Print this page

أسماء مصر عبر العصور

أسماء مصر عبر العصور معبد حورس في إدفو

كيمي ـ كيمياء  : من أشهر الكلمات المصرية المعروفة في العالم الاسم العظيم ( كيمي ) أي مصر . وهو مركب من ( كي ) أي أسمر أو أسود و( مي ) أي طين أو طمي الذي يأتي به النيل المبارك أيام الفيضان  . فمصر معناها الأرض السوداء ،  ولما كانت مصر أول دوله عرفت الكيمياء أخذت عنها كل لغات العالم فأصبحت كلمه عالمية .. في اللغة العربية نقول كيمياء عن ذات المادة . وعن الشخص المختص نقول كيمائي . وعن المنتجات كيماويات وكيماوي . وفي الفرنسيه CHIMIE   وعن الشخص CHIMISTE   وعن الإنتاج CHIMICAL.. ، وفي الإنجليزية CHEMISTERYو CHEMIST  وchemical  وفي الإيطالية أيضا chmia  و chmista  و chimco  ، وإذا تناولنا اسم مصر عبر التاريخ سنجد أنها عرفت عبر العصور بمجموعة من المسميات عبرت عن طبيعة أرضها ، وعن وضعها الجغرافى فأطلق عليها اسم  ( دشرت ) أى الأرض الحمراء أو الأرض الصحراوية إشارة إلى المساحة الأكبر من أرض مصر التى تمثل أرضاً صحراوية .

كما سميت ( تاوى ) أى " الإرضين إشارة إلى الإقليمين الرئيسيين فى مصر جنوب البلاد وشمالها أى الصعيد والدلتا ومن اسمائها أيضاً  ( ايدبوى ) أى الضفتين إشارة إلى الضفة الشرقية والغربية لنهر النيل حيث كان النهر يفصل فى معظم الأحيان بين مدينة الأحياء التى كانت غالباً فى الشرق ومدينة الأموات التى كانت فى الغرب حيث الأرض الصحراوية الجافة التى تساعد على حفظ أجساد الموتى ، هذا بالأضافة إلى دور النيل المؤثر فى حياة المصرين . ومن بين هذه الأسماء كذلك  ( تامحو ) أى أرض الشمال إشارة إلى الدلتا و( تاشمعو ) أى أرض الجنوب إشارة إلى جنوب البلاد . ثم أطلق عليها ( تامرى ) أى أرض الغرين تعبيراً عن الأرض الخصبة التى تدر عليه الخير .

ومن بين كل هذه الأسماء كان أكثر الأسماء قرباً إلى قلب وعقل المصرى القديم اسم كمت ومن ثم فقد كان الأكثر استخداما للاشارة إلى البلد كلها وظل وظل مستخدماً طول العصور المصرية القديمة الأمر الذى يؤكد ارتباط وانتماء المصرى لذلك الجزء من أرض مصر الذى عليه نشأت وازدهرت الحضارة المصرية القديمة . وهناك مجموعة ثانية من الأسماء عرفت فى وقت لاحق للمجموعة الأولى التى ذكرناها ويبدو أنه على رأس هذه المجموعة اسم ( حت – كا بتاح ) الذى هو فى الأصل اسم لأحد اشهر معابد الإله بتاح فى مدينة منف " ميت رهينة " حالياً مركز البدرشين – محافظة الجيزة ) والذى اقيم فى الدولة الحديثة والذى لا تزال أطلاله باقية حتى الأن ويعنى مقر قرين الإله بتاح ، والظاهر أن المصرى قد استخدم هذا الاسم الخاص بأهم معبد فى أهم واقدم عاصمة مصرية ( منف ) لأحد أهم الآلهة فى مصر القديمة ( بتاح ) ليطلقه على مصر كلها .. وليس بغريب أطلاق الجزء على الكل فكلمة ( منف ) مشتقة من ( من – نفر ) أى الثابت و الجميل وهو اسم هرم الملك بيبى الأول فى سقارة القبلية .. أى أن المدينة اتخذت اسمها من اسم الهرم الخاص بهذا الملك .ومنذ القرن التاسع قبل الميلاد تقريباً وفى إحدى ملحمتى الشاعر الإغريقى هوميروس وهى " الاوديسا " ظهر اسم " ايجوبتس " مشيراً إلى مصر وبدارسة هذا الاسم اتضح أنه مشتق من الاسم المصرى القديم " حت – كا- بتاح " والواضح أن اليونانيون وجدوا صعوبة فى نطق حرف الحاء فى بداية ونهاية الكلمة وأنهم استبدلوا الكاف بحرف الجيمو فهذا الابدال قائم فى اللغات القديمة والحديثة وهكذا اصبحو ينطقون الأسم " ايجوبت " ثم أضافو إليه – كما هو الحال بالنسبة لاسماء الأعلام – فى نهاية الكلمة حرف " س " مسبوقاً بحرف من حروف الحركة ليصبح " ايجوبتس " وليس ببعيد على الأذهان أن اسم " خوفو " نطقه اليونانيون " كيوبس " وأن اسم " سنوسرت " نطقوه " سيزوستريس " وأن اسم " امنحتب " نطقوه " امنوفيس " وهكذا ومن النطق اليونانى للاسم " ايجوبتس " اشتقت اللغات الأوربية الحديثة الكلمة الدالة على مصر مثل Egypt-Agypteh-Egitto ومن كلمة " ايجوبتس" جاءت التسمية " ايجوبتى " أى مصرى والمواطن المصرى الذى يعيش فى ايجوبتس وذلك باستخدام ياء النسب كما هو الحال فى اللغة العربية مثل مصر ومصرى واسكندرية وسكندرى واسوان واسوانى ......ألخ

وتقابل كلمة " ايجوبتى الكلمة الإنجليزية Egyption وما يقابلها فى اللغات الأوربية الأخرى . وعندما دخل العرب مصر وجدوا العرب صعوبة فى نطق " ايجوبتى " إشارة إلى المواطن المصرى فنطقوها " ايقوبطى" وقبطى " الأمر الذى يعنى أن كلمة قبطى تعنى المواطن المصرى ( كل المصرين من أى  عقيدة أو دين ).

أما المجموعة الثالثة فيقف على رأسها الاسم الذى تعرف به مصر حتى يومنا هذا وهو " مصر " ذلك الاسم الذى ورد فى القرآن الكريم وفى التوراه .. والشائع أن كلمة مصر كلمة عربية تعنى قطر وتجمع على امصار ورأى أصحاب هذا الرأى أن المسمى عربى على اساس وروده فى القرآن الكريم وأن المسلمين كانوا يطلقون على كل بلد يفتحونها " مصر " ولما كان من الواضح أنه ليس هناك بلد إسلامى آخر أطلق عليه هذا الاسم أو احتفظ به فأن هذا الاسم يخص مصر وحدها . ولقد ورد هذا الاسم فى الكثير من لغات بلدان الشرق الأدنى القديم بحروفه الساكنة كما هى فمنذ القرن الربع عشر قبل الميلاد وردت فى اللغات الاكدية والآشورية والبابلية والفنيقية والعربية القديمة والعبرية مسميات على النحو التالى : مصرى – مشرى – مصرم – مصرو – مصرايم – وبدراسة الأشتقاق اللغوى لهذا الأسم اتضح أنه مصرى قديم وليس عربى فهو مشتق من مجر أو مشر وتعنى المكنون أو المحصن وهو مسمى يعبر عن أن مصر قد حباها الله بحدود طبيعية أمنة بحار وصحروات وجنادل فهى " كنانة الله فى أرضه وهى " المحروسة " كما يطلق عليها دأئماً وأما عن الأبدال بين حرف الجيم والشين والصاد فهو قائم فكلمة " جبع " فى اللغة المصرية القديمة هى " صبع " فى اللغة العربية ومدينة " جعن " هى صان الحجر " الأن وكلمة وج هى وصى وشب هى ساْل الخ وهنا يمكن القول أن كل الأسماء التى أطلقت على بلدنا ترجع فى أصولها اللغة المصرية القديمة .

عصام ستاتى

باحث فى التراث المصرى

 

Read 4415 times