الحج المصرى من أبيدوس إلى فلسطين والحجاز

الحج المصرى من أبيدوس إلى فلسطين والحجاز المعبد الجنائزي لسيتي الأول بأبيدوس.

حاج ليست كلمة عربية الأصل ، بل من اللفظ المصرى القديم حج : أبيض – ساطع – وضاء- يبيض – يسطع ، وحج حر بمعنى مبتهج وحج تا بمعنى تصبح الأرض مضيئة ، وهذا الأبيض ، والنورانية كانت تطلق علي ملابس الرحلة المقدسة إلي ابيدوس التى نري في لوحتها حجاج مصر القدماء وهم بملابسهم البيضاء في القوارب النيلية رافعين ايديهم للسماء يدعون :

وكانوا يطوفون حول المعبد في أبيدوس ، كما كانوا يبنون قبور وهمية يكتبون عليها اسمائهم لكي يشفع لهم اوزوريس عند تجليه وقيامته من بين الأموات ، وأن يتطابق لفظ حج في المصرية القديمة  والعربية قد يكون أمر مثير للدهشة عند البعض وخاصة أن الكلمة مرتبطة بشعيرة واحدة ولكن تجلي وقيامة أزوريس من بين الأموات ، أليس هذا تشابه أخر بين الحج المصري القديم ورحلة الحج عند المسيحين المعروفة برحلة التقديس والكلمة في القبطية agioc اجيوس مقدس وتضيف عليها حرف هـ في اللهجة الصعيدية ولفظ هـ في الصعيدية الأعلي يتضخم ليصبح حرف ح وتنطق هاجيوس أو حاجيوس ،

 وعلامة الأعراب أوس oc المقطع في نهاية الكلمة استغنى عنه وأصبحت حاج haj والمؤنث منها agia أجيا وفي اللهجة الصعيدية hajia حذف منها علامة الإعراب فصارت مع المؤنث حاجه  ، وهنا تزال كل غرابة فالكلمة المصرية القديمة دخلت لليونانية والعربية ولغات كثيرة لتعبر عن شعيرة واحدة ،  فنحن نعيش فى نطاق تركة خلفها لنا القدماء تشدنا إليها سلسلة من التقاليد والعادات ومختلف الأشياء التى تربطنا بها رابطاً وثيقاً كشجرة باسقة أصلها فى الأرض المصرية وفروعها تطال السماء لا يستطيع اجتثاثها أحدا لأنها نابعة من أصول حضارية أثرت فى كل بقاع الأرض ، كما أن شروط تواجدها لازالت قائمة ، فيكفى أن يستعيد منا صورة الفلاح المصرى فى أى مكان على أرض مصر عائداً وقت الغروب ساحباً خلفه جاموسته ودوابه وبعض أبنائه لتقفز إلى أذهاننا تلك الصور المنقوشة على آثار قدماء المصرين وكأنما دبت فيها الروح والحياة ، نرى الآثر تحول إلى جسم حى نابضاً نرى اللوحة الجدارية تحولت إلى مشهداً مرئى متحرك . ولذا قد نصاب جميعاً نحن المصرين بما يشبه الصدمة ونكابر بغير علم لأسباب عقائدية أو سياسية أو ما شبه ذلك حين نعلم أن عديدا من الكلمات والتراكيب التى مازلنا نحيا بها قد تحمل من العمر ستة آلاف عام أو يزيد ومازات تؤدى وظائفها حية شابة تحمل مشاعر وخبرات أجداد الأجداد عبر آلاف السنين .

رسومات الحاج المسلم ونقوش المقدس المسيحي علي أجزاء من جسده علامات مميزة له تشبه الوشم كالصليب مثلاً كما يرسم المسلم علي جدران المنزل رحلة السفن والطائرات ورسوم الكعبة والفداء وتقام حفلات العودة من هذه الرحلة المقدسة وهم ينشدون مع استقبال الأهل والأصدقاء ويرقصون علي أنغام الطبول والمزمار ويعتقد كل منهم بأن آثامه ومعاصيه قد غفرت وأن دعاءه استجيب .

وهذه الصورة تعيد إلي أذهاننا الصورة القديمة عن الحجاج إلي "أبيدوس " فقد كانت " أبيدوس العرابة المدفونة بمحافظة سوهاج من أكبر عواصم الدين في مصر فقد تخيل القدماء أن بها قبر الإله " أوزوريس " يحجون إليه ، ويطوفون من حوله التماساً للبركة ويحملون موتاهم إلي تلك الكعبة المقدسة إذ غدا بعد مصرعه ، وكان الناس يتركون وراءهم أثراً في تلك البقعة الطاهرة ويبنون لهم قبوراً وهمية ويتركون حولها شواهد يضمنونها دعاءهم وضراعتهم  .

ومن اجل ذلك كثرت أثار الضحايا من طعام وشراب حول القبر المقدس يشفع لهم " أوزوريس " في الحياة الآخرة وعند عودتهم يقيمون الولائم والأفراح وينحتون ويرسمون في منازلهم الرحلة وكذلك علامة حتب علي أجسادهم ويلقب العائد " نتر" أي المقدس   .

أما أغاني حنون الحجاج عند الذهاب والعودة سواء أغاني حج إسلامي أو مسيحي متشابهة جداً فمثلاً

جنينه وجنه في طريج العدرا جنينه وجنه ( نص من رحلة التقديس )

جنينه وجنه كملتها الملوك للى صام وصلي

جنينه وجنه في طريج النبي جنينه وجنه ( نص من أغاني الحج الإسلامي )

جنينه وجنه كملتها الملوك للي صام وصلي

وهذان النصان يشبهان نصوص تصف الرحلة إلي أبيدوس والحدائق التي ترعاها الإلهة للمؤمنين بتعليم أوزوريس من بعث وحساب .

ومن جولتنا داخل الجماعات المختلفة للأقباط المسيحيين أثناء هذا البحث ، وجدنا أنه لا تزال الذاكرة الشعبية تحتفظ في أماكن عديدة ببعض الأغاني التي كانت تقال في رحلة الحج للأراضي المقدسة بفلسطين والتي تعرف بأغاني القدس أو أغاني التقديس أو أغاني الحنون أو التحنين وهي قريبة الشبه بنظرتها الإسلامية التي تقال إلي حجاج بيت الله الحرام مما يجعلنا نعتقد أن لها جذور أبعد من الرحلتين ، وكان من أول النصوص التي تعاملنا معها هذا النص الذي يصف المقدس أثناء ذهابه في رحلته إلي بيت المقدس

محزم وعايق .. في طريق المسيح .. محزم وعايق

محزم وعايق ..والزمزميه في إيده سبيل يا حبايب

محزم وعياقه.. في طريق المسيح .. محزم وعياقه

محزم وعياقه .. والزمزميه في إيده .. سبيل يارفاقة

ويظهر هذا النص الفترة الزمنية وطريقة الملابس التي كان يرتديها المصريون بشكل عام من وضع حزام من القماش وغالباً ما يكون من الحرير علي الوسط فيعطى شكلاً جميلاً ويشد الجسم ويظهر قوامه .. ونرى نص أخر يصف الأراضي المقدسة بفلسطين من قبة القيامة كما تصف ميلاد السيد المسيح .

فيها البرق يضوى .. قبة القيامة .. فيها البرق يضوى

فيها البرق يضوى ..والمسيح والعدرا.. معاك ياللى تنوى

علي نهر مية .. ولدته مر يومه .. علي نهر مية

علي نهر مية .. وسبّوها اليهود .. وهيه بنية

علي غمر فولي .. ولدته مر يومه .. علي غمر فولي

علي غمر فولي .. والمسيح سيد .. موشح بلولي

وتظل قصة الميلاد للسيد المسيح صاحب الزيارة للحجاج المصرين المسيحيين تستولي علي وجدانهم في هذه الأغاني مع اختلاط لصورة شعبية مكونة من خلال الفهم الشعبي لروح العقيدة مع ظهور ملائكة السماء ترفرف وكأنها طيور ذات أجنحة لإعطاء صورة من القداسة لهذه الرحلة كما كانت الصورة عند القدماء .

سلوما تلفوا .. ولدته مر يومه .. سلوما تلفوا

سلوما تلفوا .. وملوك السما .. من فوق يزفوا

سلوما تلفلف.. ولدته مر يومه .. سلوما تلفلف

سلُّوما تلفلف .. وملوك السما .. من فوق ترفرف

ودخل المغارة .. طردوه اليهود .. ودخل المغارة

دخل المغارة .. والملوك سجدت .. رخت له الستارة

وفي بعض النصوص الخاصة برحلة التقديس تربط فيها الجماعة المسيحية بين عذابات المسيح وعذابات أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام عندما رفض السجود إلي أوثان أهله الذين كانوا يتخذونها آلهة من دون الله فرفضها إبراهيم فوضعوه في النيران ولم تؤذيه .

دخل فرن حامي .. رموه اليهود .. دخل فرن حامي

دخل فرن حامي .. انطفت له النيران .. بقى بحر جارى

كما تشير بعض الأغاني من أغاني رحلة التقديس إلي أن هذه الرحلة تزين صاحبها وتعطيه قداسة ما وبالفعل كان هذا اللقب بعد قيامه بهذه الرحلة كان يعطيه وضع اجتماعي ما .

وقدسك يزينك .. وأن نويت يا مقدس .. وقدسك يزينك

وقدسك يزينك .. دا غبار المسيح .. يزين جبينك

وقدسك يليق لك .. وأن نويت يا مقدس .. وقدسك يليق لك

وقدسك يليق لك .. دا غبار المسيح .. علي طرف رجلك

كما توجد أغاني أخري لوصف الطريق الذي ترى الجماعة الشعبية أن الحدائق التي تشتهر بها فلسطين أنشئت خصيصاً لتكريم العذراء وأهلها .

جنينه نشوها .. في طريق العدرا .. جنينه نشوها

جنينه نشوها .. كملها الملوك .. لمريم وأبوها

كما تعرفنا بعض النصوص أن هذه الرحلة كان يقام فيها وتحديدً في نهايتها ذبائح كتلك التي كانت تقدم لأوزوريس أ, تلك التي يقدمها المسيحيين في الموالد والأعياد والتي يقوم بها المسلمون في حجهم من نحر وهدي وأضاحي في الأعياد وخلافه .

فيها السبع نايم .. قبتك يا عدرا ..فيها السبع نايم

فيها السبع نايم .. ودبايح العدرا .. تزين الولايم

وتصف بعض الأغاني أشياء ذات قداسة مثل شجرة العذراء التي جاءها عندها ملاك الرب وكانت ولادة المسيح وتعطى الأغاني قداسة لصاحب الزيارة المقدس لأنه قام بطلوع الشجرة وأكل من بلحها .

يا ترى مين طلعها .. نخلتك يا عدرا .. يا ترى مين طلعها

يا ترى مين طلعها .. طلعها المقدس .. وأكل من بلحها

كما نرى في بعض الأغاني هذه الأوصاف للعذراء بعيونها الكحيلة كما كانت توصف إيزيس في الأدب المصري القديم وكما شاهدنها من خلال الرسوم المعبرة عن الأسطورة في متون الأهرام ومعبد دندره ومعبد فيله ، كما أنه في بعض الأغاني لابد أن تشرق الشمس وكأنها رمزية تعبر عن المعبود الشمسي القديم " رع " ورعايته لإيزيس ونفتيس وحتحور ، وكأن هناك استلهام من الجماعة الشعبية لطقوس الحج القديم في أبيدوس يحتفظ بها اللاشعور الجمعي  .

ساحت في الجزاير الشمس .. لما ساحت .. ساحت في الجزاير

ساحت في الجزاير .. صبحت ع العدرا .. أم عيون كحايل

ساحت في الجزيره .. لما ساحت .. ساحت في الجزيره

ساحت في الجزيره .. صبحت ع العدرا .. أم عيون كحيله .

ومن خلال هذه النصوص أو نصوص أخرى نلاحظ تفرد هذه الأغاني علي مستوى الشكل حيث أن البيت الواحد أو السطر الواحد يتكون من ثلاثة أجزاء وكأنها أقانيم تجسد وحدة السطر مما تعطى توافقاً بين الشكل والمضمون العقائدي لفكرة التثليث وهذا النمط الشكلي غير متوافر في أشكال الغناء الشعبي الأخرى ففن التلاتات الصعيدي مثلاً ، والذي يتكون من ثلاثة اسطر كل سطر قائم بذاته ويقوم في قوافيه علي فكرة الجناس مثل النص الشائع من هذا النوع لقصة شفيقة و متولي  .

" جالَّوه " بتضربنى يا جبان

روح أدفن نفسك في جبان

دا صورة أختك جوه جيبى أنا

فالسطر هنا وحده متكاملة غير مقسمة إلي أجزاء بعكس النماذج التي طرحناها من أغاني التقديس والتي يكون فيها الشكل أو السطر الواحد مكون من ثلاثة أقانيم أو وحدات وهذا الشكل يضيف إلي أشكال الغناء الشعبي شكلاً جديداً رغم اتفاقه مع هذه الأشكال الأخرى وخاصة في الأوزان التي تتناسب مع طبيعة الغناء مثل البحر البسيط أو البحر المتدارك ، وللحفاظ علي هذا النمط الشكلي يضطر الراوي إلي التكرار رغم أن هذا التكرار سمه من سمات الغناء الشعبي المأثور إبتداءاً  من أغاني الحقول والحصاد والأفراح والصيد وغيرها ، نهايةً إلي أغاني المراثي والعديد مثل :

سرى وسر الحبيبة ..في قدح فخار

والقدح انكسر .. وانفتشت الأسرار

سرى وسر الحبيبة .. في قدح لولى

والقدح انكسر .. يا مين يجيبه لي

بل أن تحنين الحجاج الإسلامي أيضاً يقوم علي هذه التكرارية مثل :

يا بير زمزم عتبك سلاسل

والشربة منك دوا للمسافر

يا بير زمزم عتبك حجارة

والشربة منك دوا للحيارى

يا بير زمزم عتبك حريري

والشربة منك دوا للعليلى

فنلحظ التكرار في جملة " يا بير زمزم " في كل الأغنية مثلما في النص الذي أوردناه " ساحت في الجزاير " وبقيت النصوص ، وترجع فكرة التكرار في الغناء الشعبي إلي أن معظم هذه الأغاني يتم أداها إما في عمل أو سفر ، فالتكرار يعطى إيقاعاً ينظم وحدة العمل أو السفر أي ينظم الحركة ، وأيضاً يعطى سهوله لانتقال الغناء من مؤدى إلي أخر فهذا التكرار يفعل دور الآلة الإيقاعية الغير موجودة أثناء العمل أو السفر فهنا التكرار من الآلة البشرية الأيدي فونية ، وهي هنا التصفيق بالأيدي أو تخبيط اليد علي الساق أو ضرب القدم في الأرض حسب نوع العمل أو طريقة السفر ، وهذه النصوص من أغاني التقديس كما أغاني الحج الإسلامية تعطينا تساؤلا حول تفرد مصر بهذا اللون الغير معروف في البلدان الأخرى واتفاق هذا اللون مع ما توارثه المصري عبر رحلة حجه القديمة إلي " أبيدوس " وهذا يجعلنا نؤكد مرةً أخرى أنه رغم تغير العقائد تبقى الممارسات ، وهذا الطرح يقطع شعرة معاوية التي يضعها الباحثون بين المأثور والتراث على اعتبار أن المأثور هو ما يمارس بالفعل بينما التراث هو الجانب المتخفى والذى لم يعد له وجود فعلى وعملى ، وهذه النظرة ربما تصلح لقاعات الدرس الأكاديمى بينما لا تصلح فى الواقع حيث الميت يمسك بتلابيب الحى وان كل ما تمارسه الجماعة الشعبية هو انعكاس لماضٍ بعيد أو تخفى الماضى فى الحاضر ، وأحيانا يعلن نفسه دون تخفى إذا كان احتفالا  قومياً غير مرتبط بعقيدة مثلما طرحنا ذلك فى كتابنا شم النسيم  ، فالماضى والحاضر يعيشان حالة من الدلكتيل ، يؤثران فى بعضهما البعض كماً وكيفاً ، وهنا يتضح أنه لايمكن عزل ماهو فولكلور عن ماهو أنثربولوجى ، وانه لايمكن فهم الفولكلور أيضاً بعيداً عما هو تاريخى واجتماعى ونفسى ، وان كل هذه المسميات هى فى حالة انصهار مع بعضها البعض ، وهى المشكِّلة لمظاهر الاحتفاليات التى تجمع كل أنماط الظاهرة الفولكلورية من مأثورات شفهية وعادات وتقاليد وطقوس ودراما حركية وغيرها .

والمتتبع لفولكلوريات الحج المصرى عبر عصوره سيجد وحدة البناء رغم تغير العقائد فهذه الفولكلوريات لاتمس الحج كفريضة أو شعيرة دينية بل تضيف إليها احتفالية شعبية ولذا يبغى دراسة فولكلوريات الحج من كل هذه الزوايا مجتمعة .

أما الطريق الذى كانت تسلكه هذه الرحلة فقد مرت الرحلة بطريقين ، الطريق القديم وكان يبدأ من حصن بابليون فى موكب كبير ويسير إلى أن يصل إلى طريق السويس الصحراوى حتى يصلوا إلى قلعة الغورى ثم بئر عجرود أو قلعة العجرودى حتى يتزوّدوا بالماء ويستحرمون بالفندق القديم ، وكان البعض الآخر يتجه عند بئر القلزم (مكان مدينة المستقبل بالسويس حالياً ) ويصلون الطريق خلف معسكرات الجيش الحالية حتى يصلوا إلى جبلاية السيد هاشم متجهين لمنطقة حمام بوجية ( الهويس حالياً) حتى يصلوا إلى كنيسة سان جورج بساحة الشهداء أمام زاوية الشيخ مشيمش بمنطقة الغريب حيث توجد محلات واستراحات ووكالات يتم التزوّد بمتطلبات الرحلة ، وكانت توجد استراحة للحجيج داخل الكنيسة ثم يسلكون جزيرة تل اليهودية حتى يصلوا لمنطقة الشط ثم يمرون على عيون موسى ومنها إلى وادى الطور ثم يأخذون الطريق حتى دير سانت كاترين ويستريحون بعض الشىء ثم يصلون إلى طابا ويدخلون الأراضى الفلسطينية حتى يصلوا إلى القدس .

ومع وجود المراجع الأجنبية الكثيرة التى تصف هذه الطريق لم نجد مرجعاً عربياً بهذا الشأن ولكن عندما اكتشفت آثار تل اليهودية بالسويس وجد 37جثة فى توابيت خشبية لحجاج مسيحيين فى العصر العثمانى وهى موجودة الآن فى مخازن تل بسطة بمحافظة الشرقية !!

أما الطريق الثانية الذى اتخذ بعد حفر قناة السويس وهو طريق (الفرما) بورسعيد  - العريش  - رفح المصرية - رفح الفلسطينية حتى الوصول للقدس

ولكن المراجع الأجنبية تعطى أهمية قصوى للطريق القديم لأنه نفس طريق الحج الإسلامى وكان فى بعض الأحيان يتصادف الحجيج معا وتتقابل القوافل فى طريق السويس الصحراوى فيبقى الحجاج المسلمون بدرب الحج حتى يمر الحجاج المسيحيون ثم يلتقيان عند بئر عجرود أو داخل السويس ، حيث يستريح الحجاج المسيحيون فى كنيسة سان جورج ويستريح المسلمون فى منطقة الغريب على نفقتهم  ، فامتزج الغناء الشعبى لكليهما معاً ، ثم ينتظر المسلون البواخر التى كانت تعرف بالبغلة وهى السفينة الكبيرة أو السمبوك وهو السفينة الصغيرة ، ويسلك كل من هما طريقه وقبلته حتى يعود كل إلى قبلة الوطن .

عصام ستاتى .. مقدمة فى الفوكلور القبطى

 

Read 4181 times