الدكتور شوقى ضيف

وجه صبوح حالم ، لشخص هادئ الطباع ، دمث الخلق ، موسوعة علمية وثقافية ولغوية كانت تتحرك على خطى ثابتة ، يذكرك بالعمالقة الموسوعيين من علماء المسلمين الأوائل ، كابن سينا وابن رشد وابن خلدون وغيرهم ، ألف أكثر من ستين مصنفاً ، تحسب أن كلاً منها مشروعا قائما بذاته لفريق عمل متكامل ، يكفى منها ما أرخ لمراحل الأدب العربى خلال 15 قرناً من الزمان ، من شعر ونثر وأدب ، وهى سلسلة تاريخ الأدب العربي ذات السبعة أجزاء .

 ولد أحمد شوقي عبد السلام ضيف ، الشهير بشوقي ضيف في 13  يناير 1910 م في قرية اولاد حمام بمحافظة دمياط  ، حفظ القرآن الكريم كاملا في أقل من عام  ، وبعد أن أنهى تعليمه في مدارس الأزهر ، إلتحق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة فؤاد الأول - ليكون تلميذا لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ،  الذى أشرف بنفسه فى عام  1942  على رسالة الدكتوراه التى نال شوقي ضيف درجتها  بإمتياز ، وكان موضوعها هو : الفن ومذاهبه في الشعر العربي ، مما دفع بالدكتور طه حسين إلى أن يشد على يديه و يوصيه باللغة العربية وكأنه عينه حارسا عليها .

 وطوال حياته خاض شوقى ضيف العديد من القضايا الأدبية ، وكان يقارع خصومه الحجة بالحجة و يدحض أفكارهم و أرائهم ، و ظل يصدر الكتاب تلو الآخر ، حتى جاءت الغالبية العظمى منها في تاريخ النقد العربي والبلاغة والنحو واللغة والتفسير القرآني ، هذا بالإضافة إلى كتبه التي حملت عناوين (الفن ومذاهبه في النثر العربي) و(الأدب العربي المعاصر فى مصر ) و(البلاغة تطور وتاريخ ) و (محمد خاتم النبيين) و ( فى التراث والشعر واللغة ) و ( الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور ) و ( تحريفات العامية للفصحى ) و(فى الشعر والفكاهة في مصر) و (أدب الرحالات)   و غيرها .

بالإضافة الى العديد من المؤلفات الإسلامية مثل تحقيقه لكتاب السبعة فى القراءات لإبن مجاهد ، كتابه الذى حمل إسم ( عالمية الإسلام ) و ( الوجيز فى تفسير القرآن الكريم ) . 

في عام 1976 انتخب عضوا بمجمع اللغة العربية ، فأميناً عاماً له ، فنائباً للرئيس ، فرئيساً للمجمع ولاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية فى عام  1996م.

حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1979 ، وجائزة الملك فيصل العالمية في الآدب العربي عام 1983 ، كما منح وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ، والعديد من الجوائز الأخرى من الجامعات العربية .

ثمة أسباب أخرى كانت وراء هذا الإنجاز الموسوعي للرجل ، لعل من بينها دأبه ، وإخلاصه الشديد لعمله ، وتقديره لقيمة الوقت ، فضلاً عن منهجيته ، وصرامته العلمية ، وتجدده الدائم ، وقبوله للإختلاف ، وإيمانه بدوره كأحد حراس اللغة العربية ، وحُفَاظ التراث الأدبي العربي ،  لذلك لم يكن غريباً أن ينسبه الكثيرون إلى تلك السلالة التي انتمي إليها العمالقة ، طه حسين وأمين الخولي وأحمد أمين وغيرهم ، ورغم رحيله عن عالمنا فى مساء الأحد 13 مارس 2005 ، إلا أن  أعماله وإنتاجه سيبقى معنا ما بقيت اللغة العربية .

 

 

Read 4739 times