارجية نتيجة تضخم الشبكة الخارجية.
البواسير الداخلية تشمل الشبكة الداخلية للأوعية الدموية الشرجية وهي أربع درجات :

الدرجة الأولى: موجودة داخل قناة الشرج وترى من الخارج.
الدرجة الثانية: تظهر أثناء التبرز وتعود تلقائيا إلى مكانها.
الدرجة الثالثة: تبرز أثناء التبرز وتعود إلى الداخل بالضغط عليها.
الدرجة الرابعة: تبرز إلى الخارج ولا تعود إلى الداخل.

والبواسير الخارجية : تشمل الشبكة الخارجية للأوعية الدموية الشرجية.

ومن أهم المضاعفات : الأنيميا وفقر الدم الناتج عن النزيف المستمر ولمدة طويلة.
التهاب في الشرج وحول الشرج نتيجة للإفرازات المستمرة من البواسير المتضخمة.
تجلط الدم في البواسير وينتج عنه تضخم مؤلم جدا ويحتاج لتدخل جراحي سريع.
سقوط الشرج نتيجة ترهل العضلات المحيطة به وعدم التحكم.

الوقاية :

عدم الجلوس لمدة طويلة وممارسة الرياضة.
تناول أغذية تحتوي على ألياف بكثرة.
تناول السوائل باستمرار.
معالجة الإمساك واتباع عادات سليمة للإخراج.
الربط الثلاثي للبواسير من دون استئصال.
هل يوجد برنامج غذائي محدد؟
ينصح بأن يكون الغذاء متوازنا ومحتويا على ألياف بكثرة حتى يجعل البراز لينا ويسهل عملية الإخراج لذلك ينصح بالآتي:
لا تنسى أن تشرب كثيرا من السوائل.
وأن يكون الخبز الكامل المحتوي على النخالة وليس الأبيض.
والبسكويت الكامل والهش مثل بسكويت دايجستيف وكعك الشوفان.
الإكثار من الفواكه مثل التفاح والبرتقال.
الخضراوات الطازجة خاصة ذات القشور مثل الجزر والخس والطماطم والخيار.
الحبوب مثل الفاصوليا والعدس.

العلاج :
من المفيد في معالجة حالة البواسير، وضع كريم من "هايدروكورتيزون" على فتحة الشرج، لأنه سيعمل على تخفيف الشعور بالألم وتخفيف الإنتفاخ. كما أن استخدام كريم من مادة "ليدوكين" المخدرة، يعمل على تخفيف الشعور الموضعي بالألم في تلك البواسير.

ومن المفيد أيضاً ارتداء ملابس داخلية مصنوعة من القطن ، وتجنب استخدام محارم التواليت المحتوية على مواد معطرة ومهيجة، والحرص ما أمكن على تجنب حك منطقة الشرج. هذا ومن المفيد تخفيف حدة الإمساك ومعالجته عبر تناول الملينات المناسبة، خاصة ملينات كتلة البراز دون غيرها من أدوية علاج الإمساك. ويجد الكثيرون راحة وتخفيفاً للألم بالجلوس في مغطس شرجي بالماء الدافئ أو الماء الدافئ مع الملح.

وحينما لا تستجيب الحالة ، ولا تخف المعاناة ، باستخدام هذه الوسائل العلاجية المنزلية ، أو حينما يحصل نزيف فيها، أو حال حصول نوبة شديدة من الألم في البواسير، فإن ثمة عدة وسائل طبية علاجية أخرى. منها الكي الحراري باستخدام الأشعة ما تحت الحمراء، للعمل على حصول انكماش في كتلة البواسير الداخلية، وقد يُعفي هذا دون اللجوء للعملية الجراحية. كما أن ثمة وسائل جراحية، كالربط بالرباط المطاطي، أو الاستئصال الجراحي للإنتفاخات الوريدية.

تشترك الطرق الجراحية لعلاج البواسير في الأسلوب الجراحي حيث تجب إزالة البواسير مع ربط الأوعية الدموية المغذية لها باستعمال وسائل مختلفة تعتمد على رؤية الجراح وحالة المريض مثل:
الاستئصال الكلي مع ربط الأوعية المغذية لها.
إزالة البواسير جراحيا مع خياطة مكانها كليا أو جزئيا.
استئصال البواسير باستعمال الدباسة الجراحية .
على ماذا يعتمد علاجها ؟
يعتمد نوع العلاج على نوع البواسير داخلية أو خارجية ، وعلى درجة البواسير والأعراض المصاحبة. بالنسبة للبواسير الداخلية من الدرجة الأولى تعالج باستعمال الأدوية المقبضة للأوعية الدموية والمراهم واللبوس الموضعي لجعلها تنقبض وتضمر.
والبواسير من الدرجة الثانية تعالج مثل الدرجة الأولى وقد تلجأ إلى وسائل أخرى مثل الحقن بمواد مجلطة أو استعمال الرباط المطاطي أو الأشعة تحت الحمراء ، وكلها تسبب ضمور البواسير في كثير من الحالات ، ولكن في بعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي عند عدم الاستجابة لهذا النوع من العلاج أو حدوث مضاعفات.
والدرجتان الثالثة والرابعة: يتم استئصال البواسير كليا من داخل الشرج وهناك طرق مختلفة للاستئصال الجراحي وتؤدي للتخلص النهائي من البواسير الشرجية .
البواسير الخارجية:
يتم استئصالها جراحيا ويستعمل العلاج الموضعي فقط لتخفيف الأعراض لحين عمل العملية.
ويعتبر التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لعلاج مرض البواسير الشرجية وخاصة بعد تطور الطرق الجراحية واستعمال الأجهزة الحديثة لتقليل الألم ومشاكل ما بعد الجراحة وتعطى نسبة عالية جدا من الشفاء التام .

ومعالجة حالات البواسير، والأعراض المزعجة الناجمة عنها، ممكن بسهولة في غالبية الحالات. لكن الإشكالية في كيفية منع عودة وتكرار حصولها. وهنا تبدو أهمية الوقاية عبر تجنب كثرة الجلوس ولمدة طويلة، وعبر تسهيل إخراج البراز. وتسهيل إخراج البراز يتطلب الاهتمام بعدة أمور، منها تناول الألياف النباتية ضمن وجبات الطعام اليومي، بالإكثار من تناول الخضار والفواكه الطازجة والبقول والحبوب الكاملة غير المقشرة.،وتناول كميات جيدة من السوائل، أي حوالي ثمانية أكواب من الماء، على أقل تقدير، حين التواجد في مناطق معتدلة المناخ وحين ممارسة جهد بدني متوسط. والذهاب إلى الحمام متى ما شعر المرء برغبة في التبرز، أي عدم تأجيل ذلك. وتناول الملينات إذا ما نصح الطبيب بها. وتجنب تناول مسببات حصول الإمساك. وتقليل التعرض للتوتر النفسي. وممارسة رياضة المشي.

وهناك عدة مضاعفات محتملة لحالات البواسير، منها تجمع الدم وتجلطه في تلك الإنتفاخات بالأوردة، ما يتسبب بحصول ألم شديد ومفاجئ في منطقة الشرج. وينجم عن هذا تلف الأغشية المحيطة بذلك التجلط الدموي. وهو ما يتطلب معالجة طبية تُزيل تلك الكتلة من تجلط الدم والأنسجة المحيطة بها.

وقد يُؤدي حصول نزيف حاد وكبير في البواسير، أو تكرار حصول نزيف مزمن منها، إلى الإصابة بحالة من فقر الدم. وهو ما يتطلب العناية بتناول الأطعمة عالية المحتوى من الحديد، كاللحوم والأعضاء، مثل كبد الدجاج، والبيض ومشتقات الألبان.

Read 322 times